آراءشويّة دردشة

الذاكرة الوطنية | بقلم د. ضحي اسامه راغب

تحل علينا ذكرى ثورة 30 يونيو التى خرج من اجلها الملايين لينتفضو مدافعين عن هويتهم ووطنهم بجميع الفئات العمرية من شباب وشيوخ ونساء واطفال فى مشهد خطف انظار العالم كلة لا يقدر احد على انكارة وتميزت هذة الثورة بإلتفاف جميع الاطياف حولها وبحضور المرأة المصرية في كل الأحداث التي قادت إلى الثورة في شتي ميادين مصر.

وتميزت هذه الثورة أيضا بعمل إبداعي غير مسبوق تجلي في فكرة ” تمرد ” والتي شارك فيها ملايين المصريين .. كنا نلاحظ بروزة إعلامية والكترونية لكل حدث أو قول اعتراضي علي ذلك الواقع المهين للمصريين ولحضارتهم حيث لا ننسى اجتماع المعزول مرسي بحكومته ومستشاريه للتباحث في ملف سد النهضة الأثيوبي والفضائح التي قيلت علي الهواء مباشرة والتي وضعتهم في حجمهم الطبيعي المتقزم فكرا ومنطقا.

بيد أن الحقيقة الأبرز والأكثر وضوحا في هذه الثورة هي “الجيش المصري ” أيقونة مصر والمصريين الخالدة .. فقد ساند وحمى وناصر شعبه الذي هب وانتفض عبر أكثر من 30 مليون مصري في ميادين شتى في مقدمتها ميدان التحرير .. برز جوهر المصريين الحقيقي وضميرهم الجمعي .. حيث اتفقو دونما اتفاق علي طي صفحة هذا النظام الراديكالي الذي أصبح خطرا علي وطنهم وجغرافيته التي لم تتغير عبر آلاف السنين وخطرا أيضا علي هويتهم التي ترسبت بذواتهم عبر كل الحقب الزمنية التي حكمت مصر وأكسبتهم تنوعا وانسجاما فريدين.

وينزل المصريون فرادى وجماعات إلى الميادين .. والأب يصطحب أولاده وزوجته .. الأم تنزل رافعة العلم المصري ومصطحبة لابنتها أو أطفالها .. الصورة من فوق ميدان التحرير تكاد تنطق .. الميدان يتوهج بأمواج متتابعة من الناس لم يحدث أي تجاوز سلوكي بينهم .. عربات المايكروباص تنقل الناس لميدان قصر الاتحادية مجانا وكذالك التكاسي .. أقلام الليزر تداعب طياري القوات الجوية الذين يحمون سماء مصر في ميدان التحرير .. لتجيء ساعة الصفر وتضبط قلوب المصريين جميعهم علي موجة واحدة وصوت واحد هو صوت الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي حينها في تمام التاسعة مساءا وحوله مختلف التيارات السياسية والوطنية والدينية في مصر وكل القوى الوطنية وهو يعلن للعالم عبر شاشة التلفزيون المصري وفي لحظة حبسنا أنفاسنا فيها، خارطة طريق للمصريين للعبور بهم من هذا النفق المظلم الذي قادهم إليه النظام الإخواني البائد ،، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ مصر الأحداث كانت تتسارع وتشكل التاريخ بطريقة أسرع من استيعاب العقل البشري لها ومحاولته تفسيرها وشرحها، ولم يخذلنا الرئيس عبدالفتاح السيسي حتى وقتنا هذا فيما وعدنا بة فهو يبذل كل ما هوا يقدر علية من اجل رفعة اسم هذا البلد.

فثورتنا لا نريد انت تدخل فى دائرة خطر النسيان ما لم ننتبه من الان وعبر آليات مختلفة تتمثل في الكتاب المدرسي و المهرجانات والندوات والمؤتمرات والمسابقات والجوائز الأدبية والأعمال التشكيلية والقصصية والمسرحية والاوبريتات والمؤلفات الموسيقية إن مصر تأبى ألا أن تتصدر التاريخ وأن تعلم العالم فهي أقدم دولة في التاريخ .. وجيشها أقدم جيش علي وجه الأرض .. وهي درة التاج .. وفجر الضمير .. وهي أصل الشجرة البشرية .. وهي منبع الفنون وعلوم الطب والفلك والهندسة والطاقة .. ومصر استيقظت الان علي نموذج فريد من ثورة غير مسبوقة توهجت فيها روح مصر القديمة بوقود متفرد من إنكار الذات والتجرد بل والتوحد بين قلب مصر الصلب “الجيش” والشعب بكل طوائفه .. لتبقي مصر دائما هى قائدة الامم نحو التغيير و اعطاء الامل داخل الشعوب وتعليمهم معنى الانتماء فليقف الآن جميع الخلق لينظرو الى هذا المجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى