أطلقت رئاسة الجمهورية، اليوم السبت، مشروع “بنك المعرفة المصرى”، باعتباره خطوة نحو بناء المجتمع المتعلم عن طريق إتاحة العلوم والمعارف الإنسانية بشكلٍ ميسر لكل مواطن مصرى.
وقال الدكتور طارق شوقى، أمين عام المجالس التخصصية التابعة للرئاسة ورئيس المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى، إن هذه الخطوة تعد أكبر مشروع يقوم به المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى منذ تأسيسه، كما يعد مشروعا غير تقليدى، مشيراً إلى أنه تم عقد شراكة مع كبار دور النشر من مختلف أنحاء العالم بهدف استخدام المحتوى وإتاحته لـ90 مليون مصرى.
وأضاف، فى مؤتمر صحفى برئاسة الجمهورية، أن المشروع يضم باقة معرفية لمحتوى علمى قيم يصعب الحصول عليه بالطرق التقليدية.
وقال إن بنك المعرفة المصرى هو أرضية صلبة سيتم الانطلاق منها لإصلاح التعليم فى مصر، كما سيتم الاستعانة بعدد كبير من المعلمين لاستخدام هذه الباقة العلمية فى تطوير التعليم، موضحاً أن جمع كافة المحتوى العلمى للمشروع سيستغرق 8 أسابيع ليتم إطلاقه فى الأسبوع الأول من شهر يناير 2016.
وأشار شوقى، إلى أن المشروع سيتضمن أيضا تنظيم دورات تدريبية بالتعاون مع كافة الجامعات فى مصر.
وأوضح أن الباقة العلمية المتاحة فى المشروع تمثل ثروة علمية ضخمة جدا تحتاج فقط للاستثمار فى المواطن المصرى، مؤكداً أن هناك الكثير من دول العالم سبقت وتقدمت بسبب اعتمادها على الاستثمار فى الإنسان، وأن هذا ما تحتاجه مصر الآن بشكل عاجل.
وفيما يتعلق بتمويل المشروع، قال “شوقى”، إنه تم التواصل مع كافة مؤسسات الدولة التى تدفع أموالا باهظة للحصول على المحتوى العلمى الخاص بكل مجال، وتم الاتفاق مع هذه المؤسسات على قيمة إجمالية للمحتوى العلمى أقل بكثير من إجمالى ما كانت تدفعه كل مؤسسة على حدة.
وخلال الموتمر، تم عرض فيديو توضيحى لتفاصيل المشروع وتأثيره المستقبلى على تطوير العملية التعليمية فى مصر، فضلاً عن كيفية تبادل الباقة المعرفية بين أكبر دور نشر فى العالم على الموقع.
وقال كريستوفر سكوت، نائب رئيس قناة ديسكفرى التعليمية، إن شركة ديسكفرى ستساعد فى المشروع من خلال تقديم مادة علمية قوية فى العلوم والرياضيات، مشيراً إلى أن 60 إلى 70 % من الوظائف فى المستقبل ستحتاج إلى قاعدة علمية قوية، مشيرا إلى أن المشروع يهدف إلى وضع ارتباط قوى بين إتاحة الباقة العلمية واستخدامها لتطوير التعليم فى مصر.
وأبدى كريستوفر سكوت، نائب رئيس قناة ديسكفرى التعليمية، إعجابه الشديد بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الخاصة بإتاحة المحتوى العلمى للمصريين، وهو ما يعرف بـ”بنك المعرفة”.
من جانبه، قال جينو كارلو، نائب رئيس دار أليسيفر للنشر، أن المشروع سيساهم فى تحقيق قفزة علمية للمواطنين المصريين.
وأوضح أن الأحاديث عن العلوم والإنجازات البشرية فى أى دولة فى العالم كانت تعود فى الأساس لمصر منذ القدم، مشيرا إلى أن المشروع له رؤية بعيدة المدى ستؤثر بالإيجاب على اقتصاديات مصر وتطورها وهو ما أدركته دول شرق آسيا وبدأت منذ فترة طويلة الاستثمار فى مواطنيها.
وقال إن شركته ستقدم محتوى بحثى سيكون متاحا للاستفادة منه فى الجامعات، معرباً عن دعمه بقوة للمشروع الذى يقدم باقة علمية ضخمة. وأضاف، أن الرئيس السيسى أبهره، خلال لقائه به اليوم، برؤيته لهذا المشروع وتحمسه لتقديم كافة الدعم المطلوب لهذه الخطوة.
وقال إن أكثر الأسلحة قوة فى مصر هى شريحة الشباب التى تحتل نسبة كبيرة من عدد السكان.
وقالت الدكتورة هدى أبو شادى، عضو المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى، أن المشروع سينطلق بمصر نحو مجتمع المعرفة فى ظل حروب الجهل المنتشرة حالياً، مشيرة إلى أن إتاحة المحتوى المعرفى ليس موجهاً فقط لشريحة المثقفين بل أيضا للأم فى المنزل والطفل ومختلف الكوادر الوظيفية، موضحةً أن توفير مختلف المواد العلمية والمعرفية ستحصل على اهتمام كافة المواطنين بمختلف أذواقهم واهتماماتهم.
وأضافت أنه عقب افتتاح بوابة بنك المعرفة المصرى، سيتم إطلاق عدد من المشروعات الأخرى المكملة له لتطوير هذا المشروع القومى وتفعيله بشكل أكبر.
من جهتها، قالت الدكتورة جويس رفلة، عضو المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى، أن المشروع سيحقق استفادة كبيرة للأطفال والطلاب، لما سيتيحه من تنقيب عن المعلومة بشكل موثق لا يحتمل الأخطاء، كما أن المشروع سيحول المعلم إلى باحث بما سينعكس بدوره على العملية التعليمية والطلاب.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى أعلن فى عيد العلم فى ديسمبر ٢٠١٤ عن مبادرة “نحو مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر”، والتى يندرج تحتها العشرات من المشروعات القصيرة، المتوسطة، وطويلة المدى.
وبنك المعرفة المصرى، هو أكبر مكتبة رقمية فى العالم تتكون من المحتوى المعرفى لأكبر دور النشر فى العالم مثل”سبرنجر- نيتشر- ناشونال جيوجرافيك- دسيكفرى- إيلسفير- كامبريدج- أكسفورد- بريتانيكا- أميرالد- ثومسون رويترز، والعشرات من الناشرين”.
وتم توقيع الاتفاقيات فى ١٢ نوفمبر ٢٠١٥، على أن يبدأ العمل الفورى فى بناء البنية الرقمية أو الوعاء الإلكترونى الذى يجمع هذه المعارف من مختلف المصادر فى مكان واحد يسهل على المستخدم الوصول اليه، ويستغرق هذا العمل التقنى مدة ٨ أسابيع على أن يتاح هذا الموقع للمستخدمين فى الأسبوع الأول من يناير ٢٠١٦.
ويتخصص هؤلاء الناشرون فى مجالات مختلفة من المعرفة كما أن منتجاتهم تتضمن وسائط رقمية متنوعة.
وتحتوى الباقة المعرفية المكونة لبنك المعرفة المصرى على دوريات علمية فى كافة مجالات المعرفة “كتب إلكترونية، مجلات إلكترونية، مناهج دراسية للتعليم الأساسى والجامعى، قواعد بيانات، محركات بحث، مكتبات رقمية للفيديو والصور وكذلك برامج للحاسبات فى مجالات الرياضيات وغيرها”.
وصممت هذه الباقة الإلكترونية ليستفيد منها كافة أطياف المجتمع من مختلف التخصصات والاهتمامات وكذلك مختلف الأعمار، حيث يجد الباحث الأكاديمى فيها كل ما يفيده للارتقاء بالبحث العلمى، كما يجد فيها الشاب المتطلع للمعرفة أحدث ألوان المعرفة الإنسانية فى كافة المجالات ويجد فيها المعلم كل ما يساعدة على تطوير طرق التدريس و يجد فيها الطالب ما يجذبة إلى التعلم.
وبدأ العمل الفعلى فى هذا المشروع عقب الانتهاء من مرحلة توقيع الشراكات والاتفاقيات مع مصادر المعرفة من الناشرين حول العالم، وتم التفاوض مع الناشرين عن طريق المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية منذ أن كلفهم الرئيس بذلك فى مارس 2015.