السيسي وماكرون على أرض الواقع.. اتعلموا يا بتوع المواقع

افتتاحية بروباجندا
هناك فارق شاسع بين من يتشدقون بالعبارات المعسولة والشعارات الرنانة والتصريحات الوردية التي تدغدغ المشاعر وتطرب الآذان، وبكل أسف تكون المحصلة صفر، وبين من يغوصون في الواقع ويخوضون غمار الحياة كما يعيشها الشعب ويتشارك معهم كل تفاصيل حياتهم اليومية.. لعل هذا أدق ما يوصف به أداء زعيم وطني بحجم الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تحمله أمانة ومسئولية حكم مصر منذ ما يزيد على 10 سنوات.
فالرجل حمل على عاتقه، بكل شجاعة ووطنية، مهمة أن تتربع مصر على مكانتها التي تليق بها بين سائر الأمم.. ولعل المشاهد الأخيرة المبهرة التي تناقلتها جميع وسائل الإعلام الدولية، قبل المحلية، لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجولاته الميدانية في قلب أزقة وشوارع مصر العتيقة وجلوسه على أحد المقاهي التاريخية وجامعة القاهرة والمتحف المصري الكبير.. هي خير دليل على مكانة مصر العالية بين سائر الأمم.
وكان الاصطفاف الشعبي الهائل في استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي وضيف مصر الرئيس الفرنسي ماكرون بمثابة رسالة أمن وأمان تحظى به مصر التي تلتف حول قيادتها الحكيمة وعلى قلب رجل واحد، كما برهنت زيارة معبر رفح ومدينة العريش، لإعلان كافة أنواع الدعم للأشقاء الفلسطينيين الذين تقتلهم صواريخ الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، على التأييد الكامل والمطلق لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الوطني الرافض لتهجير أبناء فلسطين من أراضيهم والمندد بجرائم الإبادة الجماعية الوحشسية التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم بحق المدنيين.
فمن يتأمل في جميع مواقف الزعيم الوطني عبد الفتاح السيسي يدرك على الفور أنها في مجملها تنطلق من ثوابت محددة وراسخة لتؤكد أن الرئيس السيسي رئيس على أرض الواقع وليس فقط على المواقع، فكان بمقدور الرئيس استقبال ضيفه في القصر الرئاسي وتقديم جميع البروتوكولات الرسمية المتبعة.. لكنه اختار أن تتحول هذه الزيارة التاريخية إلى “بيان على المعلم”، حسب التعبير العسكري الوطني.. ليقدم رسالة واضحة كالشمس مفادها: تعالوا شوفوا مصر على أرض الواقع.. لتتحول كل دقيقة في برنامج زيارة الرئيس الفرنسي إلى خير سفير لتقديم الصورة الحقيقية لأرض الكنانة مصر.. فهذه هي مصر الموحدة خلف قائدها، الواثقة في جميع خطوات وقرارات الدولة.. التي يستعد أبنائها للتضحية بكل غال من أجل الحفاظ على ترابها ووحدة وسلامة أراضيها.. والتي لم تتأخر يوما عن نصرة ودعم جميع أشقائها العرب.
الرسالة الأخطر والأهم التي حملتها تلك الزيارة التاريخية وهذه الجولات الواقعية جاءت كالصفعة المدوية لعشاق المزايدة الحنجورية ومحترفي الكلمات المنمقة والعبارات المعسولة والتي ينطبق عليها المثل الشعبي الدارج (حلاوة اللسان وقلة الإحسان).. لتقول لهم وبأعلى صوت: هذه مصر وهذا رئيسها وشعبها.. جميعهم على قلب رجل واحد من أجل صالح الأشقاء العرب ودعم الحق الفلسطيني في الحفاظ على أراضيه.. فمصر شعباً ورئيساً دولة أفعال لا أقوال.. فتعلموا الدرس يرحمكم الله.
كلمة أخيرة
مجد الأوطان يحتاج قادة عظماء لا يسكنون أبراجاً عاجية بل يشاركون شعوبهم كل تفاصيل حياتهم.