أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن ثورة الثلاثين من يونيو نموذج فريد في تاريخ الثورات الشعبية .
وقال الرئيس السيسي – في كلمته بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة الثلاثين من يونيو – ” في مثل هذه الأيام انتفض المصريون بأعداد غير مسبوقة ” .. مضيفا أن ثورة الثلاثين من يونيو ستبقى نقطة مضيئة في التاريخ المصري العريق .
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو.
بسم الله الرحمن الرحيم
“شعب مصر العظيم..تمر الأيام والسنون وتبقى ذكرى هذه الأيام المجيدة من تاريخ شعبنا مضيئة وخالدة في وجداننا”
” وفي مثل هذه الايام منذ 4 أعوام أثبت شعبنا العريق مجددا أنه أكثر وعيا مما تصور اعداؤه، وأقوى إرادة مما اعتقد من حاولوا سلب إرادته، وأشد عزما ممن أرادوا به الشر”
” في مثل هذه الأيام المجيدة انتفض المصريون باعداد غير مسبوقة رجالا ونساء، شبابا وشيوخا يسطرون ملحمة وطنية فريدة عمادها الحفاظ على الوطن، أرضه وهويته ، استقلاله وحريته من قوى تصورت أنها قد نجحت في السيطرة على مقدرات هذا الشعب ”
” لقد كانت ثورة 30 يونيو نموذجا فريدا في تاريخ الثورات الشعبية ، حيث يثور الشعب ويعلن أرادته واضحة جلية فتستجيب له مؤسسات دولته الوطنية في مشهد تاريخي لم يمح من ذاكرة من عايشوه،وسيظل ملهما لاجيال مقبلة من أبنائنا وبناتنا”.
أبناء مصر الكرام سيتوقف المؤرخون والباحثون كثيرا أمام ثورة 30 من يونيو بالدراسة والتحليل .
واسمحوا لي في هذا السياق أن اتوقف أمام ثلاث مسارات مضت فيهم الثورة منذ انطلقت عام 2013 ، وهي التصدي للإرهاب ومواجهة القوى الخارجية الداعمة له ، وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية ، كانت بداية المسار الأول للثورة هي رفض الحكم الفاشي الديني ورفض الاستئثار بالسلطة ، ومواجهة ما يترتب على هذا الرفض من إرهاب وعنف ، حيث أعلنت الثورة منذ البداية أن شعب مصر لا يقبل ولن يقبل سطوة أي جماعة أو فئة حتى ولو تسترت برداء الدين .
وأكد الشعب المصري مجددا بحكمته الخالدة أن الدين لله والوطن للجميع ، رفضت مصر دخول الإرهاب سواء المادي أو المعنوي ، وأمر الشعب بقواته المسلحة وشرطته بمواجهة الإرهاب والقضاء عليه ، والآن ، وبعد أربعة أعوام نشهد جميع التضحيات الجسام التي يقدمها أبناء المصريين من القوات المسلحة والشرطة ، نقف لها إجلالا واحتراما .
أما المسار الثاني الذي فرضته ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة فكان مواجهة القوى الخارجية الداعمة للإرهاب ولجماعات التطرف ، حيث كانت ثورة يونيو إيذانا بمواجهة أكبر من مجرد التخلص من حكم جائر فقط فكانت بداية لاستعادة مصر دورها الإقليمي النشط ، ومواجهتها للدول التي تسعى في المنطقة خرابا عن طريق تمويل ورعاية الإرهاب وجماعاته .
وقيام مصر كذلك بمساندة الدول الشقيقة للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها ، وأعادت بناء مؤسساتها الوطنية .
واليوم بعد أربع سنوات بات صوت مصر مسموعًا ورؤيتها لإعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط موضعا للتقدير ومحلا للتنفيذ وظهرت النوايا التي كانت مستترة من بعض الأشقاء وغير الأشقاء على حقيقتها ووضع كل أمام مسئولياته ، فحياة الشعوب ومقدراتها لا يمكن العبث بها ، وستظل مصر على عهدها أمام شعبها وأمام الدول الشقيقة والصديقة قوة تعمل من أجل الاستقرار والأمان والسلام والرخاء.
وثالثا كان المسار الأخير الذى قرره الشعب المصري في ثورته في الثلاثين من يونيو هو مسار التنمية بشقيها السياسي والاقتصادي؛ فعلى الصعيد السياسي قمنا بإعلان وتنفيذ خارطة طريق سياسية تم بمقتضاها استكمال المؤسسات الدستورية للدولة لتستقر الأوضاع السياسية في مصر ويتم إعلاء الإرادة الشعبية بعد فترة حرجة من عدم الاستقرار الذي لا يمكن في ظله تحقيق أى تقدم أو تنمية وعلى الصعيد الاقتصادى والتنموى انطلقت المشروعات الكبرى فى أرجاء مصر كافة وتم الشروع فى تنفيذ برنامج طموح وجاد للإصلاح الاقتصادي يستهدف تغيير واقع مصر ومعالجة ما طال أمده من مشكلات وأزماتها الاقتصادية.
واليوم ورغم أن تغيير واقع الشعوب يحتاج لوقت طويل إلا أننا يجب أن ننظر بفخر إلى ما حققناه ونحققه كل يوم ، فالعين المنصفة لا يمكن لها أن تخطئ الجهود التنموية التى تحدث في مصر سواء من حيث الإرادة السياسية للاصلاح أو تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي أو تحسين بيئة الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص المحلي والاجنبي على ضخ مزيد من الاىستثمارات وتوفير فرص عمل جديدة ورفع معدلات النمو الاقتصادي ”
” شعب مصر العظيم.. لقد أردت أن أجدد العهد معكم بمواصلة العمل ليل نهار لاستكمال المسارات الثلاثة التى نتجت عن ثورة ال 30 من يونيو ”
” واسمحوا لي في ختام كلمتى أن أوجه التحية لكم إلى أبناء وبنات هذه الأرض الطيبة المباركة ، تحية إلى الشعب المصري الذى رفض التطرف والإرهاب، وأصر على الحفاظ على هوية مصر، كما صاغها الزمن على مر القرون ، وطننا لجميع ابنائه دون تمييز أو تفرقه، وحصن منيع في منطقتنا ضد الفوضى والدمار”.
” وتحية الى هذا الشعب الذى يتفهم بوعي وحكمة القرارات الصعبة التي يتعين اتخاذها ويتحمل بشموخ و صبر مشاق الاصلاح الاقتصادي وأعباءه ينظر إلى المستقبل بثقة ويعلم علم اليقين أن الله لايضيع أجر من أحسن عملا “.
” أتوجه إليكم جميعا بكل التحية والتقدير والاحترام ، وكل عام وأنتم بخير ..ومصر العزيزة الغالية في رفعة وتقدم ودائما”
تحيا مصر .. تحيا مصر.. تحيا مصر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته