الثلاثي “جون” الأكثر ترجيحًا لقيادة الحزب الجمهوري في الشيوخ الأمريكي
بعد إعلان زعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي عن تنحيه عن المنصب، برزت أسماء جديدة قد تحل محل ميتش ماكونيل، البالغ من العمر 82 عامًا، والأطول خدمة في تاريخ الشيوخ الأمريكي.
وبشكل مفاجئ، أعلن ميتش ماكونيل، عن أنه سيترك منصبه في نوفمبر المقبل، وجاء هذا الإعلان خلال كلمة ألقاها في جلسة المجلس، حيث قال: “إنني أقف أمامكم اليوم لأقول لكم إن هذه الولاية ستكون الأخيرة بالنسبة لي كزعيم للجمهوريين”.
لتتجه الأنظار حاليًا نحو الأعضاء الثلاثة في الحزب الجمهوري الذين يحملون اسم “جون”، وهم السيناتور جون ثون، وجون باراسو، وجون كورنين، ويُعتبر هؤلاء المرشحين الأكثر ترجيحًا لتولي المسئولية خلفًا لمكونيل بحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي، الذين يُعتبرون خيارات قوية لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة.
كما يُعتبر قرار زعيم مجلس الشيوخ الأمريكي نقطة تحول إيديولوجية هامة في تاريخ الحزب الجمهوري، حيث يعكس هذا القرار التحول من النسخة التقليدية المحافظة والتحالفات الدولية القوية، الممثلة في رونالد ريجان، إلى الشعبوية النارية والانعزالية، التي تميزت بها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وبحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي، تتسارع الأحداث في المشهد السياسي الأمريكي مع اقتراب انتخابات أمريكا 2024، حيث يلوح تأثير المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الأفق، حيث تشير التقارير إلى تحول حزب الجمهوريين إلى حالة انقسام بين “الحرس القديم” و”الجناح اليميني المتشدد” الذي يظهر بقوة تحت تأثير ترامب.
وتعتبر العديد من الأصوات في الولايات المتحدة الأمريكية أن عضو الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثون، هو الوريث الأبرز لمنصب ميتش ماكونيل، خاصةً مع توليه المنصب الثاني في التسلسل الهرمي، كما يتمتع ثون بوجهات نظر معتدلة وبراعة في جمع التبرعات، مما يجعله مرشحًا واعدًا.
مع ذلك، تظهر العلاقة المتوترة بين ترامب وثون، حيث لم يكن ثون من بين مؤيدي ترامب للترشيح في انتخابات أمريكا 2024 إلا قبل يومين من إعلان ماكونيل قراره بالتنحي، وتشير التوترات إلى أن تولي ثون المنصب قد يُنظر إليه سلبيًا من قبل بعض أعضاء مجلس الشيوخ الذين يسعون لتغيير القيادة بعد فترة ماكونيل.
بالمقابل، يتمتع رئيس مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، جون باراسو، بعلاقة قوية مع دونالد ترامب، مما قد يمنحه ميزة نسبية في السباق، كما أن باراسو كان ثاني عضو في مجلس الشيوخ الذي دعم ترشيح ترامب، ورغم محاولته تجنب الحديث حول السباق لخلافة ماكونيل، إلا أنه أكد تركيزه على الانتخابات الأمريكية الرئاسية والتجديد النصفي.
في المقابل، يظهر السيناتور جون كورنين بدور غير قيادي حاليًا، وعلى الرغم من انتقاده لترامب في الماضي، إلا أنه لم يدعم أي من المنافسين الرئيسيين للرئيس السابق، ويمكن أن يستغل كورنين هذا التوجه في أي سباق يتعلق بزعامة الجمهوريين، خاصةً بعد استياء المحافظين من صفقة الحدود الأمريكية الأخيرة وحزمة المساعدات الخارجية.