العـــــلــم نــــــور | بقلم د. ضحي اسامه راغب

أأنعم الله عز وجل على الإنسانية بنقلها من ظلمة العدم إلى نور الوجود كذلك أنعم عليها بنعمة العلم الذي يُخرج الناس به من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة , فمما لا شك فيه أن العلم له المكانة العالية في الإسلام ويكفي لتدليل على ذلك أن أول أمر نزل من أوامر القرآن وأول كلمة من كلماته قوله تعالى ( اقرأ ) فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مكانة العلم في الإسلام لا تدانيها مكانة , وكثيرا ما يستوقفني قول الشاعر العظيم أحمد شوقي ” العلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف “
ومن هنا نجد أن فى كل شعوب العالم يؤكدون أن العلم هو سلاح المستقبل وهو التاج الذى يضع الدول فى مكانتها المرموقة بين بلدان العالم .
هو الدافع الذى يجعل من الضعيف قويا ومن الجاهل عالما.
وبطبيعة الحال إن هذا الكلام ليس من فراغ وليس من شعارات جوفاء’ بل إنه عن تجارب حقيقية ’ لدول إنطلقت إلى العالمية فى غضون سنوات طويلة .ومن هنا نجد حرص الرئيس السيسي، على عودة احتفال الدولة بـ”عيد العلم” بعد سنوات من التوقف، حيث أكد قبل عامين، على أهمية تدعيم العلم والعلماء والاهتمام بالبحث العلمى للنهوض بمصر واقتصادها.
وقد بدأ سيادته الاحتفال مشيرا الي أن مصر قد كانت منذ فجر الحضارة الانسانية مهدا لفكرة العلم ذاتها وعلى أرضها المقدسة برع أجدادنا العظام في اهداء العالم اختراعات وافكارا وفلسفات مازال اثرها ينبض حيا في كل ركن من أركان العالم فتعددت الاسهامات المصرية في جميع مجالات العلم .
موجها الي الشعب العديد من الرسائل الهامه التي نستشعر من خلالها حرصه الشديد علي أهمية العلم وأن الدولة المصرية تعي أهمية العلم وحريصة على تكريم العلماء والاستفادة من علمهم، مشيرا الي دور العلم والبحث العلمي وتطبيقاته التكنولوجية في تطور ورفاهية المجتمع في أي دولة ’ فالدول التي تعرف كيف تطبق مخرجات البحث العلمي, نجدها دائما تحتل مكان الصدارة في مجالات عديدة, مثل تصنيع الآلات والأجهزة الحربية, وهذا يجعلها تتفوق عسكريا وتكثر مساهماتها الثقافية والعلمية في الحضارة الإنسانية, أو في مجال تقديم الخدمات المتنوعة لمواطنيها وفق أحدث الأساليب. أو كمثال آخر وليس أخرا, في نموها الاقتصادي وبناء المصانع وزيادة الإنتاج وحسن استغلال الموارد الطبيعية.
والعلم هو وسيلة التطور والتقدم، وأساس رقيّ ونمو المجتمعات والناس، وبه تتحرّر العقول من جهلها، وتصبح الحياة أكثر رفاهيةً وسهولةً، فالعلم أنجز الكثير من المخترعات التي سهّلت حياة البشرية، وجعلتها أكثر مرونةً، كما جعل العلم من العالم قريةً صغيرةً، بفضل الاختراعات الكثيرة .
ويعد العلم والأخلاق معاً من أهم ركائز المجتمعات وعناصر نهضة الأمم والشعوب، فالعلم يبني الأفراد والمجتمعات، ويسّهل لهم أمور حياتهم، والأخلاق تحصن الفرد، وتقوي المجتمعات، وتحميها، فالعلاقة بين العلم والأخلاق علاقة تكاملية، فلا علم له أثرٌ طيبٌ بدون أخلاقٍ، ولا أخلاقٌ صحيحةٌ من غير علمٍ يبصّر ويرشد، فالعلم العين المبصرة للأخلاق والقيم.
ويعتبر العلم عنصر اساسي في حياتنا البشرية فلولا العلم لما تطورنا ولما عرفنا ولما أصبحنا متقدمين ومتطورين ، فقد علم الله الإنسان مالم يعلم، فبالعلم يمكننا تفسير الأمور والأحداث والإبتكار.
العلم هو سلاحنا اليوم وهو بحر يغوص فيه العالمون والعلم يجعل العالم جنة جميلة وباسمة ضاحكة تتلألأ بمظاهر الازدهار وتطور الحضارة، العلم يجعل الفرد حكيماً حليماً مثقفاً عالماً قوياً مدركاً متيقناً بأمور الحياة وفي ظلال العلم تنمو شخصية الإنسان ويرتفع شأنه ويحس بإنسانيته.