أخبار عالميةعاجل

الحدود «الأفغانية – الباكستانية» ساحة الخلافات والمواجهة القادمة مع داعش

شرع الجيش الباكستانى فى بناء جدار حدودى يمتد لمسافة 2611 كيلومترا على الحدود الباكستانية الافغانية وذلك فى وقت تعمل فيه داعش على بناء تحالفات قبلية فى مناطق التماس الحدودى تلك من خلال شراء الولاءات المحلية وتأمين الملاذات الآمنة لعناصرها ومعسكرات تدريبها هناك.

وقال الناطق باسم الجيش الباكستانى الجنرال عاصف غفور إن الجدار الحدودى الفاصل بين باكستان وأفغانستان سيحتوى على 338 نقطة مراقبة امنية يجرى العمل على انشائها حاليا . مشيرا الى ان الجدار الحدودى ونقاطه الأمنية سيكتمل العمل فيهما بحلول نهاية العام 2019 .

وتزامن الإعلان عن خطة اقامة الجدار الحدودى العازل بين باكستان وأفغانستان مع توافق قناعات كل من واشنطن واسلام اباد على ان منطقة الحدود الباكستانية الافغانية هى الأعلى خطورة وقد تكون المسرح القادم للمواجهة مع تنظيم داعش الارهابى المنحسر تمدده فى الشرق الأوسط والساعى على التموضع فى اراضى أفغانستان تحالفا مع فلول القاعدة وحركة طالبان .

ففى الرابع والعشرين من يونيو 2017 ، فككت الاستخبارات الباكستانية خلية ارهابية شديدة الخطورة فى منطقة بلوشستان تضم 12 من عناصر تنظيم الدولة / داعش / ، كما هاجمت القوات الباكستانية تشكيلات داعشية فى محيط مدينة كويتا تتبع تنظيم عسكر هانجيفى المتحالفة مع داعش والتى لقى 25 من عناصرها مصرعهم فى الهجوم الأخير .

ومنذ أواخر مايو الماضى ، تشهد مناطق جنوب باكستان مواجهات شرسة بين قوات الجيش ومقاتلى طالبان ، حيث لقى خمسة عسكريين باكستانيين مصرعهم فى هجوم نفذته مجموعات مسلحة من تنظيم طالبان الارهابى المتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا لمكتبه السياسى .

وقالت مصادر أمنية باكستانية إن الهجوم وقع فى أواخر مايو الماضى فى جنوب البلاد ليصل بذلك عدد أفراد الجيش الباكستانى الذين قتلتهم رصاصات طالبان الى مائة فرد فى غضون أسبوع واحد خلال مايو الماضى . 

وتشير التقارير الاخبارية الى تصاعد فى نفوذ داعش فى مناطق شرق أفغانستان وجنوب غرب باكستان على نقاط التماس الحدودى فى مناطق وزيرستان والجبال البيضاء وهو ما جعل من المراقبين ان يتوقع ان تكون داعش وريثة لتنظيم القاعدة فى هذه المناطق برغم جهود قوات الأمن والجيش الباكستانية والأفغانية للحيلولة دون حدوث ذلك .

وشهدت مناطق جنوب الشرق الافغانى فى ابريل الماضى أسبوعين من الاشتباكات بين قوات الجيش ومقاتلى داعش تم خلالها تدمير 200 من منازل القبائل التى تقدم المأوى والملاذ للعناصر الداعشية ، كما ألقت الولايات المتحدة فى الثالث عشر من ابريل الماضى جوا القنبلة GBU-43 المعروفة باسم ” أم القنابل ” وهى أشد قنبلة غير نووية فتكا فى العالم وتزن 10 الاف طن على أحد معاقل تنظيم الدولة فى نانجارهار بشمال شرق افغانستان ، كما أرسلت الولايات المتحدة ما يتراوح بين 3000 الى 5000 جندى اضافى لتعزيز تواجدها فى افغانستان واجهاض تحركات داعش هناك .

تجدر الاشارة فى هذا الصدد الى أن الولايات المتحدة كانت قد اعلنت عن انتهاء عملياتها العسكرية الرئيسية فى افغانستان فى نهاية العام 2014 لكنها استبقت 8400 من المدربين ومستشارى مكافحة الارهاب الأمريكيين هناك وهم من تم تعزيزهم بهذا العدد الاضافى من القوات .

كما يدرس حلف شمال الاطلنطى حاليا ارسال مزيد من قوات مكافحة الارهاب الى أفغانستان للحيلولة دون تمدد نفوذ تنظيم داعش هناك بعد الهزائم التى مني بها التنظيم فى الشرق الأوسط .

يذكر أن لحلف شمال الأطلنطى قوات تدريب ومكافحة ارهاب على الأراضى الافغانية يصل قوامها الى خمسة آلاف فرد.

وبرغم ذلك ، ألمحت الادارة الامريكية الى احتمال ان تطال خطط خفض المساعدات العسكرية الأمريكية الى العالم باكستان وذلك فى اطار توجه عام لدى الادارة الامريكية باعادة هيكلة المساعدات العسكرية التى بلغت فى العام 2015 ما اجماليه 5ر13 مليار دولار امريكى تعادل 28 فى المائة من اجمالى الانفاق الامريكى الخارجى الموجه للمساعدات فى العالم .

وتعد باكستان حليفا عسكريا مهما للولايات المتحدة منذ العام 2001 عندما بدأت الولايات المتحدة فى مهاجمة قواعد الارهاب فى افغانستان خلال هذا العام فى أعقاب تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر .

وطبقا للخطط التى تتبناها الإدارة الأمريكية،فمن المقرر أن يتقلص حجم المساعدات الخارجية الأمريكية بنسبة 1ر29 فى المائة خلال العام المالى 2018 مقارنة بالعام المالى الجارى 2017 وهو ما يعادل وفقا لحسابات وزارة الخزانة الأمريكية 5ر11 مليار دولار أمريكى .

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية واسعة الانتشار ان انفاق المساعدات العسكرية الأمريكية سيكون جزءا من حزمة الخفض فى المساعدات الخارجية للادارة الامريكية الحالية وأن دولا من بينها باكستان وتونس ولبنان وأوكرانيا وكولومبيا والفلبين وفيتنام قد تطالها سياسة خفض المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى