الرئيس الصيني : معرض شنجهاي يعكس موقف بكين الداعم للتجارة الحرة
قال الرئيس الصيني “شي جين بينج” إن معرض الصين الدولي الأول للواردات بشنجهاي يعكس موقف بكين الداعم لمنظومة التجارة متعددة الأطراف والتجارة الحرة، ويعد خطوة ملموسة اتخذتها الصين لدعم العولمة الاقتصادية، مؤكدا أهمية التزام جميع الدول بالانفتاح والتعاون والكسب المشترك بدلا من الانغلاق.
وأضاف بينج –في كلمة أدلى بها خلال مراسم افتتاح معرض الصين الدولي الأول للواردات في شنجهاي- إن المعرض يعد الأول من نوعه على مستوى العالم يأخذ الاستيراد كعنوان رئيس له، وإن إقامة المعرض قرار مهم يهدف إلى دفع جولة جديدة من الانفتاح رفيع المستوى على الخارج، وخطوة مهمة لمبادرة الصين لفتح أسواقها على العالم.
وتابع أن الدورة الأولى من المعرض تحمل عنوان “عهد جديد.. مستقبل مشترك”، وأن الصين ترحب بالدول المشاركة من 5 قارات لاستغلال الفرص المتاحة لتعميق التعاون التجاري الدولي، موضحا أن هناك 172 دولة
ومنطقة ومنظمة دولية و3600 شركة تشارك في المعرض المقام على مساحة 300 ألف متر مربع، إلى جانب مشاركة أكثر من 400 ألف مستورد من الداخل والخارج.
وقال الرئيس الصيني “شي جين بينج”إن عالم اليوم يمر بمرحلة جديدة من التنمية والتغيير، حيث تتوثق العلاقات الاقتصادية بين الدول، فيما يواجه الاقتصاد العالمي تحديات عديدة أبرزها الحمائية والأحادية.
وشدد بينج على ضرورة التمسك بالتعددية، وتعزيز الثقة بالتنمية، ومواجهة المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي بشكل مشترك، مشيرا إلى أن العولمة الاقتصادية اتجاه تاريخي لا رجعة فيه ولا يمكن تغييره ببساطة، ما يستدعي مواكبة هذا الاتجاه دون محاولة تغييرها.
وأضاف بينج أن الانفتاح والتعاون مطلب موضوعي وعصري لتعزيز حرية التجارة والتعاون والانتعاش الاقتصادي العالمي بما يحقق التقدم للمجتمع البشري، لافتا إلى ضرورة إظهار كافة الدول شجاعة أكثر والعمل على تعزيز الانفتاح لتحقيق تنمية أكبر والالتزام بالتعاون المتبادل.
ونوه بينج إلى أهمية تكامل المزايا وتباددل البضائع بين الدول، قائلا: إذا قللت كافة الدول الحواجز التجارية ووسعت الانفتاح فمن شأن ذلك الإسهام في تعزيز التجارة الدولية وإلا فإن البديل سيكون طريقا مسدودا أمام التجارة.
وأكد الرئيس الصيني ضرورة رفض الحمائية والأحادية بشكل واضح، ودفع التفاعل والتواصل بين كافة الدول، مع تعزيز السياسات الاقتصادية الكلية وبذل جهود مشتركة لدفع الاقتصاد العالمي وبناء منظومة شفافة ودفع تحرير التجارة وتعزيز الاستثمار.
وقال بينج إنه يجب على كافة الدول الالتزام بالقيام بدور إيجابي لتعزيز الإبداع العلمي والإصلاح، معتبرا أن تقاسم نتائج الإبداع خيار موضوعي للمجتمع الدولي، وإنه يجب انتهاز الفرصة الناتجة عن جولة جديدة من الثورة العلمية والاقتصاد الرقمي وغيرها.
وأضاف بينج “يجب تجاوز الخلاف والاختلافات، وتوظيف المزايا لدى مختلف الدول لتحقيق التنمية الشاملة، وتنفيذ أجندة التنمية 2030 لتقاسم نتائج العولمة الاقتصادية والنمو الاقتصادي العالمي”.
وتابع بينج أن الصين حققت منذ بدء تطبيق سياسة الإصلاح قبل 40 عاما تقدما كبيرا نحو الانفتاح، وأن “بوابة الصين لن تغلق بل ستتوسع، ولن تتوقف خطى الصين على الانفتاح على العالم أو الاقتصاد العالمي المنفتح أو إقامة مجتمع ذي مصير مشترك للإنسانية”.
وأشار بينج إلى أن الصين ستنتهج استراتيجية قائمة على المنفعة المتبادلة، والعمل على دمج الشرق مع الغرب، والعمل كقوة وعامل استقرار لنمو الاقتصاد العالمي، مع فتح السوق الصينية أمام كافة دول العالم لإيجاد فرص تنموية، إضافة إلى العمل على إصلاح الحوكمة الاقتصادية.
وقال الرئيس الصيني إن بلاده ستقوم باتخاذ العديد من الإجراءات لتعزيز الانفتاح، ومن بينها: مواصلة تفعيل إمكانية الاستيراد، حيث ستقوم بتخفيض الرسوم الجمركية ورفع مستوى التخليص الجمركي وتسريع نمو التجارة الالكترونية العابرة للحدود، مؤكدا أهمية أن يستمر معرض الاستيراد في الانعقاد سنويا وتحقيق إنجازات أكبر.
وأضاف بينج أن الإجراءات تتضمن كذلك توسيع النفاذ إلى السوق، حيث قامت الصين خلال الفترة الماضية بتبسيط قائمة الاستثمارات الأجنبية ورفع مستوى حرية الاستثمار، وتقوم حاليا بتوسيع الانفتاح للقطاع المالي وغيره من القطاعات، متوقعا أن يتجاوز حجم البضائع الواردة للصين 30 تريليون دولار والخدمات المستوردة 10 تريليونات دولار خلال السنوات الـ 15 المقبلة.
وتابع أن الإجراءات تشمل أيضا خلق بيئة تجارية متميزة، حيث سيتم تسريع وتيرة إصدار قانون الاستثمار الأجنبي، وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الأجنبية، واتخاذ إجراءات صارمة حيال الانتهاكات لاسيما انتهاك حقوق الملكية الفكرية، مع إنشاء نظام تعويضات وتشديد العقوبات، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة عدم إمعان دول في مديح نفسها وانتقاد الآخرين.
وأشار بينج إلى أن الصين ستهتم ضمن الإجراءات سالفة الذكر بإنشاء منبر جديد للانفتاح على الخارج من خلال تعميق الإصلاح، مع دفع التعاون متعدد الأطراف والثنائي على نحو أكثر عمقا، حيث ستعمل الصين على التوصل لاتفاقيات شراكة وتسريع عمليات المفاوضات الخاصة بمناطق للتجارة الحرة مع العديد من الدول والمنظمات والكيانات، ودفع نظام الحوكمة الاقتصادية نحو نظام أكثر عدلا، إلى جانب مواصلة بناء مبادرة “الحزام والطريق”.
وحول الاقتصاد الصيني، قال بينج إن الناتج المحلي الإجمالي في الصين حقق نموا بنسبة6.7 % خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، وبلغ عدد الوظائف الجديدة 110 ملايين وظيفة، لتحقق الصين هدف هذا العام قبل وقت كاف من المدة المحددة، مشيرا إلى أن الاقتصاد الصيني ينمو عند مستوى معقول، ويعتبر هذا النمو في مقدمة الاقتصاديات الأكثر نموا في العالم.
وبالنسبة لشنجهاي التي تستضيف المؤتمر، قال بينج إنه سيتم توسيع المنطقة التجريبية للتجارة الحرة هناك، ودعم المدينة في تعزيز التجارة، مع استحداث قطاع للإبداع العلمي في بورصة شنجهاي وتنفيذ نظام تسجيلي، وتركيز الجهود على تنفيذ المفهوم التنموي الصيني هناك.