تشهد السماء في نحو الساعة 2:24 من صباح غد الأحد، ظاهرة فلكية مبهرة، حيث يكتمل بدر شهر شوال بنسبة لمعان تصل إلى 100%، فيما يُعرف بـ”القمر الوردي”، وهو أول بدر يلي الاعتدال الربيعي هذا العام، ويُعد من المشاهد النادرة التي تجذب أنظار محبي الفلك حول العالم.
وأوضح الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح اليوم السبت، أن القمر سيكون في حالة تقابل تام مع الشمس، ما يجعله يبدو بدرا كاملا عند شروقه مباشرة مع غروب الشمس، ويستمر مضيئاً حتى شروقها صباح اليوم التالي.
وأضاف أنه رغم أن لحظة الاكتمال الفعلية لا يمكن تمييزها بالعين المجردة، فإن القمر سيظهر في طور البدر الكامل تقريباً خلال الفترة من 11 إلى 15 أبريل.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة تُعرف بين القبائل الأمريكية بأسماء مستوحاة من أجواء الربيع مثل “القمر الزهري”، “القمر الوردي”، أو “قمر العشب”، دلالةً على تفتح الأزهار ونمو النباتات.
وأكد “تادروس” أن هذه الليلة تمثل الفرصة المثالية لهواة الفلك لرصد سطح القمر بتفاصيله الدقيقة، بما في ذلك الفوهات البركانية والحفر النيزكية، وذلك باستخدام مناظير أو تلسكوبات صغيرة، بفضل سطوعه الكامل.
من جانبه، أشار المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، في بيان أصدره اليوم إلى أن القمر سيرصد بعد غروب الشمس من جهة الأفق الجنوبي الشرقي، وسيبدو للعين أكبر حجما من المعتاد عند الشروق نتيجة خداع بصري يُعرف بـ”خداع القمر”، وقد يظهر بلون وردي أو برتقالي بسبب تأثير الغلاف الجوي على ضوئه.
وأشار إلى أن قمر الليلة يصنف ضمن “الأقمار الصغيرة”، نظرًا لبعده النسبي عن الأرض في مداره، ما يجعله أقل سطوعًا مقارنةً بالبدر العملاق، كما سيكون قريبًا من نجم “السنبلة” أو “السماك الأعزل”، ألمع نجوم كوكبة العذراء، ما يتيح مشهدًا فلكيًا نادرًا يُمكن رؤيته بالعين المجردة.
يُذكر أن ذروة اكتمال القمر ستحدث في الساعة 12:22 منتصف الليل بتوقيت جرينتش، قبل أن يبدأ بالتأخر في الشروق تدريجيًا كل ليلة، حتى اقترابه من طور التربيع الأخير خلال أسبوع.
