أكد السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن دعم بلاده لمصر في مواجهة الإرهاب، مشددا ” إننا في الحملة الطويلة ضد داعش في مصر وفي كل مكان آخر .. سوف نقضي على هذا الشيء الخبيث إلى مزبلة التاريخ الذي ينتمي إليه”.
جاء ذلك في حوار السفير البريطاني جون كاسن مع إذاعة “بي بي سي” بلندن اليوم حول الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في شمال سيناء.
وبشأن ما يمكن أن تقوم به بريطانيا لمساعدة مصر في مواجهة الإرهاب، قال السفير جون كاسن إنه على المدى القريب، يجب أن تكون هناك ردود أمنية قوية وفعالة ضد هؤلاء الذين يقتلون بدماء باردة، وتعمل بريطانيا عن كثب مع مصر لدعم ذلك على سبيل المثال، عن طريق الجيش البريطاني.
وأضاف ” ندعم الجيش المصري في التعامل مع القنابل على الطريق التي لدينا خبرة بها من أفغانستان، والتي تستهدف المصريين في شمال سيناء أيضا، ولكن يجب أن يكون هذا أيضا جزءا من جهد طويل الأجل لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلة، وهذا يعني معالجة التفكير المتطرف، فهذا يعني خلق فرص بالنسبة إلى الشباب المصري الذي بلغ عددهم 80 مليون نسمة في وقت الربيع العربي، ويمكن أن يكون 130 مليون بحلول عام 2030″.
وتابع” وهكذا لدى بريطانيا شراكة مع مصر في كل من هذه المجالات لدعم التعليم ودعم الوظائف ودعم الأمن”.
وقال السفير كاسن إنه لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها، ولكن بالتأكيد تشوبها السمات البارزة لأيديولوجية “داعش” الخبيثة، وھجمات “داعش” التي شوھدت في شمال سیناء وفي المنطقة.
وأعرب السفير كاسن عن اعتقاده بأن الشيء الذي يثير صدمة، خاصة للمصريين هو في الواقع أن هذا يعد أمرا جديدا، .. هذا هو الشيء الذي لم يتوقع رؤيته في مصر .. كان يعتقد أنه قد يحدث لبلدان أخرى ولكن مهاجمة المسلمين في الصلاة في مسجد شيء جديد لمصر وشيء تسبب في الكثير من الحزن والصدمة هنا في مصر ولكن يستحق القول أيضا أنه في القاهرة وهنا في وادي النيل حيث يعيش 96٪ من سكان مصر وعلى الرغم من أن هناك حزن عميق، ولكن ليس هناك أي نوع من الشعور بالخوف اليوم.. ولا يزال الحال هو أن السكان هنا في وادي النيل يشعرون بأمان أكثر مما كانوا عليه قبل أربع أو خمس سنوات .. مصر لديها شعور عميق قوي بالوحدة الوطنية والهوية الوطنية التي تظهر في مثل هذا الوقت وترى المصريين يقفون مع بعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى في مواجهة هذا النوع من المشاكل”.
وحول ما وقع في شمال سيناء والذي يتسق مع أيديولوجية “داعش” في محاولة لتدمير الدول القائمة واستبدالها، قال “إن هذه هي أيديولوجية داعش، ويجدر بنا وضع هذا في سياق ما حدث في سوريا والعراق حيث فشلت داعش في تحقيق هذا الهدف وتم إخراجها حتى فروا إلى المخابئ .. حتى هنا في مصر، فشلت على الرغم من المحاولات الدامية الكثيرة لترسيخ نفسها في وادي النيل والمراكز السكانية الرئيسية في مصر وبنفس الطريقة في شمال سيناء”.
وتابع “جزء من أجمل ما في أن تكون سفير بريطاني هنا هو مقابلة الكثير من الشباب المصريين الذين يتمتعون بالطموح والكثير من الموهبة والأمل في المستقبل، ولا يرون أي جاذبية مهما كان في نهج “داعش” الخبيث والشرير .. وهذا يعطيني الثقة والأمل في أننا في الحملة الطويلة ضد “داعش” في مصر وفي كل مكان آخر سوف نقضي على هذا الشيء الخبيث إلى مزبلة التاريخ الذي ينتمي إليه”.
وأكد السفير جون كاسن أن هناك حزنا وصدمة في مصر بعد الهجوم الإرهابي ببئر العبد، مشيرا ” هذه أكبر خسارة بسبب الإرهاب في مصر منذ تاريخنا .. هناك قلق ولكن أيضا هناك شعورا بالقدرة على الصمود .. يشعر الناس بالضغط ويشعرون أنهم يدفعون ثمنا باهظا في قتال عدو نواجهه جميعا من بريطانيا إلى أوروبا إلى جميع أنحاء العالم .. ولكن هناك أيضا مرونة ووحدة وطنية في مصر التي ربما لا تراها في أجزاء أخرى من المنطقة”.