أوضح الداعية الحبيب علي الجفري في ختام مؤتمر الإفتاء الدولي الذى عقد بعنوان : «دور الفتوى في استقرار المجتمعات» أن الأعداء لن يستطيعوا إيقاف عجلة البناء التي دارت وبدأت في مصر ، مشيرا أن مصر محفوظة بأمر الله عز وجل ولها تاريخ عريق في مواجهة التدخلات الخارجية، وتثبت كل يوم قدرتها على المواجهة.
وأضاف أن مسئولية مواجهة الفتاوى الشاذة مشتركة بين العلماء الرسميين الذين يملكون توجيه الخطاب الشرعي وتجديده، وبين وسائل الإعلام التي تبحث عن أمثال هذه الفتاوى الشاذة لتثير بها بلبلة وتجتذب مشاهدات أعلى.
أكد الجفري حاجة الصوفية لإعادة النظر وتصويب وتصحيح وتصفية وتنقية لصفوف أهل التصوف من تدخلات السياسة الشيعية التي تأتي باسم التصوف وتدس عليه.
بينما أعرب محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية عن شكره وتقديره لمصر رئيساً وحكومة وشعباً لدورها في إنجاز المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن الفتاوى الشاذة تخلق الفوضى الاجتماعية ، موضحا أن فتاوى جماعات الإرهاب تمثل حربا بالوكالة لتفريق المجتمعات الإسلامية والسيطرة على مقدرات الأمة.
كما توجَّه الدكتور يوسف أدعيس، وزير الأوقاف الفلسطيني بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، بمساندته ودعم القضية الفلسطينية والمصالحة، مضيفًا أن العنف نتيجة لفتاوى ضالة وشاذة ترتدي رداءً باسم الإسلام والإسلام ، وأن هذه الفتاوى كانت سببا في تحويل الوجهة عن المسجد الأقصى الذي يتعرض لانتهاكات يومية من الاحتلال، بينما يقوم البعض بإصدار الفتاوى الشاذة لإلهاء الناس عن المسجد الأقصى.
وأضاف أن الفتاوى الشاذة تمثل فتاوى مأجورة من أجل تشويه صورة الإسلام، مطالبا دور وهيئات الفتوى باجتماعات شهرية
بينما قال القاضي الدكتور أحمد عطية وزير الأوقاف والإرشاد اليمني أن الامة الإسلامية تعيش مَآسِيَ متتالية وحروبا متعاقبة، خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين والنازحين واللاجئين، بسبب فتاوى ضالة ابتدعها الغلاة والمتطرفون من أمثال داعش وغيرها لأجل منافع شخصية وأهواء ذاتية وغباء مستفحل، فَاسْتَخَفُّوا بالدين والشريعة وَأَحَلُّوا ما حرم الله، سفكوا دماء الأبرياء وهدَّموا روابط القربى، وقطَّعوا وشائج الأرحام، وانتهكوا حقوق الجوار والتعايش.
مبينا أن أمتنا أمام مسؤولية عظيمة ومهمة جسيمة، تتمثل في مواجهة العنف بكل أشكاله وأنواعه، وأخطره عنف الفتاوى وتطرف الأحكام والتصورات ، مشددا أن ضبط الفتوى وتنظيمها أصبح واجب الوقت ومهمة العقلاء والربانيين من علماء ودعاة وقادة مخلصين ، ذاكرا أن الفتوى ليست سوطا مسلطا على الرقاب والأعناق، وليست صكوك عفو وغفران للمتلاعبين والعابثين بالمبادئ والقيم.
بينما قال د. مرزوق أولاد عبد الله أستاذ التعليم العالي بالجامعة الحرة بأمستردام هولندا : إن التنظيمات المتطرفة روجت لفكرها المتطرف، وتسلتل في قلب المجتمع عن طريق توظيف وسائل الإعلام والاتصال خاصة المرتبطة منها بالإنترنت درجة أنه بات من السهل تجنيد الشاب من داخل غرفة نومه أو من خلال هاتفه الجوال، بعيدا عن أعين أهله وذويه وأصدقائه وحتى مدرسته، ونظرا لخطورة هذه الوسائل ونشرها لفتاوى التطرف والإرهاب فإن الأمر يتطلب الوقوف عندها بالتحليل والبحث والتدقيق كي يتسنى معرفة أين تكمن خطورتها؟ وتفكيك هندسة صناعة فتاوى الإرهاب والتطرف.