آراءشويّة دردشة

الشهيد .. ابن دموعها | بقلم د. ضحي اسامه راغب

لا توجد لحظة حزن تعادل لحظة الكتابة عن شهيد استشهد في سبيل الوطن والدفاع عنه وعن مكتسباته وتنفيذ رسالته النبيلة في نشر السلام، والأمن.

نعم شعرت بالحزن وأنا اكتب هذه الكلمات عن شهداء الوطن ولكنه حزن مشبع بالغبطة والاعتزاز بهم كونهم شهداء .. والشهيد كما هو معروف من ” الشهود ” أي الحضور والمشاهدة، وبمعنى آخر ان الملائكة تشهده حين يستشهد إكراما له.

فشهداء الوطن هم شموس في سماء المجد فيقوم الوطن لينحني إجلالاً لأرواح أبطاله، وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس.

الي كلّ قطرة دم سقت نخيل الوطن فارتفع شامخاً، وكلّ روح شهيد كسّرت قيود الطواغيت، وكل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه الموسّم بالدماء وكل أم ما زالت على الباب تنتظر اللقاء اهدي سلاماً طأطأت حروفه رؤوسها خجلة، وتحيةً تملؤها المحبة والافتخار لشهداء الواحات الذين وقفوا كأسد جسور مدافعين عن تراب مصر فى وجه أعداء الوطن والإنسانية، ورحلو ابطالا أمس القريب فى حادث الواحات وهم يقاوموا الارهاب، ويقدموا روحهم فداء لكرامة شعبهم ولكل شهيد قدّم روحه ليحيا وطنه شامخا في السماء رغم انف الحاقدين اقول لك ايها الشهيد انه ليس هناك كلمة يمكن لها أن تصفك، ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفك، فأنت شمعة تحترق ليحيا الآخرون، وأنت إنسان جعل من عظامه جسراً ليعبر الآخرون إلى الحرية وأنت الشمس التي تشرق إن حلّ ظلام الحرمان والاضطهاد.

وأنت نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفك ولكن هيهات، والشهيد يصنع مجد الأمم وكرامتها، ويُحلق بالأوطان إلى أعلى المراتب، فمن يُقدم دمه فداءً، يُخيف الأعداء حتى وإن رحلت روحه إلى الرفيق الأعلى، لأنه يؤدي لأعدائه رسالةً واضحةً بأن الشهيد سيتلوه شهيد، وأن الخير باقٍ ما دامت النفوس تأبى الذل والمهانة وتبحث عن عزتها وتضحي بدماء أبنائها الطيبين، فالتراب الذي لا يختلط بدم الشهيد لا يمكن أن يكون تراباً عطراً، والأرض التي لا يُدفن فيها شهيد لا يمكن أن تدوم، فالشهيد هو القنديل المضيء في ظلمة الحياة، وهو رجل المهام الصعبة، وهو زوادة الوطن ومستقبله المشرق.

فيا مصر إن حروفك من دماء الشهــــــــــــداء قد كتبوا بدماءهم أعظم كلمـــات الوفــــــــــــاء، قالــوا لكل من رغب العــــــــــــداء إرفعـــــــوا أيديكــــــــم فأنتــــــــم ضعفــــاء، فنحن بناة الأهرامات وعليهــــــــــا رداء كتـــــــــــب عليـــــه فراعنـــــــة الإبــــــــاء، وأبناء نيـــل رمز خير ورخــــــــــــاء وجنودها بالروح يفـــــــدوا كرمــــــــــــــاء وأعلامنا أعلامنا تعلــوا الرجــــــــــــاء أعلامنا نصر يرفرف فى السمـــــــــــــاء، نحكى لنبدد كـــــل أسبـــاب البكـــــــــاء نحكى ونفخـــــــر بالتراب والانتمــــــــــــاء .

واليوم مصر تبكي علي ابنها الشهيد والدموع هنا ليست بدموع، ولكن عندما ام الدنيا تبكي أبناؤها فستكون الدموع بسائل شفاف ولكن سوف يكون مؤلما .. الا وهو بكاء الدم.

وهنا استطيع ان اقول أن دموع الام دائما عندما تبكي فخرا بابنائها الذين قدمو ارواحهم فدائا لها ومن هنا اتت لي فكرة عنواني هذا الشهيد ابن دموعها .. حمي الله مصرنا العزيزه ورحم الله شهداء الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى