الثقة بالنفس.. الإستثمار الأمثل للحياة(3)| بقلم د. سامي حبيب
إن مَثل من يشك فى قدراته كمن يتم تجنيده فى صفوف الأعداء ويحارب نفسه .. وهو يجعل فشله أكيدا لأنه أول من اقتنع بذلك .. ومن هنا كانت الثقة بالنفس هى سلاحك الأول فى مواجهة أعدائك .. ونفسك أيضا حتى لا تهزمك .. وفى هذة الحلقة ( الثالثة ) نستكمل ما كنا معا قد بدأناه فى رحلتنا لبناء وتدعيم الثقة بالنفس.
* الأخذ بالأسباب وبناء الثقة بالنفس
إنك عند صعودك سلما .. فإنك تصعد السلم درجة درجة .. وهكذا تستطيع بناء ثقتك بنفسك خطوة خطوة .. فأنت عندما تقوم بالشئ على مراحل صغيرة فإنك ستتمكن من التحكم فى القلق الذى لا مفر منه بسهولة كبيرة .. وبالتالى فمن المهم أن تبدأ القيام بالأشياء التى كنت تظن فى الماضى أنه من الصعب القيام بها بانتظام .. فمثلا .. هل تجد صعوبة فى التحدث إلى الناس ؟.
هنا أنصحك بأن تبدأ حديثا مع شخص جديد كل يوم .. أيضا .. هل تلتزم الصمت حتى ولو كان لديك ما تقوله ؟ هنا أقول لك تحدث ولا تصمت .. قل كل ما تريد أن تقوله .. هنا ستتشجع أكثر وتزداد ثقتك بنفسك أكثر مع كل مرة تفعل فيها ذلك .. ولا تجعل مشاعر عدم الإرتياح تحول بينك وبين ما تريد القيام به .. فلتعلم أن هذه المشاعر هى نتاج خبرات سابقة سلبية مختزنه فى العقل الباطن من ناحية .. ومما تقوله لنفسك عن المواقف السلبية التى مررت بها من قبل .. حاول أن تكون متماسكا وقويا .. وتذكر أن الشجاعة لا تعنى غياب الخوف .. وإنما تعنى تجاهل الخوف والإستمرار فى تحقيق أهدافك .. وأقول لك قولا ناجزا .. حاول القيام بشئ لم تقم به من قبل ثلاث مرات .. الأولى لكى تتغلب على الخوف ..الثانية لاكتشاف كيفية القيام به .. أما الثالثة فهى لإكتشاف ما إذا كنت ترغب فى القيام به أم لا .. وبعد ذلك ستنطلق بكل ثقة.
* إدراك الذات وأثره على الثقة بالنفس
إن كل ما يحدث فى الوقت الحاضر هو نتاج طبيعى لما كان يحدث فى الماضى .. كما أن مستوى ثقتك بنفسك ينبع فى الأساس من الطريقة التى تستجيب بها لأولائك الذين قاموا برعايتك صغيرا .. والبيئة التى نشأت فيها أيضا .. مع الأخذ فى الإعتبار أيضا أن حوالى ٣٠% من شخصيتك يرجع للعامل الوراثى أو للطبيعة البشرية .. بينما تعد خبراتك السابقة وطريقة تفسيرك لها مسئولة عن الباقى .. إنك لم تكن فاقدا للثقة فى نفسك عند ولادتك .. ولكنها جائت بعد ذلك عندما بدأت فى التعامل مع العالم من حولك .. فالإنسان يتعلم الثقة أو عدم الثقة غالبا فى السنوات الأولى من طفولته .. ثم ينموا ذلك عند شعورك بالضعف وعدم النضج عقليا وعاطفيا .. ومع تقدمك فى العمر فرض عليك ذلك نهج سلوكا معينا .. وبالتالى فكلما أدركت ما يحدث بطريقة أفضل .. وكيفية تأثيرة عليك .. تمكنت من التحكم فى مشاعرك اليومية وأفعالك بطريقة أكثر فاعلية .. فإذا كانت القوة هى أن تؤثر فى الآخرين .. فإن القوة الحقيقية هى أن تؤثر فى نفسك .. واعلم أيضا أنك لا يمكنك تقدير الثقة بالنفس واحترام الذات بمعايير ثابتة .. لأنها تتفاوت من مكان لآخر ومن لحظة لأخرى طبقا لما تقوم به وما يصاحبك فى تلك اللحظة .. فقد يكون هناك شخص شديد الثقة بالنفس لكنه يفشل فى علاقاته مع الآخرين .. قد تكون ناجح جدا فى مكان عملك .. لكنك إذا غادرته لا تستطيع أن تتحدث كما كنت تتحدث فى مكتبك .. لذا فعليك أن تحلل شخصيتك .. إرجع للخلف .. وانظر لنفسك .. ولاحظ ماذا سيحدث .. وكلما ازداد إدراكك لذاتك .. إزددت تحكما فى حياتك .. وهنا يمكنك أن تحقق التغيير الكامل فى حياتك.
* نسيان الماضى والثقة بالنفس
إنسى الماضى وريح بالك وإوعى تفكر فى اللى جرالك .. فإذا كان الماضى ذو تأثير عمييييق فى تكوين ثقتك بنفسك .. فإننى أقول لك .. إن الماضى يعيش فى ذاكرتك أنت فقط .. هو يعيش ولكنك ستموت إذا تركته مسيطرا عليك .. من هنا أقول لك .. إن ثقتك بنفسك سوف تزداد عندما تكون على استعداد لنسيان الماضى بعد التعلم منه فقط .. والاستمرار فى الحياة .. إن ما حدث فى الماضى لا يهم .. فالمهم هو ما ستفعله فى المستقبل وما تشعر به تجاهه هو ما سيكون سببا مباشرا فيما تفعله من الآن وصاعدا .. وبالتالى فإن مستقبلك يتشكل من الآن لحظة بلحظة فى أثناء تبلور رغباتك وأفكارك وأحلامك وأفعالك وكلماتك .. ويستمر الماضى فقط فى التأثير عليك إذا انت ضعفت وسمحت له بذلك .. واعلم أنك لا يمكن أن تجعل غدك أفضل إذا ما كنت تفكر بالماضى طوال الوقت .. فاصنع لنفسك حاضرا جميلا ..لكى يكون مستقبلك أجمل.
* الذكاء العاطفى والثقة بالنفس
إن احترام الذات والثقة بالنفس ينبعان من الذكاء العاطفى .. والذكاء العاطفى يتكون من جانبين هامين هما:
١.. إدراك الذات.. أى فهم مشاعرك وقدرتك على التحكم فيها.
٢.. القدرة على الإحساس بما يشعر به الآخرون والإستجابة له بطريقة مناسبة .. وهى التى تمكن الشخص من التواصل مع الآخرين بفعالية وسهولة..واكتساب الأصدقاء وزرع الولاء والثقة بالنفس فى قلوب من حولهم.
إن كثير من الأشخاص يميلون للتصرف بعواطفهم أكثر من عقولهم .. لكن فى الحقيقة .. يمكنك التعامل مع الآخرين بشكل أفضل عن طريق التواصل معهم على المستوى العاطفى .. وإدراك استحالة أن يفكروا ويشعروا ويستجيبوا للأحداث بنفس الطريقة .. كما ينبغى عليك أن تكون حساسا تجاه مشاعر الآخرين وأن تتقبلهم وتتعاطف معهم .. وبالتالى ستصبح أكثر ثقة فى جميع التعاملات الشخصية.
* الإهتمام بالآخرين والثقة بالنفس
إن من إحدى طرق بناء الثقة بالنفس واحترام الذات نجد التغلب على الأنانية .. وسبب ذلك أن الأشخاص الأنانيين نادرا ما يشعرون بالرضا عن النفس وبالتالى الثقة بالذات .. وبالتالى دعنى أقول لك .. إهتم بالآخرين .. فكلما اهتممت بالآخرين بدلا من نفسك .. كلما أشعرهم ذلك بالسعادة وارتفاع إحترامهم لذاتهم .. وبالتالى ستزيد ثقتك بنفسك على الأقل بنفس الدرجة .. فأنت عندما تسعى لاكتشاف أفضل ما فى الآخرين .. فإنك أيضا ستكتشف أفضل ما فى نفسك .. وخلى بالك من إن الاهتمااااام مبينطلبش.
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة