الصليب الأحمر الدولي: أزمة غزة “فشل أخلاقي” للمجتمع الدولي وسيؤثر على كافة الأجيال
قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، اليوم الثلاثاء، إن الصراع في غزة يمثل “فشلاً أخلاقياً” للمجتمع الدولي، وحثت جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق جديد لوقف القتال.
وأضافت سبولياريتش للصحفيين في جنيف بعد زيارات إلى غزة وإسرائيل: “لقد تحدثت عن الفشل الأخلاقي، لأن كل يوم يستمر فيه هذا الأمر هو يوم آخر لم يثبت فيه المجتمع الدولي قدرته على إنهاء هذه المستويات المرتفعة من المعاناة، وسيكون لذلك تأثير على الأجيال ليس فقط في غزة”.
وتابعت: “لا يوجد شيء من دون اتفاق بين الجانبين، لذلك نحثهم على مواصلة التفاوض ومواصلة تسهيل المجال الذي نحتاجه من أجل تفعيل عمليات إطلاق سراح (المحتجزين)”.
وقالت “إن عمليات الإطلاق في حد ذاتها معقدة جدا وحساسة للغاية”.
وعلى الرغم من أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قامت بتسهيل إطلاق سراح الأسرى خلال الهدنة، فقد تعرضت المجموعة لانتقادات من قبل بعض الإسرائيليين، لعدم قيامها بالمزيد من أجل إطلاق سراح المحتجزين. وشبه بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي اللجنة الدولية بخدمة سيارات الأجرة لإخراج الأسرى من غزة.
وقالت سبولياريتش إن الأمر ليس مجرد “الذهاب إلى هناك وأخذ الأسرى وإخراجهم فحسب”، معتبرة أن أي تشبيه بخدمة أوبر أو سيارات الأجرة “غير مقبول وشائن”.
وأضافت “لقد غامر زملاؤنا بحياتهم وسلامتهم وأمنهم خلال هذه العمليات، والأسرى يكونون معرضين للخطر بشكل كبير أثناء خلال هذه الأمور”.
وقالت سبولياريتش إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستكون على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة مرة أخرى بمجرد توصل الأطراف إلى اتفاق.
وأضافت “ما زلنا نتحدث مع جميع الأطراف كي نكون مستعدين بعد ذلك لتفعيل الاتفاق الذي يتوصلون إليه”.
في سياق متصل، عبر متحدثان باسم وكالتين تابعتين للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن غضبهم وعدم تصديقهم للوضع في مستشفيات غزة، حيث لا توجد الإمدادات الأساسية اللازمة لعلاج الجرحى ويُقتل الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر جراء الصراع المستمر.
ولم تعد معظم مستشفيات غزة تعمل بسبب الأضرار الناجمة عن الهجمات والغارات الإسرائيلية ونقص الوقود والعاملين. وتتعرض المستشفيات التي لا تزال مفتوحة لضغوط متصاعدة بسبب القصف والأعداد المتزايدة من المرضى والجرحى الذين يصلون.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) “أنا غاضب لأن الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر الأطراف بالمستشفيات يُقتلون في تلك المستشفيات”.
وأضاف أن مستشفى ناصر، أكبر مستشفى لا يزال يعمل بالقطاع الذي أمضى فيه بعض الوقت في وقت سابق من الشهر، تعرض للقصف مرتين خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وتابع قائلاً إن من بين الضحايا فتاة تعرضت لبتر للأطراف، تبلغ من العمر 13 عاما وتدعى دينا، كانت قد نجت من غارة جوية على منزلها أدت إلى مقتل عائلتها.
وأضاف “أين يذهب الأطفال والأسر؟ إنهم ليسوا آمنين في المستشفيات، وليسوا آمنين في الملاجئ، وهم بالتأكيد ليسوا آمنين في ما يسمى بالمناطق الآمنة”.
ووصفت مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الوضع في مستشفيات غزة بأنه “يخالف الضمير”.
وقالت “الأساسيات لا تتوافر لديهم، ووصف أحد زملائي أشخاصا مستلقين على الأرض وهم يعانون من آلام مبرحة ويتعذبون، لكنهم لم يطلبوا مسكنات للألم، بل كانوا يطلبون الماء”.
وتابعت “من غير المعقول أن العالم يسمح باستمرار هذا”.