الحب يصنع المعجزات.. “فلانتين مصر” روح جديدة
افتتاحية بروباجندا
أثارت الفتوى التي أعلنتها دار الافتاء المصرية بجواز الاحتفال بعيد الحب “الفلانتين” من باب إنه لا يخالف الشرع وأنه لا مانع أبدا في الشرع أن الناس تتفق على أيام معينة يجعلونها خاصة لبعض المناسبات الاجتماعية طالما لا تختلف مع الشريعة، مثل يوم تكريم الأم فلا مانع منه، ولا مانع أن نتخذ يوما من الأيام كي يظهر كل شخص للآخر عن مشاعره نحوه وأنه يحبه.
وتابعت الفتوى: “النبي في حديثه الشريف دعا الإنسان إذا أحب أحدكم أخاه فليقل له إني أحبك في الله، ومفهوم الحب أوسع من تلك العاطفة بين الرجل والمرأة على وجه الخصوص بل هي مفهوم أعم فمن الممكن في هذا اليوم أعبر عن حبي لأولادي أو لصديقي أو لأهلي”.
وقد ارتبطت مراسم الاحتفال بهذه المناسبة بالورود والدباديب والقلوب الحمراء كتعبير رمزي عن المشاعر الرومانسية بين العشاق حيث جرت العادة أن يشتري الحبيب هدية تذكارية لمحبوبته أو العكس .. وهذا في تقدير الكثيرين تقزيم واختزال مهين لمفهوم الحب واقتصاره على مشاعر الارتباط بين الحبيبين.
فالقيمة الأكبر ألا نختزل هذه المناسبة في موعد محدود بل يكون طوال العام، وألا نوقفه عند حدود العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة، ومن هنا يمكن وضع جميع سلوكياتنا الإيجابية في إطار الحب، فبناء الأوطان حب لا يعادله أي مشاعر أخرى، وحب الخير للغير أسمى وأرقى العواطف الإنسانية.
فمن المفيد جداً تحويل الإحساس بعشق الوطن والارتباط بالأرض الطيبة، وهو أمر محمودٌ فى مظهره، ولكن لا تكتمل فائدته إلا بالاعتماد على تحويل تلك الطاقة العاطفية إلى إجراءاتٍ عملية لخدمة المصالح العليا للوطن وتأكيد سيادته والحفاظ على حدوده والارتقاء به ورفعة شأنه، ولا يستقيم الأمر أيضاً إلا بالعمل والإنتاج والإقلال من الخطب الحماسية والشعارات النظرية والتحول نحو الغايات العليا للدولة.
وإذا كان المصريون معروفين بالتغنى الزائد بالوطن وهو أمر رائع، فإن علينا استثمار هذه الحالة لتأكيد هذه المشاعر بالإنتاج والعمل، ولو أننا راجعنا الأناشيد الوطنية والأغاني الشعبية التى تتغزل فى حب الوطن وعشق أرضه لوجدناها تملأ عددًا من المجلدات ومئات الشرائط وعشرات التسجيلات، فما من شعبٍ يرتبط بأرضه مثل الشعب المصرى الذى يرتبط بها ولا يبتعد عنها حتى إذا اضطر للهجرة منها فإنه يعود إليها ولو بعد جيلٍ أو جيلين، فمصر بحق هى الوطن والهوى والحب العميق والعشق المتأصل، وكل ذلك عظيم ولكن العبرة تكون دائمًا بما يقدمه المحب لمحبوبته والعاشق لمعشوقته، وإلا أصبحنا أمام حب أفلاطونى لا يقدم ولا يؤخر، فالأوطان تحتاج إلى دعم متواصل من العطاء الحقيقى والإنتاج الدائم والعمل المستمر.
ومن روعة الأقدار أن يتولى قائد في مكانة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمانة حكم مصر ليضرب مثالاً يحتذى به في حب الوطن من حيث العمل ليل نهار على توفير كل ما من شأنه حفظ السلام والاستقرار لمصر والمصريين، وبذل كل الجهود الممكنة والمستحيلة لإنجاز المشروعات التي تعو بالنفع على الوطن والمواطنين في وقت قياسي .. وهذا أجمل تجسيد لحكم مصر وبحب، وهو ما ينعكس على أداء الرئيس السيسي .. فلا تجد مشروعاً يتم إنجازه على أرض الكنانة إلا ويخرج كلوحة فنية مدهشة تتغنى بحب مصر .
كلمة أخيرة
ما أجمل أن تفعل شيئاً وأنت تحبه .. فهذه قمة المشاعر الإنسانية الراقية