الصين دعو لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن «شبه الجزيرة الكورية»
حث وزير الخارجية الصيني وانج يي، جميع الأطراف المعنية بالقضية النووية الكورية على الالتزام التام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية، ودعاهم إلى الامتناع عن الإتيان بأية أفعال تؤدي إلى المزيد من التصعيد للأوضاع المتأزمة في شبه الجزيرة الكورية.
ووفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس ، جاء ذلك في تصريحات للوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس في برلين مع نظيره الألماني زيجمار جابرييل، عقب انعقاد الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي الصيني الألماني حول الشئون الدبلوماسية والأمنية.
وأوضح وانج يي أن قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية لها شقان: الأول هو التأكيد على معارضة المجتمع الدولي لامتلاك بيونج يانج لأسلحة نووية واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف أنشطتها النووية والصاروخية، والثاني هو الدعوة إلى التسوية السلمية للقضية النووية الكورية من خلال استئناف المحادثات السداسية في أسرع وقت ممكن وتجنب أية إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم التوترات.
وأكد وانج يي أنه ينبغي تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي على الوجه الأكمل والشامل، ولا ينبغي على الأطراف المعنية اختيار جانب واحد من تلك القرارات لتنفيذه وإهمال الآخر وفقا لما يخدم أهواءها ومصالحها الخاصة، مشيرا إلى أن فرض عقوبات على كوريا الشمالية واستئناف الحوار معها هما وسيلتان لتنفيذ القرارات، محذرا من أن التجارب النووية والصاروخية المستمرة والمناورات العسكرية المتهورة في شبه الجزيرة الكورية لا تتفقان مع روح القرارات.
وأضاف أن الفضل في عدم حدوث أية أزمة كبرى في شبه الجزيرة الكورية حتى الآن خلال الأيام القليلة الماضية، وعودة الاستقرار نسبيا إلى المنطقة حاليا يعود إلى الجهود المشتركة للجميع والقيود التي تمارسها الأطراف المعنية، مذكرا جميع الأطراف بأن السلام المؤقت قد يكون عرضة للحوادث في بعض الأحيان، ولهذا فإنه من الحتمي أن تسعى جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، من أجل حل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية بشكل دائم.
وقال وزير الخارجية الصيني إنه يقدر تفهم ألمانيا ودعمها لمبادرة “التعليق المزدوج” التي اقترحتها الصين في 8 مارس الماضي بهدف نزع فتيل الأزمة التي تلوح في الأفق، حيث تدعو المبادرة إلى تعليق كوريا الشمالية لأنشطتها النووية والصاروخية مقابل وقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لمناوراتهما المشتركة الواسعة النطاق في المنطقة.
وأكد أن مقترح “التعليق المزدوج” ليس سوى الخطوة الأولى لإعادة جميع الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات والحوار، لافتا إلى أن الهدف الأسمى للصين يكمن في تحقيق نزع السلاح النووي بشبه الجزيرة وإقامة آليات للسلام الدائم في المنطقة.
ومن جانب آخر، أكد وزير الخارجية الصيني أن بلاده لديها أسباب كافية لتعزيز قدراتها الدفاعية لحماية مصالحها المشروعة في الخارج والإسهام أيضا في السلام الإقليمي والدولي، وذلك في رد له على سؤال حول هدف الصين من وراء إطلاق أول حاملة طائرات محلية الصنع أمس.
وقال وانج يي إن مصالح الصين الخارجية تمتد إلى كل مكان في العالم، موضحا – في هذا الصدد – أن هناك ما يقرب من 30 ألف شركة ممولة صينيا مسجلة في الخارج والملايين من المواطنين الصينيين يعملون ويعيشون في الخارج، فضلا عن وجود عدد كبير من سفن الشحن في الممرات الدولية الرئيسية إما تحمل بضائع صينية أو لها علاقة بالصين.
وأوضح أن هناك شيء واحد مؤكد وهو أن الصين ليست لديها نوايا توسعية خارجية وأنها ملتزمة تمام الالتزام بسياستها العسكرية ذات الطبيعة الدفاعية، مضيفا أن بلاده تسعى إلى إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم في جوهره على التعاون والفوز المشترك، حيث إنها تأمل أن تعمل مع الدول الأخرى لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية كلها.