قال السفير المصري في ألمانيا الدكتور بدر عبدالعاطي، إن هناك طفرة كبيرة في العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا خلال الـ3 سنوات الأخيرة؛نتيجة التعاون بين البلدين في قطاعات السياحة والاستثمار والتعليم والتدريب الفني خاصة الاقتصاد ، وهذا يتضح من خلال زيارة وزير الاقتصاد الألماني بيتر التاماير إلى مصر أول أمس ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف عبدالعاطي – في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين – أن زيارة الرئيس السيسي إلى برلين أكتوبر الماضي تمخضت عنها عدة نتائج هامة من أهمها زيارة وزير الاقتصاد الألماني إلى مصر وتدفق الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين .
وأوضح أن الوفد الألماني – الذي يزور مصر حاليا – يضم حوالي 120 شخصًا من كبار المسؤولين في وزاره الاقتصاد ، وأعضاء من البرلمان (البوندستاج)، ورؤساء كبريات الشركات الألمانية في مجالات البناء والطاقة والطاقة المتجددة والنقل والبناء والتشييد والاتصالات وقطاعات السيارات من شركتي (مرسيدس وبي أم دبليو) .
وحول قطاع السيارات وعودة شركة (مرسيدس) إلى الأسواق المصرية ، أشار إلى أن هناك استراتيجية وطنية تضعها مصر في صناعة السيارات تهدف إلى أن تكون مركزًا إقليميًا وعالميًا في هذه الصناعة ليس فقط صناعة السيارات التقليدية ولكن السيارات الكهربائية ووسائل التنقل الكهربائية الحديثة.. منوها بأن هذه الاستراتيجية الطموحة قد شجعت الجانب الألماني على الاستفادة من الفرص المتاحة في مصر .
وقال – تعليقا على بيان شركة (مرسيدس) الذي صدر بشأن استئناف نشاطها في مصر – : “إن هذا البيان يشير إلى أنه سيكون هناك تعاون بين الشركة العملاقة ومصر فيما يتعلق بالمدن الذكية والسيارات الكهربائية ووسائل التنقل الكهربائية وأنظمة القيادة الذاتية؛ للحفاظ على البيئة ” .
ولفت إلى أن هناك رغبة من العديد من الشركات الألمانية للسيارات في التعاون مع مصر، منوها بأن لقاء الرئيس السيسي لعضو مجلس إدارة شركة (مرسيدس) لشؤون الإنتاج في العالم ماركو شيفر في ديسمبر الماضي كان له عظيم الأثر لدى قيادة الشركة؛ لأن هناك ثقة كاملة في القيادة المصرية بتذليل كافة العقبات التي تعترض عملية الاستثمار، وتوفير كافه الإمكانات والضمانات وتوفير مناخ مواتي للاستثمار .
وتابع قائلا: “إن المؤشرات القوية للاقتصاد المصري ومعدلات النمو الاقتصادي السنوية المستقرة والقوية والتي تجاوزت 5%، فضلا عن قانون الاستثمار الجديد كان سببًا رئيسيًا في اتخاذ الشركة قرار استئناف نشاطها في مصر، خاصة مع توافر الموارد البشرية المتميزة ” .
وأعلن السفير المصري أن وفدًا فنيًا من شركة (مرسيدس) سيزور مصر خلال الشهر الجاري؛ لتفعيل قرارات استئناف الشركة نشاطها ووضعه حيز التنفيذ، وذلك على المستوى الفني خاصة فيما يتعلق بالتعاون في مجالات المدن الذكية والسيارة الكهربائية ووسائل التنقل الحديثة، هو ما يوفر للشباب فرص عمل واعدة وعمالة متخصصة، خاصة مع رغبة الشركة في تدشين مركز هندسي بمصر في قطاع السيارات يوفر المهندسين المتميزين لمصانع (مرسيدس) على مستوى العالم.
وأكد أهمية قطاع الصناعات المغذية للسيارات لدعم عملية تصنيع السيارات في مصر ، منوها بالتواصل مع العديد من الشركات الألمانية العاملة في مجال الصناعات المغذية؛ لتفعيل خطط الدولة بتصنيع السيارات في مصر .
وحول وضع حجر أساس أول جامعة تطبيقية ألمانية في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، قال السفير المصري إن تلك الجامعة تم التوقيع على إعلان النوايا الخاص لتدشينها خلال زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لبرلين، ويشارك في تدشينها تحالف مكون من 10 شركات ألمانية؛ لتوفير احتياجات السوق المصري من العمالة المدربة، وسوف يكون بها تخصصات تتسق مع احتياجات سوق العمل، وتمنح شهادات معتمدة من الجامعات الألمانية بما يسهم في رفع جودة العملية التعليمية في مصر.. وسيتم افتتاحها واستقبال الطلاب في عام 2020.
وفيما يتعلق بزيارة الوفد الوزاري المصري إلى ألمانيا الأسبوع الماضي للاتفاق على إنشاء مصانع لتدوير المخلفات الصلبة وتحويلها إلى طاقة، أوضح أن الوفد عقد لقاءات هامة مع كبار المسؤولين الألمان وكبرى الشركات الألمانية المسؤولة عن تدوير المخلفات، حيث أطلع الوفد – خلال زيارته – على التكنولوجيا الألمانية في عمليات التدوير؛ بهدف تطبيقها في مصر والاستفادة من التجربة الألمانية في التجميع والفرز والتدوير ودور القطاع الخاص بالتعاون مع الدولة كمنظومة واحدة.
وبشأن زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لألمانيا في يناير الماضي، قال عبدالعاطي إن الزيارة كانت مثمرة للغاية حيث بحث رئيس الوزراء مع نائب المستشارة الألمانية أولاف شولتز دفع العلاقات الثنائية وبرنامج مبادلة الديون بين البلدين .
وأشار إلى أن مصر هذا العام سوف تشهد طفرة كبيرة في مجال السياحة، منوها بمشاركتها بشكل متميز في بورصة السياحة ببرلين في مارس المقبل، حيث إن عام 2018 شهد أكبر تدفق سياحي ألماني إلى مصر وهو الأكبر على الإطلاق في تاريخ العلاقات بين البلدين .
وأشار الدكتور بدر عبدالعاطي – في ختام تصريحاته – إلى المشاركة المصرية المتميزة في أكبر معرض في العالم للخضر والفاكهة الطازجة (فروت لوجستيكا)، حيث تشارك أكثر من 90 شركة مصرية في هذا المعرض المتميز، وذلك بحضور وفد برلماني مصري رفيع المستوى لدعم هذه المشاركة وتذليل أية عقبات.. منوها بأن الخضر والفاكهة الطازجة المصرية أصبحت متواجدة وبقوة في السوق الألماني، بالإضافة إلى الأعشاب الطبية والعطرية والمواد الغذائية المصنعة.