الصراع العربى الاسرائيلي وانتصار مصر فى 6 أكتوبر | بقلم د. ضحي اسامة راغب

لقد نشبت أربع حروب بين العرب واسرائيل خلال الربع قرن الذى أعقب إعلان قيام دولة اسرائيل فى 15 مايو 1948، وبسبب سياسة دولية مناوئة لمصر وأوضاع داخلية سيئة وأخطاء عسكرية فادحة ارتكبتها قيادات غير واعية لم يتمكن الجيش المصري من إثبات جدارتة واستعادت أمجادة وانتصارتة فـ الحروب الثلاث الاولى التى خاضها اذ لم يتهيأ أمامة الفرصة التى كان ينشدها كى يخوض غمار القتال بعد إتمام استعداداتة ولمواجهه عدوة وجها لوجه تحت قيادة عسكرية واعية بأصول الفن الحربي.
لقد كانت حرب فلسطين 15 مايو 1948 حربا قديمة الطراز فى معظم مراحلها وان كانت قد وقعت فى زمان حديث ورغم الاطراف العديدة التى اشتركت فيها فلن يكون ضمنها ما يستحق أن يطلق علية اسم جيش عصري، وبسبب الاحتلال البريطانى الذى كان ما يزال مسيطرا على الدول العربية التى قامت جيوشها بأدوار رئيسية فى هذة الحرب، لذا دخلت القوات العربية أرض فلسطين دون تدريب جيد او تسليح كاف او اعداد مسبق ولعبت السياسة البريطانية المتواطئة مع الصهيونية والتى كانت تؤازرها معظم القوى الغربية وبخاصة الولايات المتحدة، دورا مهما فى الحاق الهزيمة بالعرب حتى تم الضغط على الدول العربية لوقف القتال وقبول هدنة، تم فيها امداد اسرائيل بتدفق الاسلحة والمساعدات المادية كما تم حرمان العرب من اى امدادات خارجية.
وفى ظل الهدنة قامت اسرائيل وفاجات الدول العربية بالهجوم وتمكنت عن طريق الغدر من احتلال جزء كبير من الاراضي الفلسطينية، ثم بعد فترة نشبت الحرب الثانية فى 29 اكتوبر 1956 فى ظل التواطؤ الفرنسي البريطانى مع اسرائيل ردا على القرار الذى اصدره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميم شركة قناة السويس فى 26 يوليو 1956 بعد محاداثات عدة بدأ الهجوم الاسرائيلي بالقرب من المدخل الشمالى لممر متلا وكان اخرها حرب 67 التى لم تسمح لمصر بفرصة للقتال، وكان الانتصار الذى حظيت بة اسرائيل فى 67 لة تأثير على العرب والاسرائيلين فالجميع يعلم أنها ليست أخر مواجهة بين مصر واسرائيل وبعد الهجوم الذى شنتهة اسرائيل على مصر كان من الصعب أن ترد اى دولة على اسرائيل وحتى وصل الامر بالغرور بأنفسهم بأنهم قوة لا يمكن لاحد الحاق الهزيمة بهم، وكانت مصر على يقين تام بأنها سوف تسترد ارضها بالكامل ولايمكن ذلك إلا عن طريق حرب تحرير شاملة مع اسرائيل.
فمع وضع خطة استراتيجية كاملة تم الاتفاق بين القادة العسكريين على خوض حرب لاستعادة الارض والعزة والهيبة لمكانتها الطبيعية وعندما بدأت الحرب فى الساعة الثانية ظهرا يوم 6 أكتوير 1973 كانت اسرائيل ما تزال تبدو أمام العالم كقلعة عسكرية منيعة لا يمكن إقتحامها، ووصل الغرور بالاسرائيليين الى الاعتقاد بأن هذة الحرب ما هى الا اليوم السابع من حرب الايام الستة السابقة، ومن قاعة دار “سوكولوف” التى شهدت المؤتمرات الصحفية الخاصة بأنباء الانتصارات الاسرائيلية الباهرة فى حرب يونيو 67، أعلن موشي ديان وزير الدفاع مساء 6 أكتوبر فى مؤتمر صحفى “سوف يدحر جيش الدفاع الاسرائيلي المصريين بضربة شديدة فى سيناء “، وسوف ينتهى القتال بإنتصارنا فى الايام القادمة، ولكن هذة الاوهام الاسرائيلية لم تلبث أن تبددت منذ الساعات الاولى من القتال فقد نجحت القوات المصرية فى اقتحام قناة السويس واجتياح حصون خط بارليف وبدأت فى إنشاء منطقة من رءوس الكبارى على الضفة الشرقية للقناة كما تمكنت من تدمير لجميع الوية المدرعات الاسرائلية تدميرا كاملا.
وهكذا انهارت نظرية الأمن الاسرائيلي بكل أسسها ومقوماتها وتقوّضت سمعة الجيش الاسرائلي الذى ذاعت شهرتة فى الافاق بأنة الجيش الذى لا يُقهر وأصيب الشعب الاسرائيلي بصدمة عنيفة وصفها بعض المحللين العسكريين بالعبارة الشهيرة لم حدث لهم وقال ” زلزل فى اسرائيل ” ، أيها السادة تفاخروا فنحن أعظم شعوب العالم متى أردنا .. بالعزيمة والإصرار وبالإتحاد حول أهدافنا سنواجه نحن المصريين العالم لتغيير التاريخ وتغيير خريطة العالم .. نحن الأعظم بلا منافس .. نحن شعب المعجزات .. نحن شعب الحضارات.
أحذرونا فأننا إذا خرجنا من ثباتنا نلقن من حولنا درساً يتعلمة على مدار الزمن.