تحقيقات و تقاريرعاجل

 الصورة السلبية للمرأة تتصدر دراما رمضان بـ 1115 مشهدا

أعلنت لجنة الرصد للأعمال الدرامية والإعلانات المقدمة في التلفزيون خلال شهر رمضان التي شكلها المجلس القومى للمرأة المؤشرات النهائية لتحليل المسلسلات حيث كشفت عن ارتفاع قضايا المرأة التي تم مناقشتها في الدراما، والتى تمثلت في (20 قضية).

وأشار تقرير اللجنة، الذي تم الإعلان عنه خلال مؤتمر صحفي عقده المجلس اليوم الأربعاء، إلى أن قضية العنف ضد المرأة احتلت المرتبة الأولى بين أبرز القضايا والموضوعات التي تم تناولها في المسلسلات، تليها المشاكل الأسرية في المرتبة الثانية ثم عمل المرأة في المرتبة الثالثة، أما تربية الأبناء فقد جاءت في المرتبة الرابعة، موضحا أن معظم المسلسلات ركزت على إبراز قضية الخيانة الزوجية والعلاقات غير المشروعة بأكثر من شكل وكأنها نمط منتشر في المجتمع المصري.

وكشف التقرير عن تعرض المرأة في المسلسلات للعديد من مظاهر العنف بمعدل (990 مشهدا للعنف) سواء العنف المعنوي أو المادي أو كلاهما، حيث جاء العنف المعنوي الذي تعرضت له المرأة في الأعمال الرمضانية في المرتبة الأولى بواقع (530 مشهدا للعنف) ليتمثل في السب والاحتقار والاضطهاد والسخرية أو كلاهما والتعامل مع المرأة بأسلوب غير لائق.

وأضاف أن عرض العنف المادي مع المعنوي جاء في المرتبة الثانية بواقع (326 مشهدا للعنف) مثل الإهانة والشتائم مع الضرب من الزوج أو الأم أو الأخ خاصة في مسلسلات، موضحا أنه على الرغم من أن العنف المادي جاء في المرتبة الأخيرة بين أشكال العنف المعروضة في المسلسلات بواقع (134 مشهدا للعنف) إلا أن مظاهرة كانت الأعنف، فلم يصل الأمر إلى الضرب على الوجه والجسم فقط وإنما وصل الأمر إلى ضرب المرأة في الطريق العام.

وأكد التقرير أن الرجل يعد مصدر العنف الأبرز ضد المرأة بواقع (839 مشهدا للعنف)، ويعتبر الزوج والخطيب في مقدمة ممارسي العنف ضد المرأة يليهما المدير في العمل، مشيرا إلى أن مظاهر العنف من المرأة للمرأة تعددت بمعدل (151 مشهدا للعنف) ،خاصة من جانب الأخت والأم لتظهر بصورة سلبية.

وأشار التقرير إلى اهتمام المسلسلات بالمرأة وقضاياها بشكل أكبر من اهتمامهم بالمرحلة العمرية لها في سن المراهقة أو الطفولة حيث تكرر ظهور المرأة في المسلسلات (1810 مرة) في مقابل (945 مرة) للفتيات، و(31 مرة) للبنات في مرحلة الطفولة، كما اهتمت الغالبية العظمى من المسلسلات بالمرأة التي تعيش في الحضر بشكل أكبر من التي تعيش في الريف.

ولفت إلى أن المستوى الاقتصادي المرتفع المبالغ فيه أو المتوسط المرتفع ظهر في دراما رمضان بصورة أكبر من المستويات الاقتصادية المنخفضة بشكل مستفز لمشاعر المشاهدين سواء في نمط الحياة أوأسلوب المعيشة.

وكشف التقرير عن اعتماد بعض المسلسلات على الإيحاءات الجنسية التي تنتهك خصوصية المرأة وتتعمد إحراجها مثل مسلسلات، صور غير نمطية وإن كانت سلبية للمرأة مثل الأم المتآمرة على أبنائها، كما ظهرت المرأة في بعض المهن بصورة سلبية، حتى أن بعض النقابات قدمت بلاغات للنائب العام مثل، مضيفة الطيران، مهنة الممرضة، الإعلاميات، سيدات الأعمال والمحاميات.

وأشار إلى أن الصورة السلبية للمرأة تصدرت المشهد الدرامي بحوالي (1115 مشهدا سلبيا)، ومن أبرز تلك المظاهر السلبية انتشار المشاهد المليئة بالمخدرات والألفاظ البذيئة والملابس الكاشفة والخارجة، قامت معظم المسلسلات بترسيخ فكرة التحرر من العادات والتقاليد من خلال التركيز على المشاهد التي تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع كتناول المرأة للمخدرات ولعب القمار وشرب الخمر والتدخين للسيدات، وظهور نمط جديد هذا العام بالترويج لبعض ماركات التبغ والسجائر في بعض المسلسلات وربطها ببعض الطبقات الاجتماعية المرتفعة ، وربط حرية المرأة والتحرر من العادات والتقاليد المجتمعية من خلال بعض الممارسات الخاطئة كشرب المرأة للشيشة ولبس الملابس الضيقة.

كما رصد التقرير أعمالا قدمت نماذج إيجابية وصلت نسبتها إلى (44.41%)، ومن أبرزها شخصية المرأة القوية التي تقاوم إصابتها بالسرطان، كما ظهر دور المساندة المجتمعية من المرأة بكافة المستويات، شخصية المرأة القوية التي على الرغم من خيانة زوجها وأصدقائها المقربين وعائلتها إلى أنها واجهت كل ذلك ولم تنهار، على الرغم من بعض التصرفات السلبية التي يمكن وصفها بحالات التخبط التي لابد أن يمر بها أي شخص يتعرض لهذه الخيانة، والمرأة التي تساعد من حولها على الرغم من الضغوط النفسية والاجتماعية التي تتحملها، ودور الناشطة التي تحارب من أجل قضية عمالة الأطفال، والزوجة المخلصة التي تسافر مع زوجها إلى مكان عمله بالرغم من المخاطر والضغوط التي تتعرض لها من المجتمع البدوي المحيط بها، وصورة المرأة التي تساند صديقها على الرغم من الضغوط التي تتعرض لها.

ورصد التقرير صورة المرأة في الإعلانات والتي رأي أنها إما خادشة للحياء أو اتسمت بعض الإعلانات بالسطحية الشديدة ومعادية للأسرة كحملة بعنوان (اختاري صح)، ومسيئة للمجتمع أو مثيرة للذعر مثل إعلانات التبرعات الاجتماعية أو إعلان مستشفى (بهية لسرطان السيدات).

ومن جانبها، أكدت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة أن المجتمع يزخر بالعديد من النماذج النسائية الناجحة والمتميزة ولعل أخرها الطالبات الأوائل على الثانوية العامة، كما يزخر المجتمع بنماذج سيدات فضليات وصلن إلى أماكن مرموقة في المجتمع وفي ريادة الإعمال، فضلا عن عالمات مصر العظيمات، وعلى الرغم من ذلك مازال الإعلام يركز فقط على إبراز النماذج السلبية.

وأشارت إلى أهمية الأعمال الدرامية فى توجيه المجتمع وتغيير فكرة، فهي مسئولية مجتمعية غاية في الأهمية والخطورة، لافتة إلى أن العديد من دول العالم تطلق على صناعة الدراما “الدبلوماسية العامة”، نظراً لدورها الهام فى خلق رأى عام ، وضربت مثال بالعديد من الأعمال الدرامية حول العالم التي ساهمت فى الترويج للسياحه فى بلادها، أو أعمال أخرى تحث على العمل والإنتاج.

ووجهت الدكتورة مايا مرسي رسالة إلى صناع الدراما بضرورة تبنى القيم الأصيلة للمجتمع، والارتقاء بمستوى الأعمال الدرامية التي تٌقدم ومحاولة إبراز النماذج النسائية الإيجابية فى المجتمع، مشددة على أن الأعمال الدرامية التي تقدم النماذج السيئة تؤثر على الأجيال القادمة، مما يعود بالسلب على الوطن بأكمله ويحمله خسائر كبير، مشيرة إلى أن الأعمال الدارمية في مصر هي التي ساهمت في الترويج للهجة والأخلاق والقيم المصرية.

ووجهت رئيسة المجلس الشكر إلى الدكتور عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك، على تعاونه الدائم مع المجلس في وقف الإعلانات التي تسئ إلى المرأة، كما وجهت الشكر إلى الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لزيارته المجلس بعد توليه منصبه مباشرة للتعاون معاً من أجل وضع كود إعلامى للمرأة يقدر المرأة بشكل خاص والمجتمع المصري بأكمله.

وأعربت عن تمنياتها بأن يخرج تقرير رصد رمضان العام القادم ويقدم مدى تقديم الأعمال الدرامية للصورة الإيجابية المشرفة والحقيقية للمرأة المصرية، دون مساس بحرية الفن والإبداع والرأى لحماية الشباب والأخلاق والوطن.

ووجهت الدكتورة سوزان القليني عضو المجلس ومقررة لجنة الإعلام بالمجلس الشكر للدكتورة مايا مرسي وأعضاء لجنة الإعلام بالمجلس وطلاب كلية أداب إعلام قسم علوم الاتصال بجامعة عين شمس على ما قاموا به من جهد في رصد صورة المرأة في دراما وإعلانات رمضان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى