حث الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال الاجتماع بالمزارعين الليلة الماضية في روصو بجنوب موريتانيا على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، مذكرا بعهود الفساد التي عاشها القطاع طيلة الأربعين سنة الماضية، والتي أدت لهدر مئات الملايين دون جدوى.
وذكر ولد عبد العزيز بمضاعفة الانتاج خلال الأعوام الأخيرة عندما اوقفت الدولة التمويلات عن القطاع الزراعي، مطالبا بالتعقل وتوجيه الأموال إلى قطاعات تعود بالنفع على الشعب الموريتاني، محذرا من تكرار تجربة اتحاد بنوك التنمية وما آلت إليه الأموال والقروض آنذاك من هدر واستباحة للمال العام.
واضاف ان الالية المتبعة حاليا للقرض الزراعي مستمرة ولا رجعة فيها، داعيا المزارعين الى التعاون من اجل مستقبل الدولة وزيادة مواردها وضمان عودتها بالنفع على جميع المواطنين خصوصا الاقل دخلا.
واشار الى ان القروض التي وزعها صندوق الايداع والتنمية عام الفين واثى عشر تم تسديد ثمانية وثمانين في المائة منها فقط وبقيت منها مائة وعشرين مليون دون تسديد حتى الان، مؤكدا أنه لن يتم فتح مجال للتنازل عن القروض، باعتبار ذلك يفتح مجالا للفوضى ويعيد لمربع الهدر الذي يعتبر غير مقبول في قاموس هذا النظام.
ودعا المزارعين الى المشاركة في التامين الزراعي المزمع، معبرا عن استعداد الدولة لمشاركتهم في هذا التامين.
واشار الى ان الدولة تنازلت عن ثلاثة مليارات اوقية من جمركة الارز المستورد لصالح الارز المحلي وتشجيعا للمزارعين على تسويق منتوجهم.
وقال ان خسارة الدولة جزء من خسارة المواطن اينما كان، حاثا المزارعين على توخي الشفافية ومراعاة مصلحة الدولة.
وقال ان الدولة ستضخ مائة واثنين واربعين مليار اوقية هذا العام في القطاع الزراعي تمول الدولة منها اثنين واربعين مليار من هذا المبلغ فيما سيتم تحصيل المبالغ المتبقية بالتعاون مع شركاء آخرين.
وقال ان هذه التمويلات ستوجه لتوسيع الاستصلاحات الزراعية والتصنيع وحماية المزارع، مبرزا ان مشكلة التسويق لا تعتبر مشكلة جوهرية خصوصا ان الدولة اوقفت تقريبا استيراد الارز من الخارج في حين ضاعفت الجمركة على الجزء اليسير الذي يتم استيراده.
وقال ان الدولة تمتلك فائضا مضاعفا من الطاقة الكهربائية واذا كانت هناك انقطاعات كهربائية فانها تعود فقط لمشاكل تقنية سيتم التغلب عليها في اسرع وقت.
واطلق الرئيس الموريتاني الاربعاء الحملة الزراعية الهادفة الى زراعة مائتان وستة وثمانون ألف هكتار، بغية انتاج ثلاثمائة وخمسة وتسعون ألف طن من الحبوب الخام وذلك عن طريق زراعة ستة وخمسون الف هكتار من الارز بين الحملة الصيفية والخريفية بانتاج اجمالي متوقع يصل إلى مائتان وثمانون ألف طن من الأرز الخأم وزراعة مائتان وثلاثون الف هكتار من الحبوب التقليدية بانتاج متوقع يصل إلى مائة وخمسة عشر ألف طن.
