الخارجية الصينية : تحققنا من انسحاب القوات الهندية من المنطقة الحدودية

أعلنت الصين أنها أجرت عملية فحص ميداني للتأكد من سحب الهند لجنودها ومعداتها من منطقة دونغ لانغ (دوكلام) الحدودية والتي كان وجودها بها تسبب في نشوب أزمة كبيرة هددت بوصول الأمور إلى حد المواجهة العسكري ةبين البلدين قبل نحو شهرين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينغ – في تصريح رسمي – إنه تم إرسال فريق للمنطقة حوالي الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم بتوقيت الصين حيث تم التحقق من انسحاب القوات الهندية.
وأكدت هوا أن الصين ستواصل دوما الدفاع عن مصالحها الإقليمية والحفاظ على سيادتها وفقا للمعاهدات والاتفاقيات الحدودية المعنية .. مشددة على أن الحكومة الصينية تولي اهتماما كبيرا بتنمية علاقات حسن الجوار والصداقة مع الهند.
وأضافت أن الصين تتوقع من الهند احترام المعاهدات والاتفاقيات التاريخية والمباديء الأساسية للقانون الدولي، معربة عن أملها في أن تعمل نيودلهي مع بكين لضمان السلام والهدوء في منطقة الحدود على أساس الاحترام المتبادل للسيادة الإقليمية لكل منهما، وتعزيز التنمية الصحية للعلاقات الثنائية.
وكانت الصين قد أكدت يوم الأربعاء الماضي أنها تمارس أقصى درجات ضبط النفس فيما يخص الأزمة الحدودية مع الهند .. معربة عن أملها في أن تتصرف الأخيرة بحكمة وعلى نحو مسئول وبما يليق بها كدولة كبيرة لحل تلك المسألة.
وجاء ذلك التصريح وقتها على لسان المتحدثة باسم الخارجية تعليقا على تصريحات كان قد أدلى بها وزير الداخلية الهندي راجناث سينغ قال فيها إنه وعلى الرغم من أن الهند ليست دولة عدوانية وإنها لم تشن أي هجوم أبدا، إلا أنها لن تساوم في نفس الوقت على أمنها، مضيفا إن حل المواجهة المستمرة بين الهند والصين حول منطقة دونغ لانغ “دوكلام” سيتم التوصل إليه قريبا، وإنه يأمل من بكين أن تقوم بخطوة إيجابية في هذا الصدد.
وقالت هوا ردا على ذلك إن الصين تأمل في أن تتخذ الهند خطوات عملية وإيجابية لتصحيح التصريحات والتصرفات غير الصحيحة التي صدرت عنها خلال الفترة الماضية ومنذ اندلاع الأزمة في أواخر يونيو الماضي عندما اجتازت قوات من حرس الحدود الهندية الشريط الحدودي إلى الجانب الأخر لمنع الصين من بناء طريق في منطقة تعتبرها الصين جزءا من أراضيها وتقول نيودلهي إنها متنازع عليها بين الصين ومملكة بوتان التي تربطها مع الهند اتفاقية أمنية مشتركة.
وجددت هوا التأكيد على أن المنطقة التي حدثت فيها الأزمة هي جزء من الأراضي الصينية، مشددة على موقف الصين بأن متطلبات وأساس حل المشكلة القائمة بين البلدين تتمثل في سحب الهند الفوري وغير المشروط لقوات حرس الحدود والمعدات التي دخلت بها إلى الأراضي الصينية لتعود إلى الجانب الهندي من الحدود.
وأكدت المتحدثة أنه وعلى الرغم من كون الصين بلدا محبا للسلام ويتمسك به بشدة، إلا أنها ستدافع بشكل حازم عن سيادتها الوطنية وأمنها الإقليمي ولن تسمح لأي دولة مهما كانت بانتهاك سيادتها الإقليمية تحت أي ذريعة ولأي سبب من الأسباب.
وقالت هوا إن الحقائق تشير إلى أن القوات الهندية قامت بشكل غير قانوني بانتهاك الحدود المرسومة والمعترف بها لنحو 130 عاما من قبل كل من الصين والهند، وأنها واصلت البقاء ضمن الحدود الصينية، واختلقت العذر تلو الأخر لتبرير تصرفاتها غير القانونية.
وقالت نأمل أن توائم الهند بين تصريحاتها وأفعالها وأن تقوم على الفور بسحب قواتها ومعداتها التي قامت بإقحامها داخل الحدود الصينية.
وأشارت إلى أن دخول القوات الهندية للأراضي الصينية الحدودية بحجة أنها شعرت بالخوف من بناء الصين لطريق هناك هو تصرف يفتقر إلى الأسس القانونية وفعل لا يمكن للهند أن تستمر في الدفاع عنه.
وقالت إنه إذا ما انقلبت الأدوار وتم تطبيق منطق الهند بالعكس فإن هذا يعني أنه إذا ما شعرت الصين بأن بناء الهند لمشروع بنية تحتية في منطقتها الحدودية يهدد الأمن الصيني، فإنها يمكنها إرسال قواتها للأراضي الهندية لمنعها من القيام بالبناء.
وحذرت هوا من أنه إذا ما تم السماح لهذا المنطق “السخيف” الذي تتبناه الهند أن يسود فإن هذا سيعني انحدار العالم لحالة من الفوضى وتقويض القواعد والمعايير المنظمة للعلاقات الدولية.