قال الداعية الإسلامي خالد الجمل “أنه قوله حول منع رفع الأذان في الميكروفون ليس فتوي شرعية وانما وجهة نظر تصيب وتخطئ وكانت تخص اذاعة (خطبة الجمعة) في مكبرات صوتية خارج المسجد و بارتفاع صوت يتجاوز مجرد المصلين الموجودين في حرم المسجد..وذلك عن طريق استخدام مكبرات الصوت بطريقة منفرة وخاصة ممن لديهم أصواتهم لا تناسب تعظيم هذه الشعائر عملا بقوله تعالي (ذلك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)”.
وأضاف ” أدين قرار سلطات الإحتلال الإسرائيلية القائل بمنع الأذان في القدس الشريف بل وأعتبر ذلك فعلاً مجرمًا ومحرمًا وانتهاكًا صارخًا لحقوق الانسان في حقه في ممارسة شعائره بكل حرية”.
وتابع “فهم البعض أني أطالب بمنع رفع الأذان… في حين أن ما طالبت فقط أن يكون الأذان بصوت طيب جميل يليق بإعلان وقت دخول الصلاة و بما يناسب جلال هذه الشعيرة العظيمة، وهو الأذان”.
واستطرد ” كامل احترامي لكل من اختلف معي في وجهة النظر وخاصة مشايخي الكرام وعلى رأسهم شيخي فضيلة العالم الجليل الشيخ الدكتور خالد الجندي الذي أكن له كل التوقير والإحترام”.
وأردف “قام أحد الدعاة في بعض المواقع الاخبارية بنشر اتهامه الباطل لي بما يعقب عليه القانون بغير بينة أو دلي أو حتي محاولة التواصل معي للتأكد من ما يقوله.. وقد أكدت مرة أخري احترامي لكل من يخالفني وجهة النظر شريطة الإحترام المتبادل وأمانة النق، أما في غير مراعات ماسبق من معايير… فنحن نحتفظ بالحق القانوني لمواجهة مثل تلك الإدعاآت الكاذبة”.
وأشار “أن وجهة النظر حول مطالبة عدم السماح برفع الصوت بالمكبرات الصوتية الصاخبة لخطبة الجمعة هو ليس مجرد إبتداعاً…فلقد سبقني العديد من مشايخنا وفقهائنا الكبار رحمهم الله”.
وأكد “أن فصل الشيخ بن العثيمين رحمه الله أدلة منع ما ذكرنا في فتوى له، أسوقها بطولها لما فيها من الفائدة، ونصيحةً للمسلمين قال رحمه الله: ما ذكرتم من استعمال مكبر الصوت في الصلاة الجهرية على المنارة فإنه منهي عنه؛ لأنه يحصل به كثير من التشويش على أهل البيوت والمساجد القريبة، وقد روى الإمام مالك رحمه الله في الموطأ من شرح الزرقاني في باب العمل في القراءة عن البياضي فروة بن عمرو –رضي الله عنه– أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن”.
وقال “روى أبو داود تحت عنوان رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة”.
وأضاف “قال ابن عبد البر: حديث البياضي وأبي سعيد ثابتان صحيحان ..ففي هذين الحديثين النهي عن الجهر بالقراءة في الصلاة حيث يكون فيه التشويش على الآخرين وأن في هذا أذية ينهى عنها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من مجموع الفتاوى: ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره كالمصلين، وفي جواب له من الفتاوى الكبرى: ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد، أو فعل ما يفضي إلى ذلك منع منه”.
وأما ما يدعيه من يرفع الصوت من المبررات فجوابه من وجهين:
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجهر بعض الناس على بعض في القرآن وبين أن ذلك أذية، ومن المعلوم أنه لا اختيار للمؤمن ولا خيار له في العدول عما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً {الأحزاب: 36}،
ومن المعلوم أيضاً أن المؤمن لا يرضى لنفسه أن تقع منه أذية لإخوانه.
الوجه الثاني: أن ما يدعيه من المبررات -إن صح وجودها- فهي معارضة بما يحصل برفع الصوت من المحذورات فمن ذلك:
1- الوقوع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من جهر المصلين بعضهم على بعض .
2- أذية من يسمعه من المصلين وغيرهم ممن يدرس علماً أو يتحفظه بالتشويش عليهم .
3- شغل المأمومين في المساجد المجاورة عن الاستماع لقراءة إمامهم التي أمروا بالاستماع إليها .
4- أن بعض المأمومين في المساجد المجاورة قد يتابعون في الركوع والسجود الإمام الرافع صوته، لاسيما إذا كانوا في مسجد كبير كثير الجماعة حيث يلتبس عليهم الصوت الوافد بصوت إمامهم، وقد بلغنا أن ذلك يقع كثيراً .
5- أنه يفضي إلى تهاون بعض الناس في المبادرة إلى الحضور إلى المسجد؛ لأنه يسمع صلاة الإمام ركعة ركعة، وجزءاً جزءاً فيتباطأ اعتماداً على أن الإمام في أول الصلاة فيمضي به الوقت حتى يفوته أكثر الصلاة أو كلها .
6- أنه يفضي إلى إسراع المقبلين إلى المسجد إذا سمعوا الإمام في آخر قراءته كما هو مشاهد، فيقعون فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراع بسبب سماعهم هذا الصوت المرفوع .
7- أنه قد يكون في البيوت من يسمع هذه القراءة وهم في سهو ولغو كأنما يتحدون القارئ وهذا على عكس ما ذكره رافع الصوت من أن كثيراً من النساء في البيوت يسمعن القراءة ويستفدن منها وهذه الفائدة تحصل بسماع الأشرطة التي سجل عليها قراءة القراء المجيدين للقراءة …والقاعدة العامة المتفق عليها أنه إذا تعارضت المصالح والمفاسد، وجب مراعاة الأكثر منها والأعظم فحكم بما تقتضيه، فإن تساوت فدرء المفاسد أولى من جلب المصالح.
فنصيحتي لإخواني المسلمين أن يسلكوا طريق السلامة، وأن يرحموا إخوانهم المسلمين الذين تتشوش عليهم عباداتهم بما يسمعون من هذه الأصوات العالية حتى لا يدري المصلي ماذا قال ولا ماذا يقول في الصلاة من دعاء وذكر وقرآن، ولقد علمت أن رجلاً كان إماماً وكان في التشهد وحوله مسجد يسمع قراءة إمامه فجعل السامع يكرر التشهد لأنه عجز أن يضبط ما يقول فأطال على نفسه وعلى من خلفه،
ثم إنهم إذا سلكوا هذه الطريق وتركوا رفع الصوت من على المنارات حصل لهم مع الرحمة بإخوانهم امتثال قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن. وقوله: فلا يؤذين بعضهم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة. ولا يخفى ما يحصل للقلب من اللذة الإيمانية في امتثال أمر الله ورسوله وانشراح الصدر لذلك وسرور النفس به. انتهى.
وأخيراً ليعلم الجميع أن الوطن الذي به غالبية مسلمة يجب أن يظهر للعالم أجمع ما جاء به رسول الاسلام وهو أن الإسلام هو دين إنساني يستوعب الجميع ويعترف بالجميع ويعظم جميع الرسل السماوية.. كما قال الله تعالي (لا نفرق بين أحد من رسله ) فالاسلام يحتوي من اقتنع به… بنفس حقوق من لم يقتنع به… فحرية الإعتناق مكفولة للجميع لقوله تعالي (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
وليعلم كل من يريد أن يشعل الفتنة ويؤجج نار العداوة بيننا… انه ليس معني اننا نحاول تطوير او تجديد الخطاب الديني…بما فهمنا وتعلمنا… ان نقوم بإلغاء او طمس هوية الاسلام التي أشرف بها ويشرف بها كل من شهد ان لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله.