العالم بين أمريكا والصين وبينهما الكورونا| بقلم عثمان فكري

رغم إعلان البيت الأبيض اليوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينج إتفقا هاتفيا على هزيمة فيروس كورونا وما ذكره الرئيس الصيني: ” على بكين وواشنطن الاتحاد لمكافحة فيروس كورونا ” وما أعلنه التليفزيون الرسمي في الصين من أن الرئيس الصيني أعرب عن إستعداده للعمل بشأن فيروس كورونا مع جميع الأطراف بما فيها واشنطن وتأكيده على أن التعاون بين الصين والولايات المتحدة الامريكية بشأن مكافحة جائحة الكورونا هو الخيار الصحيح الوحيد وشدد على أن العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية تمر بمنعطف مهم.
كل هذا لا ينفي أن الزمن الذي نعيش فيه ليس زمنا جيدا للعالم أجمع وخاصة للعلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية وبين الصين خصوصا وقد إعتاد الرئيس الامريكي ترامب على وصف فيروس كورونا بـ “الفيروس الصيني“، بينما أطلق عليه وزير خارجيته المتشدد مايك بومبيو اسم “فيروس ووهان” وهي أمور تثير غضبا حقيقيا في بكين.. وأكثر من مرة هاجم الرئيس الامريكي ترامب ووزير خارجيته بومبيو الصين بسبب تقاعسها المزعوم في مراحل تفشي الوباء الأولى في الصين.
ولكن الناطقين باسم الحكومة الصينية رفضوا بشكل قاطع أي ادعاء بأنهم لم يتحلوا بالشفافية حول الإعلان عما يجري وفي غضون ذلك انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين شائعات فحواها أن برنامجا أمريكيا للحرب الجرثومية هو سبب انتشار الوباء، وقد صدّق عدد كبير من الصينيين هذه الشائعات، رغم أن العلماء أكدوا أن بنية الفيروس طبيعية تماما وليست مصنعة .. ولكن هذه الحرب بين العملاقين ليست حربا كلامية فقط بل تتخطى ذلك إلى أمر أكثر خطورة.
من جانبه، قال الرئيس ترمب إنه تحدث مع نظيره الصيني وناقشا “بتفصيل كبير” وباء فيروس كورونا الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 24 ألف شخص على مستوى العالم وعلى تويتر قال ترامب .. “لقد مرت الصين بالكثير وأصبحت على دراية كبيرة بالفيروس .. نحن نعمل معا بشكل وثيق” .. ويشكل هذا الإعلان بادرة تهدئة بعد أيام من تبادل الاتهامات بين واشنطن وبكين حول المسألة.
وأكد شي أيضاً وفق قناة “سي سي تي في” العامة أن “الصين مستعدة لمواصلة تبادل المعلومات والخبرات مع الولايات المتحدة بدون تحفظ” وكان ترمب قد أعلن، الاثنين الماضي، أنه “مستاء قليلاً” من موقف الصين حيال انتشار فيروس كورونا المستجد، متّهماً بكين مجددا بعدم مشاركة معلومات مهمة حول الوباء وشدّد ترمب على أن السلطات الصينية “كان ينبغي أن تُعلمنا”، مُكرّراً عبارة “الفيروس الصيني” التي تزعج النظام الصيني بشدّة.. وعلى الرغم من أنّه بدا وكأنّه يُحمّل السلطات الصينيّة بعض المسؤوليّة عن انتشار الفيروس الذي اكتُشف للمرّة الأولى في ديسمبر في مدينة ووهان الصينيّة، فإن ترمب أكّد أن علاقته جيّدة للغاية مع نظيره الصيني شي جينبينغ ..
وكانت الصين أعلنت اليوم الجمعة عن تسجيل 55 إصابة بوباء كوفيد-19 بينها 54 “مستوردة” من الخارج في وقت تستعد فيه البلاد إلى إغلاق حدودها مؤقتاً وخفض عدد رحلاتها الدولية بشكل كبير. وسجلت الصين 67 حالة جديدة في اليوم السابق .. ومن عجائب القدر أن تتحول الولايات المتحدة الامريكية الى بؤرة للمرض بعد أن كان ترامب يسخر من الكورونا معتبرا اياها مجرد انفلونزا عادية وضحاياه أقل بكثير من ضحايا الأنفلونزا العادية .