أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن القمة الروسية – الأفريقية التي ستعقد في مدينة سوتشي بروسيا تجسد روابط الصداقة التاريخية بين دول القارة الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية.
وقال الرئيس السيسي أن تلك القمة تكتسب أهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى، حيث تهدف الى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية – الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب.
جاء ذلك في كلمة ترحيبة تعريفية مقتضيه علي الموقع الرسمي القمة والتي تضمنت : أن الدول الأفريقية وروسيا تنطلق من أرضية مشتركة في العمل الدولى وترتكز على مبادئ احترام قواعد القانون الدولى والمساواة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وحل النزاعات بالطرق السلمية وتأكيد الالتزام بالعمل متعدد الأطراف.
وأوضح السيسي أن القمة تنطلق أيضاً وفق رؤية متشابهة للجانبين لمواجهة التحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتراجع في معدلات النمو ، إلي جانب قناعة راسخة لدى الجانبين بأهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى ودعم الاستثمارات المتبادلة بما يحقق الأمن والسلام والتنمية للشعوب في القارة الأفريقية وروسيا.
وأشار إلى أن الدول الافريقية تتمتع بإمكانات وقدرات هائلة تؤهلها حال توظيفها على الوجه الأمثل لتكون في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة مشيراً إلى أن دول القارة حققت نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا الحوكمة.
وأكد الرئيس السيسي أن أفريقيا نجحت في تحقيق معدلات نمو متزايدة على مدار العقد الماضى وصلت الى حوالى ٣.٥٥٪ في عام 2018، قائلا أن قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر والتي عقدت في يوليو 2019 شهدت دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ، وكذلك إطلاق أدواتها التنفيذية.
ولفت الرئيس إلى أن هذه الاتفاقية تعتبر أحد الأهداف الأساسية بأجندة التنمية الأفريقية 2063، والتي تهدف الى دفع جهود الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى الأفريقي ، بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الأفريقية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم .
وأضاف أن هذه النجاحات تفتح آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.
وأعرب الرئيس عن تطلعه إلى أن تسهم قمة أفريقيا – روسيا في بدء علاقة استراتيجية بناءة ترتكز على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق.
وتضمن الموقع الرسمي للقمة كلمة تعريفية ترحيبية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار فيها إلي أنه لم يسبق لمثل هذا الحدث الهام مثيل في تاريخ العلاقات الروسية – الإفريقية، حيث سيجتمع فيه ممثلو المؤسسات الحكومية ودوائر الأعمال والخبراء من بلداننا لمناقشة وضع راهن وآفاق التعاون، بالإضافة إلى العديد من المسائل الملحة للاقتصاد العالمي.
وقال بوتين إن الدول الإفريقية اليوم في طريقها الثابت نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتقنية، وتلعب دوراً مهماً في الشؤون الدولية، كما يجري إنشاء عمليات تكامل متبادل المنفعة في إطار الاتحاد الإفريقي ومختلف المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية للقارة.
وأضاف الرئيس بوتين أن العلاقات الروسية الإفريقية، التي هي ودية وموثوقة بطبيعتها، سجلت تحسناً ملموساً في السنوات الأخيرة، سواء على المستوى الثنائي أو في أشكال متعددة الأطراف.
وأشار الرئيس الروسي إلي أنه كان من الممكن ليس فقط الحفاظ على تجربة التعاون المثمر المتراكمة في الماضي، لكن أيضاً تحقيق نجاحات كبيرة جديدة ، حيث حقق حجم التجارة وتدفقات الاستثمار دينامية إيجابية، كما يجري تطوير مشاريع مشتركة في مجالات الصناعة الاستخراجية والزراعة والرعاية الصحية والتعليم ، كما أن الشركات الروسية جاهزة لتزويد شركائها الأفارقة بانجازاتها العلمية والتكنولوجية وخبراتها في تحديث البنية التحتية للطاقة والنقل والاتصالات.
وتابع بوتين: أعول على أن يتم من خلال المنتدى الاقتصادي الروسي الافريقي تحديد اتجاهات وأشكال التعاون الجديدة، وطرح المبادرات المشتركة الواعدة التي سترفع التعاون الحالي بين روسيا وإفريقيا إلى مستوى نوعي جديد وستؤدي إلى تنمية اقتصادات بلداننا ورفاهية شعوبنا.