الرفقه الثمينه| بقلم اللواء اح اسامه راغب
من اصعب الامور فى الحياة هي اختيار وانتقاء الاصدقاء، مهما كنت فطنا فى اختيار الصديق، فالصداقة الحقيقيّة من أجمل ما يحدث للفرد فى حياته هى مكسب لا خسارة فيه، للصّداقة معانٍ لا يفهمها إلّا من يملك رفيقا حقيقيّاً، وقد قيل: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي، الصديق قرين الإنسان الملهم وبه يكتمل نصف الإنسان الآخر يقول الراغب: الإنسان من الأنس، وهو خلاف النفور، سُمّوا بذلك لأن بعضهم يأنس ببعض، فالإنسان يأنس ويؤنس، لذلك قيل: الإنسان مدني بالطبع؛ أي لا قِوام لحياته إلا بالاجتماع.
الأصدقاء هم شفاء للروح، هم من يكونون بجانبنا في أوقات حزننا قبل فرحنا، يساندوننا في أوقاتنا الصعبة، ويقدمون النصحية المناسبة، والأفضل لنا، تمر السنين، والأيام ولا يبدلهم الزمان، نحيا بهم، فمن حقهم علينا أن نعبر لهم عن محبتنا لهم بكلمات جميلة نابعة من القلب.
الصداقة هي عطف وحب متبادل بين شخصين أو أكثر، حيث يود كل منهما الآخر ويتمنى الواحد منهما الخير لصديقه والسعاده، صديقك هو من يعيش معك ويشابهك في كل الأمور يعيش معك لحظاتك السعيدة والحزينة، ويشاركك سواءً أكان ذلك في الاذواق أو الأفكار وغيرها، وهو الذي تسره مسراتك ويحزن لآلامك وأحزانك، وبذلك تقوم الصداقة على المعاشرة والتشابه والمشاركة الوجدانية.
كل إنسان يتأثر ويؤثر به، وكل إناء بما فيه ينضج يقول ابن القيم -رحمه الله: اللقاء لحاق، فمن طاب لقاؤه طابت ثمرته-، وقالوا: “الصاحب ساحب“، أي أما أن يجرك إلى طريق الحق والخير أو يلقى بك في هلاك الشر والسوء فالصداقة بحر كبير هائج يمد بالمحبة والمساعدة ويجزر بالثقة والأمانة.
و من الكلمات التي تصف الصديق، و تمدحه: الصديق هو بيت لصديقه، يعطيه فرحه و أسراره و ضيقه، يعطيه نكهة لحياة جميلة معه، يكون معه على حلوه و مره، لا يتملل من سماع حديثه، يفكران معاً بأفكار غريبة عنه، يتطلعون دائماً لأن يكونوا معاً.
الأصدقاء هم جزءٌ لا يتجزّأ من حياة أيّ إنسان؛ فالإنسان بلا أصدقاء كالجسد بلا روح، حيث تَكمُنُ أهميةُ الصّداقةِ في كونِها تجعلُ الإنسانَ مُطمئناً إلى وجودِ مَن يُشاطِره أحلامه، وآلامه، وطموحاته، ومآسيه، وهي قيمة لا يُستهان بها، ودور الأصدقاء دورٌ مِحوريّ في حياة الإنسان، فمن الممكن أن يجعلَ الأصدقاءُ صديقَهم في مُنتهى السّعادة، ومن الممكن أن يجعلوه في منتهى التّعاسة، لهذا فقد وَجَبَ على الإنسان أن يحرصَ أثناءَ بِناءِ علاقاتِهِ على اختيارِ الأشخاص الذين يرتاحُ إليهم ويرتاحون إليه؛ فالشّخص الذي قد يُسبّب إزعاجاً من نوعٍ ما، يجبُ الابتعادُ عنه حتى لا تَستحيلُ الحياةَ إلى كآبةٍ واضحةٍ قد تَجدُ لها بيئةً خصبةً في النّفس الإنسانيّة.
كما أنّ الصّداقةَ تجعلُ للإنسان مستشارين يجدُهم ويلجأ إليهم في النّوازلِ والمُلِمَّات التي تحيط به، فهم يشكّلون له عوناً وسنداً، الصداقة نبع من العطاء، رمز للإخوة و الوفاء، و نجم يتلألأ بالسماء، و ما أجملها من صداقة، حين يكون عطرها الحب، و الإخلاص، و ما أروعها عندما تجدهم عند ضعفك سنداً لك، و عند فرحك تشعر بأن الفرح لهم، تتمنى الخير له، و لو كنت حتى لم يحصل لك، تريده أن يبقى جانبك دائماً، و يريد هو ذلك، و أن لا يكون الدهر حاجزاً بين الأصدقاء، و الصداقة مبنية على الإيثار و على لغز للحياة، لا يعلمه إلا الأصدقاء، صداقة معلقة بالقلب، و الذاكرة، و الجوارح، فهي شعلة لحنين، بأيام قد مضت معاً، و الصداقة الحقيقية هي ما تستمر للنهاية، و يستمر معها الوفاء، و العطاء، فقيمةُ الصّداقةِ أكبرُ وأعمقُ من كل شئ فالرفقة الثمينة قيل عنها انها كنز لا يفنى لأنها تجعل من الإنسان قيمة باهظة ونادرة وعظيمة في المجتمع، فصديقي هو أنس حالي وجابر خاطر، رسالة إلى رفقتى الثمينة ” أنا لك حين يثقل العالم على كتفيك” فشكرا لكل صديق دخل إلى حياتي لكل من هو رفقة ثمينة لا تقدر بمال.