شويّة دردشة

الحرب علي الرئيس .. بقلم وسام سمير

وسام-سمير

الحرب علي الرئيس

” لم يعد هناك طريقا اخر لكل أعداء مصر سوي الحرب علي الرئيس، فالوقت كالسيف والنهاية المخذية قد باتت علي الأبواب، لماذ الرئيس ؟! . هذا هو السؤال.

دعونا اولا نتكلم قليلا عن أعداء مصر لنعرفهم جيدا وندرك اهدافهم .. فسوف يحكم التاريخ علي كلا منا بموضوعية مطلقة ويكشف الحقائق الخفية مهما طال عليها الزمان وسوف يقص ويروي تفاصيل مؤامرة هذا العصر التي كادت ان تفتك بمصر،

كانت المؤامرة واضحة وهو احداث خلل سياسي واقتصادي واجتماعي كبير داخل النسيج الوطني لكي تنفر الطبقات من بعضها وتتجه نحو الصراع والتناحر وقد بدا الإعداد لذلك منذ عقدين من الزمان الا انه دخل حيّز التفعيل السريع بعد ثورة ٢٥ يناير فاختفت الالفة واختفي التناغم المجتمعي بين الناس وأخذ الفقير يبغض الغني ويكرهه بل أخذت الطبقات البسيطة من الشعب تعيش في عالم متوازيا يتفاعل مع واقع قد صنعه بيده، عالم فيه اساسيات ورواسخ غريبة علي البناء المجتمعي العام لمصرنا الحبيبة وقد تجلي هذا الصنيع في الذوق العام فقد فوجئنا بأنواعا من الموسيقي والغناء تخرج من اعماق التجمعات العشوائية صدمت الفن المصري الأصيل وجعلتنا نشعر بالغربة وعدم الفهم اذ ان الصراخ والتشنجات الجسدية قد تسيدوا المشهد بشكل من الموسيقي والغناء لا يعكس الا حقيقة واحدة وهي العدوانية ورفض الاخر فسقطت المعاني الوطنية للتعايش والإخاء وأخذ الصراع ينمو والعدوان يزداد،

ولا ننسي ان الطبقة المتوسطة حاملة القيم قد دمرت تماما وانسلخت من جوهرها وباتت في مهب الريح، فتحولت مصر الي دولتان بل شعبان مختلفان تماما وهنا كان الصيد الثمين والفرصة الذهبية لتنفيذ المخطط الشيطاني للانقضاض علي مصر، وقد نجح المخطط وتم الاستيلاء علي مقاليد الحكم الرسمية للدولة وكذلك تم الاستيلاء علي عشرات الآلاف من العقول التي تاهت وسط اعاصير الاهمال والتهميش في العقدين المنصرمين وأصبح يهدد كل أسرة مصرية بسيطة، ومع حكم الخونة بدأت تتحرك التحالفات الدولية المريضة التي ارادت ان تنال من مصر لصالح اليهود وحدهم نعم اليهود وحدهم هم المحرك الأساسي والمستفيد الأكبر من وراء انهيار الدولة المصرية،

فاخذ مخطط سيناء وقناة السويس وأرض الجنوب في حلايب والشلاتين وكذلك السد العالي ومياة النيل في التفعيل وهنا شعر الجيش المصري انه هدفا محتما في هذه المؤامرة، فتلقي الضربة بهدوء واستوعبها جيدا قبل ان يبدأ في التحرك والرد، الا ان التاريخ يسجل للجيش المصري ان هذه المعركة لم يعهد بمثلها من قبل ففي الماضي واجه احمس الهكسوس مقتحما عاصمتهم ذات الحدود الجغرافية الواضحة في شمال البلاد ونجح في تحرير مصر كانت معركة عظيمة لكنها علي الجانب الاستراتيجي بعيده كل البعد عن معركة اليوم،

وكذلك كان الحال مع قطز ملك مصر الذي حارب المغول وانتصر عليهم خارج حدود مصر كان يحارب جيشا واضح المعالم ومكتمل الأركان وايضاً هو الحال مع الحملات الصليبة التي هجمت علي مصر من المناطق الضعيفة والمحتملة لأي عدو تقليدي يفكر في الانقضاض علي ام الدنيا،

الا ان معركة اليوم تختلف تماما فقد وجد الجيش المصري نفسه في حالة مواجهة مع عدو مختفي وسط المصريين يعيش بينهم وكأنه واحدا منهم في كل بقاع مصر تقريبا، وقد تزامن ذلك مع حالة عامة من الهياج الثوري والتمرد المجتمعي والأيديولوجي لدي كلا منا وفي داخلنا، وبحق كانت الرؤية ضبابية الي ابعد الحدود حتي تمايز الآخوان بأنفسهم وانفصلوا عن النسيج العام بإرادتهم بعد ان توهموا انهم تربعوا علي عرش مصر،

وهنا ظهر العدو جاليا امام الجيش المصري وعليه فكان واجبا الدفاع والنضال حتي الموت كي لاتموت مصر، وسوف يقف المؤرخون كثيرا ليحكموا علي قرار تعيين عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع .. هل كان خطأ مرسي القاتل .. ام كان جزءا من التخطيط العميق الذي قام به رجال الجيش ومن بينهم ” الرئيس “، لا احد من أبناء هذا الجيل يعرف الحقيقة علي وجه الدقة … الا ان احداث العام الجاري المتدفقة والمتسارعة قد بدأت تكشف لنا عن ابعاد خطيرة تتعلق بوجود مصر ومستقبلها،

فالعدو لم يكن الاخوان فقط بل هو تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة بتوجيهات مباشرة من عائلة روتشلد واللوبي اليهودي وبالتعامل المباشر مع إنجلترا وقطر وتركيا وحماس واخرين …. ، الهدف هو السيطرة علي ثروات البقاء والنفوذ في المائة سنة القادمة، اذ قد بات جاليا ان مصر سوف تصبح هي محور الارتكاز والسيطرة في السنوات القادمة وهذا ما جعل الدب الروسي يتحرك سريعا ويبرم اتفاقيات استراتيجية وعسكرية مع مصر تمكنه من السيطرة شبه الكاملة علي المتوسط ( مسرح الأحداث القادم )، وقد اوشكت ورقة التوت ان تسقط فخروج اوباما من السلطة علي الأبواب وانهيار الوضع العسكري لداعش في كل ساحات القتال آخذا في الحسم.

ولكني اعود وأتساءل لماذا شخص الرئيس ؟ ” لان عبد الفتاح السيسي رجل المخابرات الحربي كان مدركا منذ البداية لحقيقة الصراع فكان يعلم ان الهدف هو قوة مصر وشخصيتها هذا الوعاء الحضاري الفريد صاحب التنوع المتناغم القادر علي الاستمرار والنمو بفضل عراقة رواسخه ونبل أهدافه.

                                                                                                                     وسام سمير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى