العبور الجديد | بقلم محمد ناقد

خاب من ظن أنه بإنتهاء حرب أكتوبر المجيدة انتهى عصر الانتصارات، خاب من ظن أن عبور القناة وخط بارليف الحصين ورفع علم مصر كان أخر العبور؛ انتصار حرب أكتوبر المجيدة وعبور خط بارليف الحصين كان بداية وليس نهاية لانتصار وعبور أخر ولكن من نوع آخر؛ حقا ان العبور والانتصار لابد وان يسبقه حرب؛ ولكن من قال إن الحرب تقتصر على حرب الأسلحة فقط والمواجهات الدموية؛ الحرب قد تكون على ظلم للوصول للعدل؛ الحرب قد تكون على فئه ضالة أرهابية أرادت سرقة التاريخ والاعتداء على حضارة سبعة آلاف عام؛ ألا يعد استرداد القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي مصر من حكم الأخوان وإنقاذ البلاد من نفق مظلم انتصارا وعبورا جديدا؛ ألا يعد مواجهة المجتمع الدولى والإقليمي وأقناعة بأن استرداد الدولة من الايادي الإرهابية الملطخة بالدماء كانت إرادة شعب أراد الحياة انتصارا وعبورا؛ ألا يعد اجتياز مرحلة راهن المجتمع الدولي والإقليمي على استحالة اجتيازها انتصارا وعبورا؛ ألا يعد العبور الاقتصادي بمصر لبر الأمان انتصارا وعبورا؛ بلى العبور الاقتصادي لا يقل بأهمية بأي حال من الأحوال عن عبور القناة وخط بارليف الحصين.
لأنك عندما تعلم أن العالم اجتمع على ازلالك والقضاء عليك واخضاعك لأوامرهم والإنصياع لتوجهاتهم لتصبح تابعا لهم؛ وبالرغم من ذلك تتحدى الظروف بإرادة وعزيمة وإيمان بالله وبحفظه لهذا البلد الأمين وتنهض وتقاوم وتخطط وتنفذ ويقف الجميع متفرجا كيف تعيد بناء قواعد مجد مصر بسواعد أبنائها المخلصين من أبناء الشعب المصري وأبنائه بالقوات المسلحة المصرية في تحالف لا يقل بأهمية عن تحالفهما في أكتوبر المجيد أليس هذا انتصارا وعبورا؛ ألا يعد نجاح الدولة في العبور بمصر لبر الأمان بعد سلسلة من الإصلاحات التشريعية الاقتصادية لتصبح واجهه للمستثمرين الفارين والهاربين من الأسواق الناشئة انتصارا وعبورا؛ ألا يعد نجاح مصر في اجتياز النتائج السلبية المترتبة على أصعب قرار اتخذته مصر في العصر الحديث ألا وهو قرار تعويم الجنيه انتصارا وعبورا؛ ألا تعد الإشادة الدولية وجميع المؤسسات المالية العالمية بخطوات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها مصر انتصارا وعبورا؛ ألا يعد حفر قناة السويس الجديدة بأيادي وأموال مصرية أنتصارا وعبورا جديدا؛ ألا تعد بناء المدن الجديدة والقضاء على العشوائيات ونقل أسرهم في أماكن أدمية آمنه انتصارا وعبورا جديدا؛ ألا تعد البنية التحتية والطرق والمحاور الجديدة وأنفاق قناة السويس الست وربط سيناء بالعاصمة انتصارا وعبورا؛ ألا يعد قانون التأمين الصحي الشامل الجديد والذي طالما حلمنا بتطبيقه انتصارا وعبورا؛ ألا يعد القضاء على فيروس سي وإنقاذ ملايين البشر من هذا المرض اللعين وإعلان مصر خالية منه انتصارا وعبورا جديدا؛ ألا يعد محور قناة السويس بمشروعاته التنموية ومشروعات الجلالة والعاصمة الإدارية والعلمين الجديدة انتصارا وعبورا؛ ألا يعد حقل ظهر وإعلان مصر اكتفائها الذاتي من الغاز الطبيعي انتصارا وعبورا جديدا؛ ألا يعد اتخاذ مصر خطوات جادة وسريعة نحو تطبيق المدن الذكية والتحول للحكومة الرقمية وتحقيق الشمول المالي انتصارا وعبورا؛ ألا يعد مكافحة الفساد وغلق منافذة انتصارا وعبورا؛ ألا يعد عودة مصر للريادة الإفريقية واستقبالها بالمحافل الدولية وعودة دورها كمحور استيراتيجي ومحوري في معظم قضايا المنطقة انتصارا وعبورا؛ ألا يعد حل أزمة سد النهضة ومحاولات تعطيش مصر وحقها الطبيعي من المياة التي أنعم الله علينا بها انتصارا وعبورا؛ ألا يعد إنصاف المرأة المصرية واسترداد وضعها الطبيعي وتقلدها المناصب القيادية في البلاد وإثبات ذاتها داخليا وفي المحافل الدولية انتصارا وعبورا؛ ألا يعد اهتمام الدولة بذوى القدرات الخاصة والإعاقة والتوحد ودمجهم في المجتمع انتصارا وعبورا؛ ألا تعد بناء المحطات الكهربائية والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة والوصول لفائض تصديري للطاقة انتصارا وعبورا؛ ألا تعد مبادرات الرئيس المتتالية لتشجيع الشباب على الانتاج والعمل وفتح أسواق جديدة لهم والتحاور بصفة شهرية معهم من خلال مؤتمرات الشباب للتعرف على متطلباتهم انتصارا وعبورا؛ ألا تعد مبادارت الرئيس لعودة عجلة الإنتاج ومساندة المصانع المتعثرة وإعادة فتح المصانع المغلقة انتصارا وعبورا؛ ألا تعد دعم الوحدة الوطنية والسياسة الخارجية المصرية المتوازنة والتي أجبرت العالم على احترامها انتصارا وعبورا؛ ألا يعد مشروعات المليون ونصف فدان والثروة الحيوانية والسمكية للوصول للاكتفاء الذاتي سريعا ونأكل مما تنتجه وتزرعه أيدينا انتصارا وعبورا؛ ألا يعد الاهتمام بالفقراء وما تحت خط الفقر والعمل على توسعه مظلة الحماية المجتمعية من خلال برامج التضامن الاجتماعى المختلفة وبطاقات التموين لهم انتصارا وعبورا.
الانتصار والعبور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بمصر لبر الأمان واجتياز المحن والصعوبات والعراقيل ومواجهة فكر متطرف والانتصار على الإرهاب والقضاء عليه انتصارا وعبورا ولكن من نوع آخر لا يقل أهمية عن انتصارات اكتوبر المجيدة وعبور خط بارليف الحصين لأنها تمت بذات الروح التى خاض بها جنودنا البواسل حربهم في أكتوبر 73 وتوارثتها الأجيال روح العزيمة والإرادة وتحقيق الذات؛ هذا هو العبور الجديد.