ذكر برنامج الغذاء العالمى أن وعاء بسيطا من المواد الغذائية فى دولة فقيرة مثل ملاوى يكلف أكثر بكثير مما تتكلفه نفس الوعاء فى منتجع دافوس السويسرى، الذى يتوجه إليه أهم رجال الأعمال والقادة السياسيين فى العالم لعقد مؤتمرهم السنوى بعد غد الثلاثاء، والذى يعد من أغلى المنتجعات تكلفة فى العالم، وذلك عند قياس تكلفة الوجبة كنسبة مئوية من الدخل المتوسط اليومى لشخص ما.
وأضاف البرنامج- فى تحليل وزعه فى جنيف حول ما يتكلفه المواطن فى بعض الدول الفقيرة من أجل الحصول على وجبة غذائية بسيطة، وبين ما تتكلفه نفس الوجبة لدى نظرائه فى الدول الغنية- أن المواطن فى العالم النامى يمكن أن يدفع 100 مرة أكثر من نظيره فى الدول الغنية لوجبة أساسية من الغذاء، بل وفى حال الصراعات يمكن أن تكون التكلفة أعلى بما يصل إلى 300 مرة.
وأوضح برنامج الغذاء أن وجبة ساخنة من حساء الفول- وهى وجبة مغذية وتستهلك فى معظم مناطق العالم وثقافاتها- من شأنها أن تكلف شخصا فى سويسرا مجرد 0.41% من دخله اليومى أى حوالى 0.88 فرنك سويسرى، ما يعادل أقل من دولار. وذلك فى الوقت الذى سيحتاج مواطن فى مالاوى إلى إنفاق 41% من دخله اليومى ليكون قادرا على الحصول على نفس الوجبة، ما يعنى حاجته إلى إنفاق 86.53 فرنكا سويسرا ليتمكن من أكل وجبة واحدة وهو ما يترجم إلى حوالى مائة مرة أكثر من التكلفة الفعلية لنفس الوجبة فى سويسرا.
وأشار التحليل إلى أنه فى بلدة مثل دير الزور المحاصرة فى سوريا، تكلفة وجبة من الفول سوف تتجاوز الدخل اليومى بالكامل للمواطن، أى ما يعادل 271.40 فرنك سويسر أن أعدها مواطن يحصل على دخله فى سويسرا.
ولفت التحليل إلى أنه فى بلاد مثل الهند ونيكاراجوا، فإن التكلفة ستكون معقولة وتصل إلى 10 إلى 15 مرة أكثر مما تتكلفه فى سويسرا، منوها بأن تلك الأرقام تعكس تشوهات القوة الشرائية للأغنياء والفقراء فى العالم.
وأوضح أن بعضا من تلك التكاليف المرتفعة للمواد الغذائية فى البلدان الفقيرة ترجع إلى الخسائر الفادحة الناجمة عن سوء أنظمة التخزين والنقل والتوزيع، إضافة إلى عدم قدرة المزارعين المحليين على الوصول إلى الأسواق، وعدم كفاية التأهب فى مواجهة تغيرات المناخ وكذلك الصراعات التى تستنفذ الموارد.
وطالب برنامج الغذاء العالمى باتخاذ خطوات حازمة لمعالجة العديد من هذه التحديات، حتى يمكن جعل الغذاء فى متناول الجميع.
