الصين تلغي ما يقرب من 180 رحلة جوية بسبب الضباب الدخاني
وكانت وسائل الإعلام الصينية قد أشارت أمس إلى المستويات بالغة الخطورة التى وصلت إليها نسبة كثافة جزيئات بي أم 2.5، وهى جزيئات متناهية الصغر تنتج عن التلوث الهوائى وتتسرب إلى الرئة ومجرى الدم بداخل الانسان لتشكل خطرا على صحته الجسدية، حيث تجاوزت 500 ميكروجرام لكل متر مكعب في العديد من مقاطعات شمال الصين منها خبى وخنان.
وقالت إنه بسبب سوء الأحوال الجوية نتيجة للضباب الدخانى قامت مدينة تيانجين القريبة من بكين باغلاق جميع الطرق السريعة وقررت سلطات الطيران بها الغاء العشرات من الرحلات الجوية.
يشار إلى أن حوالى 23 مدينة في شمالي الصين أصدرت إنذارًا باللون الأحمر – أقصى مستويات التحذير- لمواجهة الضباب الدخاني الذي ضرب المنطقة منذ مساء الجمعة الماضى والذى حسب توقعات سلطات الأرصاد، لن يتبدد قبل حلول بعد الخميس عندما تهب جبهة باردة على المنطقة.
وكانت العاصمة الصينية أول من سارع بتفعيل الاجراءات اللازمة للتأهب لاستقبال الضباب المحمل بالملوثات المنبعثة من عوادم السيارات والمصانع والطرق التقليدية لتوليد الطاقة، منذ أن أظهرت صور الاقمار الصناعية المرسلة إلى المرصد البيئى ببكين تحرك الضباب تدريجيًا نحو مناطق البلاد الشمالية قادما من الجنوب، حيث قامت يوم الخميس الماضى بإصدار أول إنذاراتها باللون الأحمر لتلوث الهواء في العام الحالي.
وإقتداء ببكين بدأت المدن الصينية الشمالية تباعًا بتفعيل اجراءاتها تأهبا لمواجهة موجة التلوث، والتى تضمنت فرض قيود مرورية للحد من أعداد السيارات بالطرق وتعليق العمل بمشروعات البناء واغلاق الحضانات والمدارس الابتدائية وتقليل انبعاثات المصانع.
وتأتي معاناة شمال البلاد من موجة الضباب الدخانى الكثيفة تلك بينما تفكر بكين جديا فى أن يتم تصنيف التلوث الهوائى ككارثة طبيعية مثله مثل الزلازل والفيضانات، حيث يشكل التلوث بكل صوره، وليس فقط الهوائى، أحد التحديات الضخمة التى تواجهها الصين والتى تعتبرها الضريبة الباهظة التى تدفعها فى سبيل أن تصبح ثانى أكبر قوة اقتصادية فى العالم.