الدنمارك تخطط لإقامة محطة تجسس تهدف إلى التقاط الاتصالات الروسية
أعلنت الدنمارك عن خطط لإقامة محطة تجسس ضخمة تهدف إلى التقاط الاتصالات الروسية وسط تصاعد التوتر بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومنافسه موسكو.
وقال رئيس جهاز الاستخبارات الدفاعية الدنماركية لارس فيندسن – وفق ما نقلته مجلة نيوزويك الأمريكية اليوم الأربعاء -” إن بلاده تخطط لبناء برج تنصت يبلغ طوله نحو 280 قدما بالقرب من اوستيرمارى في جزيرة بورنهولم الدنماركية”.
وذكرت الصحيفة أن البرج، وهو تقريبا بحجم تمثال الحرية، قادر على اعتراض إشارات لاسلكية عبر بحر البلطيق وفي أجزاء من روسيا التي أثار حشدها العسكري مخاوف كبرى في المنطقة التي يغطيها حلف ناتو.
وأضاف فيندسن” إن هذا الأمر سيعزز قدرة الاستخبارات الدفاعية على الإبلاغ عن نوايا روسيا تجاه الدنمارك بما في ذلك الطموحات العسكرية الروسية في المنطقة الدنماركية..إن الوقت قد حان “إعادة إعطاء الأولوية” لجمع المعلومات الاستخبارية الدانمركية”.
ومن المقرر أن يحل برج التجسس الذي سيقام على موقع استراتيجي بالقرب من بحر البلطيق محل منشأة للتنصت والرادار تم بناؤها في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي وأغلقت قبل خمس سنوات فقط، حينما بدت أن التوترات بين الطرفين قد تراجعت.
تجدر الإشارة إلى أن الدنمارك كانت عضو مؤسس لناتو في عام 1949 وأن التحالف متعدد الجنسيات سرعان ما شرع فى محاولة السيطرة عالميا على مدار عقود في مواجهة لدول حلف وارسو، وانتهى التنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي مع انهيار الأخير في أوائل التسعينات، ولكن صراعا جديدا بين واشنطن وموسكو قد برز في القرن الحادي والعشرين، وتحتشد الدنمارك مرة أخرى وراء “ناتو”.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه عقب عقد مضطرب من السياسة بعد انتهاء حقبة الاتحاد السوفيتي، تولى فلاديمير بوتين رئاسة الوزراء الروسية في عام 1999، وعمل رئيسا للوزراء أو رئيسا منذ ذلك الحين، واتسمت إدارته بالتركيز على حجب محاولات الولايات المتحدة وحلف ناتو لزيادة النفوذ الغربي حول العالم، في محاولة لتنشيط وتوسيع القوة العسكرية الروسية داخل وخارج حدودها، وعقب ضم القرم العام 2014، تبنى الناتو موقفا أكثر تشددا، وشرعت روسيا وحلف ناتو في الحصول على أكبر كم من الأسلحة منذ الحرب الباردة.
وقد وجدت دول البلطيق: لاتفيا وليتوانيا واستونيا- وبولندا نفسها على الخطوط الأمامية لهذه الحرب الباردة الجديدة، وتم تحصينها بمجموعات قتالية متعددة الجنسيات تتقدمها دول الناتو، بما في ذلك نشر 200 جندي دنماركي في العام المقبل، كما اشتكت دول البلطيق من حملات تضليل من روسيا، وقال وزير الدفاع الدنماركي كلاوس هجورت فريدريكسن في يوليو الماضي” إن القوات ستدرب قريبا ليس فقط على مكافحة الدبابات والطائرات بل وعلى “التخويف والشائعات المزيفة” أيضا.