آراءعاجلمواطن مصري

الحوار الوطني.. حتى لا يتحول إلى ” مكلمخانة”| بقلم جورج عياد

درس عظيم في الديمقراطية كما ينبغي أن تكون.. لعل هذا هو الوصف الدقيق الذي تستحقه عن جدارة “حالة الحوار الوطني” التي ابتدعها القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونجح من خلالها، أيما نجاح، في ضرب أروع الأمثلة على جميع كل أطياف المجتمع تحت سقف واحد.. نتشاور نتحاور نختلف ونتفق، فبوسع كل مشارك أن يقول رأيه بمنتهى الحرية والأريحية دون قيود أو رقابة ما دام الهدف واحد وهو كيف تتقدم مصر وترتقي.

فقبل نحو عام وتحديداً على مائدة إفطار “الأسرة المصرية” في شهر رمضان قبل الماضي.. أطلق الرئيس السيسي دعوته لإجراء حوار وطني شامل لا يستثني أحداً بل يجمع كل أبناء مصر المخلصين.. بمن فيهم أطياف المعارضة ممن لم تتلوث أياديهم بالدماء أو ينساقوا لمستنقع التحريض والاستعداء.

وبمنتهى الحنكة السياسية ومراعاة اشراك جميع القوى الوطنية.. تواصلت اللقاءات التحضيرية طوال عام كامل حتى وصلنا إلى ذلك الجمع المبهج الذي شاهدناه الأسبوع الماضي كأضخم ملتقى سياسي ديمقراطي يضم آلاف المشاركين ليعبر كل ممثل لقوة وطنية عن وجهة نظره بمنتهى القوة والحرية حتى وإن كانت تحمل هجوماً قاسياً ولاذعاً، ومنقوصاً أيضاً، وذلك على النحو الذي عبر من خلاله السياسيان المخضرمان عمرو موسى وحسام بدراوي عن كل ما يجول في خاطرهما أو تخبأه نفسيهما.

في المقابل.. خسرت جميع الأبواق المعادية التي راهنت على فشل جلسات الحوار الوطني وروجت لأكاذيب مغلوطة بأنها لن تخروج عن كونها لقاءات بروتوكولية متفق عليها مسبقا، حتى تلقوا صفعة مدوية بسقف الحريات غير المحدود وتقبل الرأي والرأي الآخر.. لتهدي مصر إلى العالم نموذجاً مشرفاً يحتذى به في الدولة القوية التي تحتوي وتستوعب وتضم كل أبنائها تحت راية واحدة وهدف مشترك لرفعة بلدهم.

ومن حسن الطالع.. وكدليل دامغ على صدق النوايا، قامت الدولة بتشكيل “لجنة العفو الرئاسي”، وعلى أثر ذلك.. خرج آلاف المحبوسين بموجب قرارات العفو الرئاسي، وأكثر من ذلك فتحت الدولة الباب على مصراعيه لعودة أبنائها المعارضين من الخارج ليرجعوا إلى حضن الوطن بداية من الدكتور عمرو حمزاوي والمهندس ممدوح حمزة بل وآخرهم البرلماني السابق احمد الطنطاوي الذي طالما راجت الشائعات حول وجود اسمه على قوائم ترقب الوصول فور عودته من مطار القاهرة الدولي.. فهاهو قد عاد إلى بلده ووصل إلى بيته آمناً سالماً دون أن يمسه مكروه رغم كل ما روج له وقاله وهو خارج البلاد.

وهنا لابد من التذكير بقولة حق يراد بها صالح الأمة.. فعلى جميع المشاركين في جلسات الحوار الوطني أن يكونوا على قدر المسئولية المنوطة في رقابهم ليعبروا عن طموحات الشعب وذلك في ضوء الوضع في الاعتبار الظرف التاريخي الحاسم الذي تمر به الدولة نحو مسيرة البناء والتنمية.. إضافة إلى التحديات الصارخة الضاغطة على بلادنا في ضوء الأوضاع الدولية المرتبكة.. وقبل كل هذا ادراك جيداً أن الكلام وحده لا يبني الأمم، فكما كان يقول أجدادنا: ليس على الكلام جمرك وحتى لا تكون لقاءات الحوار الوطني مجرد “مكلمخانة“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى