عاجلمنوعات

العلاقة بين الطقس وتقلبات المزاج

قد يسبب سوء الأحوال الجوية أو عقبات مثل عدم توفر المال للسفر الشعور بالتوتر، وهذا الأمر طبيعي عندما لا يتطابق الواقع مع توقعاتنا، التغيرات الموسمية تؤثر على مزاجنا وسلوكياتنا بطرق معقدة، وتختلف الأسباب من شخص لآخر.

هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر على صحتك النفسية ومزاجك مثل: العلاقات الاجتماعية والعمل والحالة الاقتصادية والصحية والطقس، وللأسف لا يمكننا التحكم في الطقس ومعظم الأمور التي تسبب تقلبات المزاج، لكن يمكننا التعلم حول تأثير الطقس على مشاعرنا وكيفية تأثيره علينا.

إذا كنت تعاني من تقلب المزاج المرتبط بتغيرات الطقس فهذا المقال سيقدم لك المعلومات اللازمة حول هذا الموضوع.

تقلب المزاج
تقلب المزاج هو تغير مفاجئ أو شديد في الحالة العاطفية للشخص، هناك أسباب مختلفة لتقلب المزاج لدى الذكور والإناث، بما في ذلك الصحة العقلية والجسدية والضغوط من حولهم، أثناء تقلب المزاج قد يتحول الفرد بسرعة من الشعور بالسعادة إلى الشعور بالحزن أو الانفعال أو الغضب.

قد تستطيع التعرف على الأمر الذي تسبب في تقلب مزاجك كالإرهاق الناتج عن العمل أو تغير الطقس، لكن تقلبات المزاج المفاجئة والتي تحدث دون سبب واضح من الأمور غير الطبيعية، قد يعاني بعض الأشخاص من تغييرات في الحالة المزاجية دون وجود سبب معين بسبب إصابتهم بمشكلة صحية نفسية أو جسدية دون علمهم بها.

اسباب تقلبات المزاج
نمط الحياة الذي نعيشه يلعب دوراً هاماً في تقلبات المزاج التي تصيبنا في معظم الأوقات، قد يعاني الأشخاص من تغيرات مفاجئة في الحالة المزاجية إذا كانوا يعانون من:

  • تغيير كبير في حياتهم كالانتقال إلى منزل جديد أو تغيير عملهم.
  • الشعور بالتوتر أو الإرهاق.
  • عدم الحصول على قسط كاف من النوم.
  • عدم تناول الطعام الصحي.
  • تناول الأدوية التي تؤثر على المزاج أو النوم.

يمكن أن تشير التقلبات المزاجية المنتظمة والشديدة إلى حالة صحية كامنة، وبعض الحالات التي تؤدي إلى تقلب المزاج يمكن أن تؤثر على الذكور والإناث على حد سواء، والبعض الآخر يؤثر على الإناث فقط.

كيف يؤثر الطقس على المزاج والمشاعر؟
يمكن أن يؤثر الطقس على صحتك ومزاجك بعدة طرق:

1- المزاج
مزاج منخفض
يصبح المزاج منخفضاً في درجات الحرارة المنخفضة (أقل من 10 ْC) أو درجات الحرارة العالية (أعلى 21 Cْ).
رطوبة عالية.
هطول الأمطار والضباب.

مزاج مرتفع
يصبح المزاج مرتفعاً في درجات الحرارة المتوسطة، عادة ما بين 10-21 Cْ.
ضغط جوي مرتفع والسماء صافية.
جو مليء بضوء الشمس.

2- الطاقة
عادةً ما يعطي الطقس البارد إشارة لجسمك لجعله يبدأ بالاستقرار أو الخمول، مما يسبب تقليل كمية الطاقة المستخدمة في أشهر الشتاء، وعلى العكس يمكن لدرجات الحرارة الأكثر دفئاً أن تعزز من تحرير الطاقة ورفع الحالة المزاجية، لكن ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 21Cْ قد يسبب الشعور بالتعب والخمول وضيق التنفس.

يؤثر ضوء الشمس على حالتك المزاجية، فالضوء يخبر ساعتك البيولوجية بالبقاء مستيقظاً، والظلام يخبر عقلك أن الوقت قد حان للراحة، بعبارة أخرى يمكن للأيام الطويلة والمشرقة أن تنشطك، أما في الأيام القصيرة أو الغائمة التي يقل فيها ضوء الشمس الذي يشجعك على البقاء مستيقظًا ستشعر بالنعاس والخمول بشكل أكثر.

3- الضغط
إذا شعرت في بعض الأوقات بعدم الارتياح المصاحب لتغير في الطقس، فمن المحتمل أن جسمك قد شعر بانخفاض أو ارتفاع الضغط الجوي، تشير دراسة أجريت على الحيوانات في عام 2019 إلى أن انخفاض الضغط الجوي قادر على تنشيط النواة الدهليزية العلوية (SVN)، وهي جزء من دماغك يتحكم في التوازن والإدراك والبشر لديهم أيضاً SVN.

يشير مؤلفو الدراسة إلى أن SVN قد تزيد من التوتر نتيجة انخفاض الضغط الجوي، يمكن لهرمونات التوتر التي يتم إفرازها أن تزيد من حساسية النهايات العصبية في الجسم، ويعتقد العلماء بأن هذا هو العامل الذي يسبب إصابة بعض الأشخاص بنوبات ألم مزمنة عندما يكون ضغط الهواء منخفضاً.

4- القدرة على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات مستنيرة

قد يؤثر الطقس الدافئ والمشمس على القدرات العقلية من خلال:

  • تعزيز الذاكرة الخاصة بك.
  • مساعدتك على الشعور بمزيد من الانفتاح على المعلومات الجديدة.
  • تحسين قدرتك على الانتباه، خاصة إذا كنت تعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD.
  • يميل الطقس الدافئ لجعل الناس أكثر تأقلماً مع المخاطر المالية، إذا وجدت نفسك تقوم باستثمارات أو عمليات شراء دون تفكير دقيق خلال الأشهر الأكثر حرارة فالطقس قد يكون السبب.

5- مخاطر الانتحار

تشير الأدلة إلى أن الناس أكثر عرضة لمحاولة الانتحار في الربيع وأوائل الصيف أكثر من أي موسم آخر، لا يعرف الباحثون بالضبط أسباب هذا النمط، لكنهم يملكون بعض النظريات:

* قد يؤدي التعرض إلى أشعة الشمس بكميات أكثر من المعتاد إلى حدوث تحول في مستويات الناقلات العصبية.
* يمكن أن يؤدي الارتفاع السريع في درجات الحرارة إلى حدوث تقلبات مزاجية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب.
* قد يؤدي ارتفاع وانتشار غبار الطلع إلى حدوث التهاب في الدماغ وتفاقم أعراض الصحة العقلية.

يجب التنويه إلى أن تغيرات الطقس وحدها لن تدفع شخصاً ما إلى محاولة الانتحار، إلا أنها قد تكون بمثابة حافز إضافي لشخص يعاني من هذه الفكرة بالفعل.

6- توحيد الشعور تبعاً للطقس
التفضيل الشخصي لديه علاقة كبيرة بكيفية تأثير الطقس عليك، وفقاً لإحدى الأبحاث في عام 2011 والذي شارك فيه 497 مراهق مع أمهاتهم، تم تقسيم الناس إلى أربع فئات:

  • عشاق الصيف: يتحسن مزاجك في الطقس الدافئ والمشمس.
  • كارهو الصيف: يتدهور مزاجك في الطقس الدافئ والمشمس.
  • كارهو المطر: يتدهور مزاجك في الأيام الممطرة.
  • غير متأثر: الطقس لا يؤثر على حالتك المزاجية كثيراً.

وبغض النظر عن الفروق الفردية، يؤثر الطقس والمناخ على الناس بطرق عديدة تختلف من شخص لآخر.

التعامل مع الطقس وتغير المناخ
لا يمكنك تغيير الطقس لكنك قادر على اتخاذ بعض الخطوات لتخفيف آثاره على صحتك مثل: لعب ألعاب الفيديو أو الخروج مع الأصدقاء وإشغال وقتك وتناسي الطقس. تقلب المزاج المتعلق بتغير الطقس قد يستمر لبضعة أيام على الأكثر وسيختفي بمجرد تحسن الطقس، يمكن أن تكون هذه الأعراض مزعجة أو غير مريحة، لكنها لن تعرقل روتينك اليومي.

إذا كان الطقس له تأثير مستمر على حالتك المزاجية فلا ضرر من زيارة الطبيب والقيام ببعض الفحوصات للتحقق من صحتك الجسدية والنفسية، يستطيع الطبيب المساعدة في استبعاد أي أمراض كامنة وتقديم المزيد من الإرشاد حول خيارات العلاج المتاحة إذا كنت تعاني من مرض ما.

إذا استمرت أي أعراض ليوم أو أكثر ومنعتك من القيام بمهامك اليومية أو الروتينية، فالخيار الأفضل هو التحدث مع الطبيب للحصول على الدعم اللازم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى