إسلامياتعاجل

” الطيب ” : القرآن له تعريف يحدد عناصره عن باقي كلام الله

كشف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه اختار الحديث عن القرآن الكريم وعلومه موضوعًا لحلقات حديثه اليومي الذي يذاع قبل المغرب على الفضائية المصرية طوال شهر رمضان المعظَّم، لأن الخلفية الثقافية الإسلامية بدأت تتآكل أو تضمحل في الآونة الأخيرة لدى الشباب، خاصة أمام الهجمات المتتالية التي يتزعمها أعداء الإسلام والسلام.

وأضاف فضيلته أن التعريف مهم لأي مصطلح حتى لا تختلط المفاهيم، ولذلك فإن البطاقة الشخصية للإنسان تحتوي تعريفًا له يشمل اسمه ووظيفته وعنوانه حتى يمكن التعرف عليه وتمييزه، فعلى سبيل المثال نحن نعرف الإنسان بأنه كائن حي مفكر، وعناصر هذا التعريف تميز الإنسان عن غيره من الكائنات، فالكائن تشمل كل الكائنات الأخرى، ولكن وصف حي يخرج كل الكائنات التي لا حياة فيها، ثم نضيف كلمة المفكر، وهنا نخرج باقي الكائنات سواء الحية التي لا تفكر أو الكائنات التي لا حياة فيها.

وبين الإمام الأكبر أن القرآن الكريم له تعريف يحدد عناصره ومفهومه عن باقي كلام الله، كالتوراة والإنجيل وصحف إبراهيم وموسى، وقد عرف بأنه كلام الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، المتعبد بتلاوته، وعند النظر إلى  عناصر هذا التعريف نجد أن وصف القرآن بالكلام لا يخرج القرآن عن غيره من كلام الإنس والجن، ولكن حينما نضيف إليه لفظ الجلالة (الله)، فنحن نخرج منه كلام الإنس والجن والملائكة، ثم نضيف إليه “المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”، لنخرج منه ما سبقه من الكتب السماوية السابقة، التي تشترك مع القرآن في كونها جميعًا كلام الله ، ولكن يبقى القرآن بهذا الشكل يشترك مع الحديث القدسي في التعريف، فعندما يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ” فهذا كلام الله ، لكنه ليس قرآنا، ولكي نميز القرآن عن الحديث القدسي، نضيف القيد الثالث وهو ” المتعبد بتلاوته “، إذ معنى المتعبد بتلاوته أي الذي لا تصح العبادة أو جزءُ منها إلا به، فالصلاة بدون قراءة القرآن باطلة، بينما لا يصح أن نتعبد بالأحاديث القدسية، ولذلك فإن حفظ الأحاديث القدسية ليس مطلوبًا، في حين أن حفظ القرآن مطلوب لنتعبد به.

وأشار فضيلته إلى أن كلام الله المنزل هو الكتب السماوية، لكن يبقى هناك كلام لله عز وجل لم ينزل، بدليل قوله تعالى: ” قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا” وقوله في سورة لقمان: “وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” أي أننا لو تصورنا أن الأشجار الموجودة على الأرض كلها تحولت إلى أقلام، وأن البحار كلها انقلبت مياهها إلى حبر أو مداد ومثلها سبعة أبحر من ورائها ما نفذت كلمات الله، أي أن هناك كلام لله غير القرآن والإنجيل والتوراة، وغير كل الكتب السماوية استأثر الله به ذاته لا يعرفه حتى الأنبياء والرسل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى