الحرب الأهلية في جنوب السودان خلفت نحو 400 ألف قتيل
تسبّبت الحرب الاهلية في جنوب السودان بمقتل 382,900 شخص على الأقل في أقل من خمس سنوات، وهي حصيلة أكبر بكثير من التقديرات السابقة وتتجاوز ضحايا النزاع الدامي المستمر في سوريا منذ سبع سنوات، على ما أظهرت دراسة جديدة.
ونشر الثلاثاء البحث الاحصائي الذي أجرته كلية لندن للصحة والطب بتكليف من المعهد الأميركي للسلام بالمشاركة مع وزارة الخارجية الأميركية.
وقدر الباحثون عدد الوفيات التي نتجت مباشرة من العنف وكذلك الوفيات الناتجة من زيادة خطر الإصابة بالأمراض والحد من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، في الحرب الأهلية التي بدأت في كانون الأول/ديسمبر 2013.
وكانت التقديرات السابقة تشير إلى مقتل عشرات الآلاف.
والحصيلة الجديدة يمكن مقارنتها بضحايا النزاع في سوريا والذي تسبّب بمقتل أكثر من 360 ألف شخص منذ اندلاع النزاع في آذار/مارس 2011.
واشارت الدراسة البريطانية الى أن معظم الضحايا في الحرب الأهلية سقطوا في شمال وجنوب البلاد.
وحلّل الباحثون بيانات الوفاة، وضموها للتقارير الإعلامية و227 احصاء أجرتها وكالات إنسانية لتحديد وتمييز حالات الوفاة المرتبطة بالنزاع.
وأكدوا أن النتائج التي توصلوا إليها “تشير إلى أنه يجب تعزيز الاستجابة الإنسانية في جنوب السودان، وأن جميع الأطراف يجب أن يسعوا إلى حل سريع للنزاع”.
وفي 13 أيلول/سبتمبر الجاري، وقّع طرفا النزاع في جنوب السودان، الرئيس سلفا كير وقائد المتمرّدين رياك مشار، اتفاق سلام خلال قمة إقليمية للهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأدى ضغط ايغاد لتأمين التوصل لاتفاق بين طرفي النزاع.
وكير ومشار قياديان متمرّدان سابقان وصلا إلى السلطة خلال الحرب الأهلية التي دارت بين شمال السودان وجنوبه بين 1983 و2005 وأفضت إلى استقلال جنوب السودان عام 2011 وهما ينتميان إلى المجموعتين الإتنيتين الرئيسيتين في الجنوب، إذ إنّ كير من الدينكا ومشار من النوير.
وخلفت الحرب عشرات آلاف القتلى ونحو أربعة ملايين نازح في وقت انهار اقتصاد الدولة الغنية بالنفط. وشهدت الحرب مذابح اتنية واعتداءات على المدنيين وحالات اغتصاب على نطاق واسع، وتجنيد أطفال كجنود الى جانب انتهاكات اخرى لحقوق الانسان.