الحزب الليبرالي الكندي على مشارف تشكيل حكومة أقلية
أصبح رئيس الوزراء الكندي، جستن ترودو، على مشارف إعلان فوز حزبه “الليبرالي” بالانتخابات العامة التشريعية الـ43 بعد أن ضمن الفوز بأكثر من 150 مقعدا في مجلس العموم الكندي، لتصبح حكومة الأقلية أمرا واقعا في البلاد.
وينتظر الجميع في كندا تحالفا أو ائتلافا حكوميا بين الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي الجديد بزعامة، جاجميت سينج، خاصة وأنه الوحيد الذي أبدى استعداده لتشكيل هذا التحالف بينما زعيم حزب الكتلة الكيبيكية، فرانسوا بلانشيت، والذي حصل على 32 مقعدا، رفض مناقشة هذا الأمر.
وواجه الزعيم الليبرالي جاستن ترودو سلسلة من الهجمات طوال الحملة الانتخابية التي استمرت 40 يوما من معارضيه، لكنه في النهاية بذل ما يكفي لكسب ثقة الكنديين في ولاية أخرى كرئيس للوزراء.
ووضع ترودو، مثله مثل قادة الأحزاب الفيدرالية الأخرى، أولوياته زيارة المقاطعات الثلاث التي تقام فيها المعارك الرئيسية وهي كيبيك وأونتاريو وبريتش كولومبيا، والتي تمثل 79 من مجموع 97 حملة انتخابية قام بها. وأثمرت هذه الاستراتيجية، حيث يتصدر الليبراليون أو فازوا بالفعل بجميع المقاعد باستثناء أربعة مقاعد في منطقة تورونتو الكبرى ويقودون جميع المقاعد في مونتريال باستثناء دائرتين. كما هو متوقع، تتقلب النتائج خارج مركزي المدينة الرئيسيين، لكن الليبراليين يسيطرون على المناطق الأكثر كثافة بالناخبين في المقاطعتين.
واكتسح الليبراليون المقاطعات الأطلسية بالكامل عام 2015 وكان من المتوقع أن يتراجعوا هناك هذه المرة، لكنهم ما زالوا يحتلون الصدارة في المنطقة. وفي المجمل، يتصدر الليبراليون 26 من أصل 32 دائرة في مقاطعات كندا الأطلسية.
وحصل الليبراليون على دعم نحو خمسة ملايين ناخب في هذه الإنتخابات بنسبة 33%، ورغم أن هذه النسبة كانت أقل من النسبة التي حصل عليها المحافظون إلا أنهم حققوا النصر في النهاية.
وكانت أكبر خسائر الليبراليين في الإنتخابات هي خسارة النائب الليبرالي منذ فترة طويلة والوزير في الحكومة رالف جودال، الذي فقد مقعده في دائرة “ريجينا واسكانا” أمام منافسه من حزب المحافظين، مايكل كرم. وخلال خطابه، شكر جودال متطوعيه ودوائرهم الانتخابية على دعمهم في الماضي.
ودارت الانتخابات الكندية حول الاختيار الأساسي بين ترودو صاحب الشخصية المثيرة للإعجاب بين الشباب، وزعيم المحافظين، أندرو شير، الذي كان ينظر إليه باعتباره شخصية متواضعة دخلت عالم السياسة منذ كان في الـ25 من عمره عندما تم انتخابه لأول مرة.
وأدار الليبراليون برنامجا انتخابيا يقوم على الإنفاق تحت شعار “الاستثمار في الكنديين”. وبموجب الخطة، تعهد الليبراليون بتوسيع إعانة الأطفال لمحدودي الدخل إلى 15 % للأطفال دون سن السنة الواحدة، وعرضوا تخفيف عبء الديون على الطلاب، وفرض ضرائب إضافية على الأثرياء واللوائح الجديدة لأكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
وبموجب البرنامج الانتخابي الليبرالي، لن يدفع الكنديون الذين يحصلون على أقل من 147 ألف دولار سنويا ضريبة دخل على أول 15000 دولار يكسبونها، والتي يقول الحزب إنها ستخرج 40 ألف مواطن من منطقة الفقر.
كما تعهد الليبراليون بمساعدة الطلاب الذين يتعاملون مع الديون مع خيار تمديد فترة السماح بتسديد القروض لمدة عامين وزيادة المنح الدراسية في إطار برنامج المنح والقروض الطلابية الكندية بمبلغ 1200 دولار، لتصل إلى 4200 دولار في السنة.
وعندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، يعد الليبراليون بتحقيق خفض معدل الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050 والحفاظ على ضريبة الكربون.
ويعتبر حزب الكتلة الكيبيكية مفاجأة الانتخابات هذا العام، حيث حقق الحزب 32 مقعدا بزيادة 22 مقعدا مقارنة بانتخابات عام 2015.