العشوائيات العربية فى أوروبا الغربية ! .. بقلم جورج أنسى
العشوائيات العربية فى أوروبا الغربية !
أعادتنى التفجيرات الأخيرة فى العاصمة البلجيكية بروكسل ، لذكريات أول زيارة لى للقارة العجوز والتى بدأت من باريس عاصمة الجمهورية الفرنسية – قبل أكثر من 15 عامًا – بكل ما تضمه من أماكن ومزارات سياحية، وأيضًا خليط من كل شعوب الأرض بما يتفق مع المبادىء الشهيرة للثورة الفرنسية (حرية، إخاء، مساواة) والمطبقة بنسبة كبيرة فعلًا لا قولًا .
هذا الخليط يضم – ضمن ما يضم- جالية عربية غالبيتها من دول المغرب العربى الممثلة فى تونس ، الجزائر والمغرب ، والتى تقدر وفقًا للاحصائيات الرسمية بأكثر من مليون نسمة ، وهذا جزء من الضريبة التى تدفعها فرنسا مقابل إستعمارها لشعوب عدة من دول العالم الثالث ومن بينها بالطبع الدول المغاربية الأفريقية.
هذة الجالية العربية صنعت لنفسها (جيتو) تعيش فيه بدول أوروبا – ومن بينها فرنسا وبلجيكا – على غرار (جيتوهات اليهود) فى منطقة الشرق الأوسط ، مع عدم تأقلم الغالبية منهم مع هذة المجتمعات الغربية بثقافتها وحضارتها وتصرفاتها الحياتية حتى وإن حملوا جنسية الدولة التى يحيون بها !.
ولعلنى لن أنسى أبدًا تلك الصدفة التى أوقعتنى – من خلال النزول بإحدى محطات مترو الأنفاق عن طريق الخطأ – لمعاينة أحد تلك الأحياء العشوائية التى تقطنها جالية عربية بأحد ضواحى مدينة النور ولكنه كان مظلمًا..(!!) ويختلف تمامًا عن سائر ضواحى المدينة العريقة، بل أشبه بالعشوائيات الموجودة فى مدن عربية عديدة من حيث عدم النظافة وقلة النظام وانتشار الروائح الكريهة وهو ما يعنى أن هذة الجالية جاءت لفرنسا بثقافتها وأفكارها بل ورفضها للحضارة الغربية بكل مافيها وهو ما أخرج الينا أجيالًا جديدة من المتطرفين الجاهزين لتفجير المجتمع بكل ما فيه ، وهو نفس الحال تقريبًا فى بروكسل ببلجيكا والتى تضم أيضا جالية عربية كبيرة تسكن أماكن محددة، حتى أنك تجد شركات يملكها عرب – مغاربة – يعملون فى مجال شحن الأمتعة وتحويل الأموال – خاصة لدول المغرب العربى الثلاث – وايضًا محلات الطعام التى تقدم الأكلات العربية المعروفة، بما يعنى عدم الإندماج والإبقاء على ماتعودت عليه هذة الشعوب بأوطانها الأصلية حتى داخل البلاد المتقدمة والتى أكتسبوا جنسياتها عبر سنوات من الإقامة، ولكنها للأسف لم تغير أبدًا من الواقع العقلى والفكرى لهم !.
وهنا يبقى السؤال : من المخطىء فى هذا الموضوع .. هل هى دول أوروبا ، أم جالياتنا العربية فى المهجر ….؟! والأجابة بالتأكيد تحتاج لكثير من الأمانة والصراحة والشجاعة من الطرفين.