السادات .. داهية عصره !| بقلم د. روان عصام يوسف
” كل إنسان على وجه الأرض يستطيع أن يكون قصة وملحمة إنسانية “.
تلك العبارة قد خرجت من فم الرئيس الراحل محمد أنو السادات وها نحن الان امام قصه وملحمة انسانية بعنوان – محمد انور السادات – السادات الذي ولد يوم 25 ديسمبر والذي كان منذ نعومة أظافره؛ يمتلك الحلم؛ والقدرة على تحقيقة ؛والإيمان بهذا الحلم حتى أصبح واقعا ملموسا أذهل به كل من عارضوه أو حتى أيدوه؛ تلك الكاريزما الإستثنائية للفتى الأسمر الذى حملت تقاسيم وجهه ولون بشرته سمرة تراب الوطن وجرت فى شرايينه عشق مصر؛؛ ذلك الثعلب المراوغ الذى سطر أحداث التاريخ وكتبها بعبقرية الكلمات؛؛ وقوة الأفعال؛؛ ورصانة وصياغة العبارات فى المواقف العظيمة، تلك الشخصيه هى انور السادات فالدهاء السياسى عملة شبه نادرة فى معظم البلاد العربية منذ فترة، والدهاء السياسى لا يأتى من فراغ، ولكن يستلزم مواهب وقدرات كثيرة ليصير صاحبها من أهل الدهاء السياسى.
ومن أهم هذه المواهب الذكاء والفطنة وسرعة البديهة وجودة قراءة الواقع والاطلاع عليه وكثرة قراءة التاريخ واستشراف المستقبل وكثرة الأسفار وكثرة الاختلاط بالسياسة وأهلها وقراءة مذكرات الساسة، وتأمل تاريخ الحروب والصراعات السياسية على مر العصور وكثرة التأمل والتفكير.
نعم سوف يأتي يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء.
ذلك كله سوف يأتي وقته وأظنكم توافقونني على أن لدينا اليوم من المشاغل والمهام ما يستحق أن نكرس له كل وقتنا وجهدنا، وإذا جاز لي أن أتوقف قليلاً وأنا أعلم أن بكم شوقاً إلى سماع الكثير.
هذا هو خطاب النصر لنصر السادس من اكتوبر العظيم الذي حققه الزعيم الراحل أنور السادات ليمحي من تاريخ العالم أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر ويسطر في تاريخ مصر نصر بحروف من نور ويكون فخر لكل مصري وفخر للعروبة علي مر العثور.
“فالتاريخ” وقادة وزعماء العالم وصفوا “السادات” بأنه ” رجل الحرب والسلام”، وذلك بعد اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها مع الجانب الإسرائيلي والتي تضمنت عدة محاور منها إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين الجانبين، وانسحاب إسرائيل من سيناء، وضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس، واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية، فضلا عن شروط سيادة مصر على سيناء بعد عودتها إليها.
ونتقدم إليه وإلى أسرته الكريمة في هذه المناسبة العظيمة يوم ميلاد الداهيه بخالص الشكر والتقدير لما بذله الراحل العظيم من جهد أدي إلى عودة الكرامة والعزة والأرض وعلى الانجازات التي قدمها للوطن