تحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

العلاقات المصرية السعودية دعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي

يأتي حرص ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، على زيارة مصر “الحالية ” – في إطار جولة عربية يقوم بها قبل توجهه للأرجنتين للمشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين – تأكيدا للعلاقات المتميزة بين القاهرة والرياض، خاصة وأن تلك الزيارة هي الثانية خلال العام الحالي، حيث كانت الزيارة الأولى في شهر مارس الماضي.

وتبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، قاسم مشترك في جلسات المباحثات التي تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان.

زيارة محمد بن سلمان محاولة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك

تأتي الزيارة في إطار التزام البلدين بالعمل على بلورة رؤية شاملة وخطة طموحة لتطوير وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك، بما يكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي، وتعزيز التعاون المصري السعودي الذي يمثل دعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الأجنبية في الشئون الداخلية للدول العربية، والتي أفضت إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية في عدد من دول المنطقة.

روابط عميقة ووشائج أخوية راسخة تجمع القاهرة والرياض، وتربط بين الشعبين المصري والسعودي، وآفاق تعاون ثنائي واسعة النطاق تؤكد القيادة السياسية في البلدين على أهميتها، وتعمل على دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والتعليمية والتجارية والاستثمارية والسياحية، ويتيح الاستثمار الأمثل لجميع الإمكانات والفرص المتاحة لتعزيز التكامل بين البلدين، والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة، والبناء على ما سبق أن تحقق من نتائج إيجابية في الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين خلال الفترة الماضية.

ويستهدف الجانبان دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث يعبران دوما عن عزمهما التصدي لخطر التطرف والإرهاب، وما يشكله من تهديد للأمن والسلم في المنطقة وفي شتى أنحاء العالم، مؤكدين ضرورة استئصال الإرهاب من جذوره، وهزيمة التنظيمات الإرهابية، بلا استثناء، وبشكل شامل ونهائي، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالدعم أو التمويل أو توفير الملاذات الآمنة أو المنابر الإعلامية.

والحفاظ على الأمن القومي العربي، وحماية وحدة أراضي وسلامة الدول العربية من أبرز الموضوعات التى ستتناولها جلسة المباحثات المقرر عقدها فى وقت لاحق اليوم بين الرئيس السيسى والامير محمد بن سلمان ،

وكان السفير بسام راضي المتحدث الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية قد أشار في تصريحات له إلي أن المباحثات ستتناول أيضًا العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن التباحث حول بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض.

جسر الملك سلمان بن عبد العزيز

في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، يعد مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي – لتبادل الطاقة بين البلدين في إطار منظومة الربط بين شبكات الدول العربية باستثمار قيمته ٥ر١ مليار دولار – أحد المشروعات الهامة بين القاهرة والرياض، ويعززه مشروع إقامة جسر بري عملاق للمرور والسكك الحديدية يربط بين البلدين عبر البحر الأحمر، والذي أعلن الرئيس السيسي خلال القمة المصرية السعودية التي عقدت بالقاهرة في عام 2016، أنه سيحمل اسم “جسر الملك سلمان بن عبد العزيز”٠

والمشاورات بين البلدين مستمرة ومتواصلة عبر اللجنة المصرية والسعودية المشتركة، واللجنة الفنية المشتركة برئاسة وزيري التجارة الخارجية، ومجلس الأعمال المصري السعودي، ما أدى إلى تطوير زيادة حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والسعودية، وشهدت نموا مضطردا، واحتلت الاستثمارات السعودية المرتبة الأولي بين الدول العربية المستثمرة في مصر والمرتبة الثانية على مستوى الاستثمارات العالمية، وقفز حجم التبادل التجاري بين البلدين بنحو كبير.

وتتركز أهم الاستثمارات السعودية في القطاعات الخدمية والتي تضم خدمات النقل واللوجستيات والصحة والتعليم والاستشارات، يليها الاستثمار الصناعي ثم قطاع الإنشاءات، والاستثمار الزراعي والصناعات الغذائية، الاستثمار السياحي، حيث تأتي السعودية في المرتبة الثانية عربيا من حيث التدفق السياحي العربي.

ويساهم رأسمال مصري في مئات الشركات بالسعودية، وهناك عدد من المشروعات المصرية التي يقيمها مصريون مقيمون في السعودية أغلبها مشروعات صغيرة ومتوسطة، بالإضافة إلى وجود قطاع كبير من العمالة المصرية في السعودية، وتنتشر هذه الأعداد في كل مناطق السعودية، وتشتغل الأيدي العاملة المصرية في قطاعات حيوية بالسعودية مثل الصيدلة والطب والمحاسبة والتعليم والإنشاءات والمقاولات.

 زيارة ولي العهد تجسد علامة فارقة للتعاون المصري السعودي

صرح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أسامة بن أحمد نقلي، أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز  ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لجمهورية مصر العربية، اليوم الاثنين، تُعد الثانية خلال عام واحد، مما يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين وحجم التعاون القائم بينهما، إضافة الى حجم التنسيق والتشاور المتبادل في مواجهة التحديات المشتركة وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين.

وأكد ” نقلي” على أن الشراكة الاستراتيجية بين المملكة ومصر تهدف إلى نشر المحبة والسلام، برؤية موحدة تخدم مصالح البلدين الشقيقين، على المستويين الرسمي والشعبي. موضحاً أن العلاقات بين البلدين شهدت في عهد كل من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبداالعزيز -يحفظه الله- وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، طفرة غير مسبوقة، شملت كافة مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية وغيرها من المجالات. كما أثمرت عن إنشاء المجلس الأعلى للتنسيق على المستوى القيادي، وذلك إضافة إلى تعزيز هذه الشراكة من خلال تطوير عمل المجالس القائمة والمتمثلة في اللجنة المصرية السعودية المشتركة على المستوى الحكومي، وتعزيز دور مجلس رجال الأعمال السعودي المصري على مستوى القطاع الخاص.

واختتم “نقلي” تصريحاته بالتأكيد على أن تلك الزيارة ستشكل دفعة جديدة لنقل العلاقات إلى أفاق أرحب، بما فيه خير البلدين والأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى