
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة بجلسة العمل الرابعة بقمة مجموعة العشرين المنعقدة بمدينة هانجتشو الصينية، ورحب الرئيس فى بداية كلمته بخطة العمل التى أعدتها مجموعة العشرين لدفع جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، معرباً عن تطلعه لتنفيذها بشكل شامل وفعّال لإعطاء إشارة قوية للمجتمع الدولى بالتزام المجموعة بأهداف أجندة التنمية التى هى خارطة طريق لممارسة الدول لحقها فى التنمية.
وأكد على أن الإرهاب أضحى أكبر خطر يُهدد جميع الدول دون استثناء، مشيراً إلى أن مصر حققت نجاحات كبرى فى مواجهته مستندة فى ذلك إلى دعمٍ شعبى كامل وتَطَلُعٍ نحو مستقبل أفضل، موضحاً أن مصر منحت قضية الإرهاب الأولوية خلال رئاستها لمجلس الأمن الدولى فى مايو الماضى لتعزيز الجهود الدولية لمواجهة هذا الخطر.
وأشار الرئيس إلى أن مصر كانت من أوائل دول العالم التى بادرت طوعياً بأن تعرض أمام الأمم المتحدة منذ أسابيع قليلة تجاربنا وخططنا الوطنية الشاملة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، موضحاً أن جوهر هذه الخطة هو إطلاق الطاقات البشرية، وتنمية الموارد الاقتصادية، وتحسين بيئة الاستثمار، وتطوير الخدمات الاجتماعية، وتوسيع قاعدة البحث العلمى، بما يؤسس لدولة حديثة بإمكانات تناسب مقومات وتطلعات شعبنا، وتدعم ما نضطلع به من دور حيوى لتحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمى والدولى، وهو الدور الذى عززه المجتمع الدولى بتأكيد ثقته فى مصر لتولى عضوية مجلس الأمن الدولى خلال العامين الحالى والقادم.
وأضاف الرئيس، على أن مصر كانت، ولا تزال، جسراً للتواصل الإيجابى بين أفريقيا والعالم ومكوناً أساسياً فى مسيرة العمل الأفريقى الاقتصادى المشترك، مشيراً إلى أنها استضافت العام الماضى مؤتمر التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة للتكتلات الأفريقية الاقتصادية الثلاث: الكوميسا، والسادك، والمجموعة الاقتصادية لدول شرق أفريقيا، والتى أطلقت أكبر تكتل تجارى فى أفريقيا، بما يمهد لإقامة منطقة التجارة الحرة القارية.
ووجه الرئيس التحية للرئاسة الصينية على وضع قضية التصنيع فى أفريقيا والدول الأقل نمواً على قائمة أولويات المجموعة، مشيراً إلى تعاون مصر مع الصين ودول المجموعة فى صياغة مبادئ هامة للعمل المستقبلى فى هذا المجال الحيوى.
وأوضح الرئيس السيسي أن قناة السويس الجديدة ساهمت فى دفع حركة التجارة الأفريقية مع الأسواق العالمية، مؤكداً على أن مشروعات تنمية منطقة قناة السويس ستعزز من المقومات الأفريقية للتصنيع والتصدير، مشيراً إلى أن مصر تعمل على استكمال مشروع إنشاء الطريق البرى بين القاهرة وكيب تاون مروراً بعدد من العواصم الأفريقية، وكذلك ربط بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط ملاحياً، بما يسهم فى تعزيز التكامل الأفريقى وزيادة اندماجها فى الاقتصاد العالمى.
قدم الرئيس فى الختام التحية للرئاسة الصينية للمجموعة، وكذلك الرئاسة الألمانية القادمة، على مشاركتها مصر فى تنظيم حدث رفيع المستوى بالأمم المتحدة فى يوليو الماضى لبحث سبل حشد الموارد الدولية اللازمة لتمكين الدول الأفريقية من تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، بما فى ذلك أهداف التصنيع، والتى أسفرت عن توصيات هامة نأمل أن نتعاون جميعاً فى تنفيذها، معرباً عن تطلع مصر لأن تتيح الرئاسة الألمانية القادمة لمصر المجال لاستكمال ما نقوم به، فى إطار المجموعة، من دور فى نقل مشاغل القارة الأفريقية، وطرح حلول ورؤى بناءة، من منطلق حرصنا على اضطلاع مجموعة العشرين بدورها المأمول تجاه معالجة تلك القضايا.