أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على تطلع مصر لتعزيز العلاقات مع تنزانيا في مختلف المجالات في ضوء المقومات الاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها كل من الدولتين، مشددا على أهمية العمل على تعزيز التعاون المشترك بين القطاع الخاص في كل من مصر وتنزانيا.
جاء ذلك خلال المباحثات التي عقدها الرئيس، اليوم الاثنين، بدار السلام مع جون ماجوفولي رئيس تنزانيا.
وأشار السيسى إلى الأنشطة الناجحة التي يقوم بها عدد من الشركات المصرية العاملة في تنزانيا، وتطلع مصر للعمل مع الجانب التنزاني على زيادة حجم التعاون بين الشركات المصرية والتنزانية في مجالات المزارع المشتركة وتصنيع المنتجات الزراعية وصيد الأسماك والثروة الحيوانية والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية والتعدين.
وصرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن السيسي عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنزاني، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس التنزاني بزيارة السيسى ، والتي تعد الأولى لرئيس مصري منذ عام 1968، مشيراً إلى ما تعكسه تلك الزيارة التاريخية من عمق وتميز العلاقات بين الدولتين وما يجمعهما من روابط تاريخية ممتدة.
وأعرب الرئيس التنزاني عن تقدير بلاده وشعبها لمصر باعتبارها مهد الحضارة، مشيداً بإسهامات المصريين المتنوعة في مختلف مناحي الحياة.
كما أشاد الرئيس التنزاني بمستوى العلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات المتبادلة في الدولتين.
كما أعرب الرئيس التنزاني عن تقديره للدعم الفني الذي تقدمه مصر لبلاده في مجالات بناء القدرات والتدريب ومشروعات حفر الآبار وغير ذلك من مجالات الدعم التنموي، وتطلعه للاستفادة من الخبرات المصرية في المجالات المختلفة كالسياحة والتصنيع الدوائي، فضلاً عن تطوير مستوى التعاون بين البلدين في مجال الثروة الحيوانية من خلال إنشاء مجزر مصري ضخم في تنزانيا بهدف تلبية الاحتياجات المصرية من اللحوم والاستفادة من الثروة الحيوانية الكبيرة في تنزانيا.
وقال السفير علاء يوسف إن الرئيس السيسي أعرب، خلال المباحثات، عن اعتزاز مصر بعلاقاتها مع تنزانيا وما يجمع البلدين من تاريخ مشترك في الدفاع عن قضايا القارة الأفريقية والسعي لتحقيق مصالحها، مشيراً إلى أن سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل في شئون الدول الأخرى، وعدم التآمر، والعمل لحل الخلافات من خلال الحوار البناء والتعاون لتحقيق السلام والتنمية.
وأضاف أن المباحثات بين الرئيسين شهدت تناول عدد من الموضوعات منها جهود تحقيق التنمية في دول حوض النيل، حيث أكد السيد الرئيس أن مصر تدعم أشقائها في دول حوض النيل بالقدرات والخبرات الفنية المصرية لتحقيق التنمية في هذه الدول، مشيراً إلى حرص مصر على تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض، دون الإضرار بمصالح مصر المائية، ومراعاة شواغلها في هذا الشأن، خاصة وأن موضوع مياه النيل يعد مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر.
من جانبه، أكد الرئيس التنزاني تفهم بلاده الكامل لأهمية نهر النيل بالنسبة لمصر، كونه يمثل المصدر الأساسي للمياه في مصر، معربا عن ثقته في قدرة دول حوض النيل على التوصل لتوافق يرضي جميع الأطراف.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تباحثاً حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية، حيث أكد الرئيسان أهمية تفعيل التعاون الأمني والعسكري بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة مع ما يمثله الإرهاب من مخاطر على أمن واستقرار مختلف الدول.
كما قام الرئيس بتوجيه الدعوة للرئيس التنزاني للمشاركة في المؤتمر الدولي للشباب، ومنتدى “أفريقيا 2017″، المقرر عقدهما في شرم الشيخ في نوفمبر وديسمبر المقبلين، وقد رحب الرئيس التنزاني بالدعوة مؤكداً تطلعه لزيارة مصر.
كما اتفق الرئيسان على تطوير التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الفساد، وتفعيل اللجنة المشتركة بين الدولتين وانطلاق اجتماعاتها في أقرب وقت، بهدف تعزيز التعاون بين مصر وتنزانيا بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.
كان الرئيس السيسي قد وصل اليوم إلى دار السلام في مستهل زيارته لتنزانيا، وكان في استقباله الرئيس التنزاني جون ماجوفولي وكبار المسئولين التنزانيين، فضلاً عن السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى تنزانيا.
وقد أقيمت للرئيس السيسى مراسم الاستقبال الرسمي فور وصوله ، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.