الرئيس وافريقيا والاستثمار | بقلم ابراهيم مصطفى

الرئيس وافريقيا والاستثمار | بقلم ابراهيم مصطفى خبير اقتصاد واستثمار وتتمية اعمال
كغيرى من الكثيرين حضر منتدى افريقيا 2018 للاستثمار فى نسخته الثالثة على التوالى الذى تنظمه منظمة الكوميسا من خلال مكتبها الاقليميى للاستثمار RIA بالتعاون مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولى برعاية وحضور السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وعدد من الرؤساء والمسئولين الافارقة ورؤساء وممثلى المؤسسات الدولية المانحة على مستوى القارة او العالم، وقد حضرته بنسخه الثلاثة السابقة.
ولعل حرض الرئيس على رعاية وحضور المؤتمر بل وتواجده فى شرم الشيخ متفقدا الحياة منذ الصباح الباكر ليوم الجمعة على دراجته ما هو الا تعبير قوى على ايمان هذا الرجل بالعمق الافريقي واهميته لمصر وهو ما ظهر خلال حضورة وتحدثه فى الثلاث جلسات الرئيسية التى حضرها على مدار اليومان ولاسيما الجلسة الختامية والجلسة التى حضرها رؤساء وممثلى المؤسسات الدولية المانحة.
وقد تناول المؤتمر موضوعات متعددة منها تمكين المرأة وريادة الاعمال المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعرض نماذج ناجحة لرواد اعمال مصريين وافارقة فى هذا المجال فى حضور السيد الرئيس ايمانا منه بدعم الاستثمار صغير كان او كبير وهو ما ظهر من خلال حضوره لجلسة ريادة الاعمال الى جانب نماذج رواد الاعمال الجالسين الى جواره على ذات المنصة.
وقد تخلل المؤتمر الجلسة الرئاسية المستديرة بحضور السيد رئيس الوزراء نيابة عن الرئيس بحضور عدد كبير من الوزراء ولفيف من رجال الاعمال المصرين الكبار وكافة المؤسسات الدولية والاقليمية والمانحة.. وعدد كبير من ممثلى الاعلام المحلى والدولى.. والتى طالب فيها رجال الاعمال دعم الدولة لهم للتوجه نحو الاستثمار فى افريقيا من خلال انشاء صندوق لضمان مخاطر الاستثمار..وامور اخرى تم مناقشتها.
وما اثار انتباهى ايضا هو اشادة كافة ممثلى المؤسسات الدولية بما يحدث على ارض مصر من انجار على مستوى البنية الاساسية والطاقة (كهرباء وبترول وغاز) الى جانب الحزم فى تطبيق برامج الاصلاح المالى والنقدي.. ودور الشعب المصري فى تحمل النتائج السلبية على المواطن لهذا البرنامج.. والذى ذكره الرئيس السيسي فى كذا موقع من خطاباته لولا المصريون وصبرهم لما نجحت الدولة فى التنفيذ وهو ما جعله فى خطابات اخرى وفى مناسبات متفرقة يثنى على المواطن مطالبا اياه بالصبر حتى تصل اليه ثمار التنمية.. وهو امر يجب ان يكون جل اهتمام الرئيس خلال ما تبقى من رئاسته.
وكان طلبا ذكيا من الرئيس لمؤسسات التمويل الدولية والاقليمية لكافة اوجة التنمية فى تغيير مشروطياتها لتلائم وضع دول القارة الافريقية لان لها وضعا وظروفا خاصة .. مشيرا الى ان الانجاز الذى حدث فى مصر على مستوى البنية الاساسية والمرافق والطرق والطاقة هو اعجاز بالمعنى الحقيقى للتنمية ولم تتقيد مصر بالمدد الزمنية التى جاءت فى دراسات الجدوى وهو امر فهمته خطئا كافة المؤسسات الاعلامية التى تناقلت تصريح الرئيس حيث قصد عامل الوقت فى دراسات الجدوى ولم يهمل قيمة دراسات الجدوى وهو مايعبر عن قوة تفاوضية لسيادته مع الشركات المنفذة لتقليل المدد الزمنية للتنفيذ.. بل وزاد الرئيس مطالبا بتوفير 150 مليار دولار من اجل مشروعات البنية الاساسية فى افريقيا من طرق ومرافق وطاقة حتى يمكن تعميق القيمة المضافة للموارد الخام بها وقيام نهضة صناعية بعد توفير كافة امكنيات النمو من مشروعات النية الاساسية التى تحتاجها.
وما اثار اعجابي ايضا استجابته لكافة المطالب التى تمت اثارتها فى المؤتمر وكانه متابع لكل صغيرة وكبيرة حدثت فيه.. ولا سيما جلسة الدائرة المستديرة.. لذا جاءت الجلسة الاخيرة التى اختتمها الرئيس بكلمته القوية معبرا فيها عن اتخاذه لبعض القرارات الهامة بناء على ما دار في جلسات المؤتمر.. حيث أعلن الرئيس بنهاية المنتدى عن إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في أفريقيا، وذلك لتشجيع المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم لأفريقيا، والمشاركة في تنمية القارة والاستفادة من الفرص الهائلة المتوفرة في القارة.. كما سيمكن الصندوق الدول في التفاوض مع المؤسسات الدولية، لدعم البنية الأساسية والإسراع في الانتهاء من طريق القاهرة – كيب تاون، لدمج وتوسيع حركة التجارة بين بلدان القارة، وتحفيز وتيسير عمل الشركات الأفريقية في مصر.
كما تضمنت القرارات إنشاء صندوق للاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية، بهدف دعم التطور التكنولوجي والتحول الرقمي في القارة، وذلك لبناء اقتصاديات حديثة قائمة على أحدث النظم التكنولوجية، والتعاون المشترك بين مصر وأشقائها من دول القارة، في مجالات الحوكمة ومحاربة الفساد.
وتضمن المؤتمر الإعلان عن تبادل الخبرات والتدريب والتأهيل للأجهزة المعنية في القارة، لنشر ثقافة الحوكمة والقضاء على الفساد، وإطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2019-2022 في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد، وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، مع تقديم 250 منحة تدريبية للكوادر الأفريقية، العاملة في مجال الوقاية من الفساد.
وتضمنت توصيات المنتدى تفعيل الإجراءات المحفزة للتدفقات الاستثمارية من خلال آليات ضمان مخاطر الاستثمار عبر دول القارة، وتعزيز التعاون الأفريقي فى مجالات الاستثمار مع الشركاء فى التنمية ومؤسسات التمويل وبنوك الاستثمار.
كذلك دعم وزيادة المشاركة بين القطاعين العام والخاص خاصة فى تنفيذ مشروعات شبكات الربط والنقل بما يعكس حجم الفرص والإمكانيات في أفريقيا، والاستعانة بأدوات التطور التكنولوجي وتوظيفهم لخدمة مجهودات التنمية وخلق أسواق جديدة وفرص عمل.. مع الاستمرار في تمكين المرأة اقتصاديًا من خلال دعم برامج تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبرامج بناء القدرات والتأهيل والتدريب الفني لشباب القارة، واستكمال مبادرات مكافحة الفساد وإرساء مبادئ الحوكمة والحكم الرشيد.
ومن الامور الجيدة التى شهدها المؤتمر توقيع 30 اتفاقية في مجالات الاستثمار وريادة الاعمال وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والبنية الأساسية واتفاقيات التعاون بقيمة إجمالية 3.5 مليار دولار، واتفاقية مع البنك الدولي لدعم القطاع الخاص بمليار دولار، ومذكرة تفاهم بين الشركة المصرية للاتصالات وشركة ليكويد تليكوم باستثمارات 400 مليون دولار. وكذلك تصريح شركة فايبر مصر بانشاء شركة جديدة لمد الكابلات البحرية لافريقيا من اجل خدمات الاتصالات والانترنت.
كما وقعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس 4 عقود استثمارية، منها اتفاق مع شركة التحرير للبتروكيماويات بقيمة 1.25 مليار دولار، وعقد امتياز وتصميم وإنشاء وتشغيل وصيانة واعادة تسليم محطة متعددة الأغراض بميناء شرق بورسعيد، وعقد تطوير وتحويل حق الانتفاع لمساحة 10 كيلوات متر مربع من أرض المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعقد ترخيص تخزين بتروكيماويات على مساحة 11442 متر مربع بميناء غرب بورسعيد.
ووقعت 3 اتفاقيات بين مصر والاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لصالح مشروع مصرف كيتشنر.
كما وقعت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، مذكرتي تفاهم مع إثيوبيا وأوغندا، للتعاون في مجال الاستثمار.
ووقع الصندوق الكويتي للتنمية 5 اتفاقيات منهم اثنين مع مصر لصالح مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر، وإنشاء عدد 4 محطات تحليه جديدة، واتفاقية مشروع جسر نهر مانغوكي مع دولة مدغشقر، واتفاقية مشروع تطوير خليج كوكودي مع كوت ديفوار، واتفاقية مشروع توسعة منظومة مياه الشرب في منطقة مانغوشى، مع ملاوي، كما تم توقيع 8 اتفاقيات في مجال ريادة الأعمال.
وكل املى ان تتحقق كل تلك التوصيات والاتفاقيات والقرارات.. تحيا مصر وتحيا افريقيا.