آراءشويّة دردشة

“السيسي – ليييا”.. مسافة السكة| بقلم عميد د. عمرو ناصف

سيذكر التاريخ يوماً أنه قد حكم مصرَ فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين رجلٌ من طرازٍ مصريٍ عربيٍ شرقيٍ فريد، جمع بين وطنيةَ محمد نجيب وزعامة جمال عبدالناصر ودهاء أنور السادات وشكيمة حسنى مبارك وقلب عدلى منصور وخلطهم جميعاً فى جعبة جينات الشعب المصرىّ الوفىّ ، الوطنىّ الأبىّ ، الحويط، رقيق القلب البسيط، المتدين المتوكل، ليخرج من بين جنباتها رئيساً لمصر إسمه ” عبدالفتاح السيسي” .

فها قد أنهى التاريخ كتابة أسطره الأخيرة فى قصة بالبطولة عامرة، بالحق ذاخرة، قصة جديدة من قصص نزال ومعارك ذلك الرئيس إسمها ( الملف الليبى ) ، وبتنا اليوم وبعد أقل من عام على خط الممنوع الأحمر ( سرت – الجفرة ) الذى رسمه بكلماته الواثقة المتئدة – بتنا أمام ليبيا جديدة، تتشكل حكومتها ومجلسها الرئاسى – فى أقل من عام على الخط الأحمر – برغبة شعبها، ومباركة برلمانها، البرلمان الشرعى المنتخب، وعلى مُهلة ووعد من رؤساءها الإنتقاليين بإجراء إنتخابات برلمانية رئاسية بعد أقل من ثمانية أشهر من الآن، أولئك الرؤساء الإنتقاليون للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية الذين ما أن تم الإتفاق عليهم من قبل لجان المباحثات المتلاحقة، والزيارات الدؤبة إلى چنيڤ ومصر والمغرب، وجلسات النقاش المستعرة، وعلى أعين الأمم المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، وبشرعية الموافقة من برلمان ليبيا المنتخب – حتى تسارعوا إلى مصر ليأمَنوا كالعادة بين ذراعيها، ولينعموا معها ومع إخوانهم المصريين بفرحة الوطن الليبي الواثب بعد كبوة، ثم لينسبوا الفضل لأهله بعد المولى عز وجل ، فقد تسارعوا إلى مصر المحروسة وقبل أى زيارة لأى بلد آخر ( عشان يدوا تمام ).

لم يمض شهر واحد على تحديد وتعيين الأسماء وتولى المعنيين لوظائفهم والتوافق عليهم من قبل الليبيين أنفسهم حتى شرفوا مصر بالزيارة، عابرين شرايين التواصل بين البلدين ثنائية الإتجاة من الغرب للشرق والعودة، فقد تفضل بالزيارة – وعلى فترات مختلفة – كل من السيد/ عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة الإنتقالية الجديدة، والسيد / محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي الجديد، ومن قبلهم ودائماً وأبدأ السيد/ عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى المنتخب، وقد إستقبلهم الرئيس السيسى فى بلدهم مصر كأول محطة دولية يصلونها بعد زوال شبح الإستعمار، ودحر أوهام التقسيم، واعداً إياهم بزيارة قريبة للعاصمة الليبية المحررة ( طرابلس )، لتطالعنا وسائل الإعلام العربية والعالمية كافة بزيارة وزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا اليوم إلى ليبيا وتصريحاتهم المباشرة بأنهم جاءوا ومن وراءهم الإتحاد الأوروبي أجمع، تأييداً للحكومة الجديدة والمجلس الرئاسى الجديد مؤكدين على ضرورة تطهير ليبيا من الميليشيات والمرتزقة المسلحين، تصريحات أتت بالتزامن مع بدء أول رحلات هذا التطهير صباح اليوم، لتنتهى للأبد مصطلحات كم بعثت الخوف والقلق فى نفوس المصريين قبل الليبيين، وتتوارى أسماء ترددت على مدار عشر سنوات هى عمر المؤامرة على ليبيا البترول والوطن العربى أكمل، فمن الآن لا وجود لأطماعٍ ( تركية )، ولا مرتزقة ولا مليشيات، ولا تدخلات، ولا ( سرّاج ) ولا إستنزاف الثروات، ولا ( مجلس الأمن ) يحيك القرارات، ولا ( وفاق ) ولا شقاق، ويحل الإتفاق.

لتبدأ ليبيا اليوم – حكومة وشعباً – فى ترتيبات أمنية وسياسية موسعة إستعداداً لزيارة رمانة ميزان الشرق الأوسط، وسدن حقوق الشعوب العربية المغلوبة، وحامل لواء الدبلوماسية الممزوجة بقوة الحق، وبطل السياسة بشرف، الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.

وتتوالى الملفات، وترتفع للنصر الرايات، والحمد لله أولاً وأخيراً على ماضى وفات، ونسأله التوفيق فيما كل هو آت.

وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى