السعادة والراحة في 2018 وما بعدها| بقلم د. ايات الحداد

كتبت هذا المقال في بداية عام 2018 لأنقل للجميع ما تعلمته في سنواتي الماضية حتى أستطيع أن أستقبل سنواتي القادمة بفكر مُختلف، بالتأكيد كل سنة مضت آتت معها خيرها وشرها، بكل تأكيد لا يولد إنسان على وجه الأرض لم يُبتلى، والإبتلاء أنواع عديدة أيا كان نوعه، ستكتشف مع مرور الوقت أن ما الإبتلاء إلا نعمة من الله عز وجلّ للإنسان، فالأبتلاء يهديك إلى طريق الصواب، أن لم تفهم الحكمة من الإبتلاء كما أراده الله أسأت الظن بالله، فلا تحزن من غدر الأصدقاء او الأقرباء فلولاهم لِما عرفت الله عز وجلّ ولِما تقربت إليه ولجأت إليه، كما لا تصاحب الا مؤمنًا ولا يأكل طعامك الا تقي، فلا تنفعك اي صداقة الا صديق يُحبك في الله ويقربك لله ويحببك بالتالي في الحياة، ولا تُعاشر إلا كل من يخشوا الله، كما أن أسماء الله الحسنى التي تجمع ما بين الصفة وعكسها أن دلّت على شيء فهي تدل على أن كل إبتلاء تمر به في باطنه خير، فالله الضار النافع اي يضر لينفع، الله القابض الباسط اي يُقبض ليُبسط، الله الخافض الرافع اي يُخفض ليُرفع، الله المعز المذل اي يذل ليعز، فإذا أرادت السعادة في الدنيا لن تجد الا مع الله وبداخلك، وإذا أرادت السعادة والنجاح في الدنيا فلا يكن همك الدنيا بل الآخرة ولا يكن همك الناس بل الله.
يجب أن تعلم علم اليقين بأن لا شيء في الدنيا يتم مصادفة بل لحكمة ارادها الله حتى وأن ظُننت العكس، تقلُب قلوب الناس ليست مصادفة، فكلًا مراحل في حياتنا بعضنا البعض وكلنا آتينا إلى الدنيا من أجل رسالة فيجب أن تشغل نفسك بهذه الرسالة حتى تؤديها ولا تُشغل نفسك برسالة غيرك حتى لا تتعطل عن تأدية رسالتك، وأن كنت في معية الله فأعلم أنه سوف يجعل لك من كل ضيق فرج ومخرج، فلا يخدعك ذكائك فأنك مهما أتخذت من إحتياط واستخدمت دهائك بأنك تستطيع أن تتلائم على الخالق فالله وحده من يعرف من أين مأخذك!
فبحلول عام 2018 علينا، أعتدنا أن نطلب من الله أن يجعل السنة سعيدة، وأنا أقول لكم أن اردتم السعادة في حياتكم والشعور بالآمان والطمأنية فكونوا مع الله باللجوء الى أحكامه وفهم آياته، فسلامة الإنسان تأتي بتطبيق منهج الله، فالله سبحانه وتعالى وضع لنا مفاتيح السعادة، ثم تركها البعض منّا وحاول البحث عنها في مكان آخر، فالله تعالى يقول:” يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ”، ” إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ”، ” قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، ” وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا”، ” من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها”، والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأخذ الأية بكاملها ولا ننتقص منها حتى يكتمل المعنى، والا نأخذ جزء ونترك الآخر :” أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” صدق الله العظيم.