الراقصون على المصالح| بقلم شنوده فيكتور فهمى

كثيرين من هم مثل هولاء النوعيات من البشر الذين تحكمهم المصالح بغضِ النظر عن اية اشياء اخرى اىِ كانت مسمايتها والتى تندرج تحت بند ( الاخلاقيات والمبادىء والقيم ) فتلك المسميات بالنسبة لهم مجرد غطاءَ لتحقيق تلك المصالح والاهداف الشخصيه دون النظر لاية اعتبارات اخرى، حتى ولو كانت مصالح على حساب الوطن.
ففى وقت الثورات المشبوهه ذات الاهداف الخفيه دائما ً ما تجدهم فى مقدمة الثوار بشعارات براقه ورائعه ومدهشه لحشد اكبر عدد من المؤيدين والمعجبين بتلك الشخصيه ” العظيمه” ومع متغيرات الاحداث تنظر تلك الشخصيات الى اين يتجه الحشد ليكونوا دائما من انصاره ومصفقيه وليس هناك اى مانع من تزيينه ببعض تعاليم الاديان والاخلاق لنخدع اكثر واكثر من جموع التابعين ونجتذب فى الطريق الاخرين وبالطبع لا اقصد هنا تجار الاديان المعروفين للجميع ولكنى اقصد نوعيات اخرى.
اللافت للنظر فى الامر انهم دائما ليس لديهم مواقف واضحه ثابته لا تتغير وبالطبع ليست لهم قضيه او مبداء هم فقط يتحركون طبقا ً لحصد المزيد من المكاسب والمنافع الشخصيه.
وعندما نجد ان الامر يستدعى موقف معلن قد يخسرهم اعداد ً من التابعين او يقلل المخدوعين من حولهم يلجاء هؤلاء لمسك العصا من المنتصف بشعارات نحن مع الوطن ومصلحته وايضا ً مع الشباب الثورى الكيوت نوافقه دونما ان نصحح له اخطائه ( كى لايغضب منا ) وهو لسان حالهم وقتها وايضا ً يعلون فى تلك الاوقات من قيم المبادىء الخداعه والقيم الزائفه والتى لا يعملون بها قيد انملهٍ.
وبالمقوله الاشهر قد تستطيع ان تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت ….. ومهما تباعدت الايام ينكشف هولاء الراقصين والعابهم البغيضه او الرخيصه وذلك عندما يحتاج الوطن موقفا ً واضحا ً معلنا ً يجب ُدفع ثمنه وتحمل تباعاته امام الجميع.
فتكون تلك اللحظه الكاشفه لزيف هولا ء وفراغهم الاخلاقى والوطنى وفقرهم الفكرى والسياسى واحيانا ً الاعلامى بالطبع فهم لا يملكون سوى حناجر تحمل فى خارجها بريق الكلمات وتصداء من داخلها الكلمات الكاذبه الهشه بل والعفنه فى اغلب الاحيان.
كل ما اريد ان اصل به مع حضراتكم اصدقائى الاعزاء اننا نحتاج الكثير من الحكمه والتروى والتدقيق لنفرز هولاء الخادعين وسارقى احلام الابرياء والشرفاء والمخلصين المتواجدين بكثره فى كل قطاع وكل مجال داخل ربوع مصرنا الحبيبه.
فالوعى المجتمعى ليست كلمات او مصطلحات نسمعها ونرددها ليل نهار بل يجب ان يكون سلوك شخصى لكل افراد الوطن من اصغر مواطن لاكبر مسئول حتى نعبر بمصر لافاق تستحقها بالفعل … ولكن ليس بالراقصين بل بالصابرين الكادحين المؤمنين وبالطبع الموهوبين والمبدعين فى شتى الاماكن.