الصين : مركز الدراسات الصيني العربي «معلم جديد» في مسيرة الصداقة المشتركة
أكدت وزارة الخارجية الصينية أن افتتاح مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية يعد معلما جديدا في مسيرة الصداقة بين الصين والعالم العربي.
جاء هذا في بيان رسمي صادر عن الوزارة حصلت عليه وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة بمناسبة افتتاح المركز وإطلاق دورته الدراسية الأولى أمس، حيث أعربت عن أملها في أن يتمكن المركز من خلال خدماته في المساهمة في استكشاف المسارات التنموية المتعددة والمتنوعة وتعزيز العلاقات الصينية العربية.
كان مساعد وزير الخارجية الصيني تشيان هونغشان قال في كلمة ألقاها خلال مراسم الافتتاح أن هذا الإنجاز هو أحد نتائج الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينج للشرق الأوسط في يناير عام 2016 والتي أعلن خلالها أمام العالم العربي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة عن إنشاء مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية لزيادة تبادل الخبرات بين الجانبين حول الحوكمة.
وأوضح أنه وفي ظل الجهود المشتركة المبذولة من قبل وزارتي الخارجية والتربية والتعليم الصينيتين وبلدية شنغهاي، افتتح المركز مقره رسميا في جامعة الدراسات الأجنبية بشنغهاي، الأمر الذي يعتبر علامة هامة في مسيرة الصداقة الصينية العربية.
وقال تشيان “إن الإصلاح والانفتاح أبرز الخصائص الصينية في العصر المعاصر، وفي ظل تزايد عوامل عدم اليقين والارتياب التي تواجه عالم اليوم، ساهمت الصين بتنميتها المستمرة والمستقرة في تعزيز ثقة العالم، كما فتحت آفاقا رحبة للتعاون الصيني العربي”.
وأشار إلى أنه في الوقت الراهن، تزايدت حاجة الصين والدول العربية إلى تعزيز الالتقاء بين استراتيجياتهم التنموية في إطار التشارك في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين والذي يطلق عليه باختصار “الحزام والطريق”، وأصبح تبادل الخبرات حول الحوكمة أهم من أي وقت مضى.
وأوضح أن المركز يستند في عمله إلى خبرات شنغهاي في الإصلاح والتنمية والموارد الأكاديمية لجامعة الدراسات الأجنبية بشنغهاي ويتماشى مع التجارب الدبلوماسية، مما يجعل منه وسيلة تسهم في استكشاف الطرق التنموية المتنوعة وتعزيز العلاقات الصينية العربية.
كان السفير خالد يوسف قنصل عام مصر في شنغهاي أدلى بتصريحات خاصة لمراسلة (أ ش أ) بالصين، أشاد فيها بافتتاح المركز وانطلاق أول أنشطته، قائلا إن الدورة الأولى له تهدف إلى إطلاع المتدربين من كبار الكوادر من الدول العربية على التجربة الصينية بشأن عدد من الموضوعات، أبرزها الحوكمة والتنمية الاقتصادية.
وأضاف أن الدورة تشتمل على عدة محاضرات يلقيها مسئولون وخبراء صينيون وزيارات ميدانية ومنتديات حوارية ونقاشات جماعية، تركز على دراسة الصين والمبادئ الجديدة لحكمها وأساليب الإدارة الاجتماعية المتبعة بها، وتجربتها الفريدة في إصلاح وتطوير التعليم، ودراسة ملامح سياسة الإصلاح والانفتاح التي اتبعتها، وفي القلب منها ملف “المناطق الاقتصادية الخاصة”، والتنمية الحضرية والريفية، فضلا عن سياسة الصين الخارجية، كما ستتطرق أيضا لتجربة شنغهاي المتميزة كمدينة عالمية كبرى ودور منطقة التجارة الحرة بها.
وأشار السفير خالد يوسف إلى أن الدورة التي ستستمر حتى 30 أبريل الجاري، يحضرها 24 متدرباً من كبار المسئولين الاقتصاديين بعدد من الدول العربية، من بينها: الإمارات والجزائر والأردن والمغرب والسعودية والعراق ولبنان وفلسطين وليبيا وتونس واليمن والسودان وجيبوتي وعمان وجزر القمر، ويشارك في الدورة من مصر كل من اللواء مهندس حمدي حلمي أحمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية للتخطيط الاستراتيجي والمشروعات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والدكتورة نجوى سمك الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وحضر فعاليات الافتتاح أمس نائب الأمين العام لبلدية شنغهاي تسونج مينج وكبار المسئولين بجامعة الدراسات الأجنبية بشنغهاي ومندوبو المراكز الفكرية بها وبعض السفراء العرب لدى الصين والمشاركون في الدورة الدراسية الأولى من 17 دولة عربية.