التواجد بالقرب من الهواتف الذكية يخفض قدرة الشخص المعرفية حتى حال إغلاقها

وفي جامعة إسكس في المملكة المتحدة، أجرى الباحثان أندرو كيه بريبيلسكي ،ونيتا وينشتاين، بحثا لاستكشاف تأثير الهواتف الذكية على العلاقات الشخصية، حيث صمما سلسلة من التجارب بتقسيم المشاركين إلى ثنائيات للتحدث في مجموعة متنوعة من المواضيع المختلفة الموضوعة لهم.
وقد وضع الباحثان في بعض الأحيان هاتفا محمولا بصورة مرئية وفي أحيان أخرى لم يضعوا أي هواتف محمولة .. وقد أجاب كل مشارك ومشاركة على استبيان حول التجربة التي مر بها، وكيف أثر وجود أو عدم وجود هاتف على المحادثة والعلاقة مع الطرف الثاني.
وأظهرت نتائج الاستبيانات أن المشاركين شعروا بقدر أقل من الثقة والتعاطف والتواصل مع الطرف الآخر عند تواجد هاتف ذكي في مكان قريب، حتى في حالة إغلاقه وعدم استخدام أحد له أو النظر إليه.
وعلى النقيض من ذلك، علق المشاركون على أنهم شعروا بقدر أكبر من الثقة والتواصل والتعاطف في حالة عدم تواجد هاتف ذكي بالقرب منهم .. وتبين للباحثين أن الهواتف الذكية لها تأثير سلبي في كل من مجالات القدرة المعرفية والعلاقات الشخصية.
وفيما يتعلق بالقدرة على الإبداع، أضاف الباحثون أن العنصر المشترك في جميع قصص الإبداع هو مجيء الفكرة للشخص المبدع خلال لحظة استرخاء، أو لحظة فراغ، يكون العقل فيها في حالة عدم تركيز وبالتالي يكون متاحا لاستقبال هبات اللاوعي .. ويطلق
الباحثون على تلك الحالة “وقت الحلم الثانوي”.
ويؤكد العلماء أن الطريقة التي يستخدم بها معظم الناس الهواتف الذكية اليوم، وقيامهم بالتحقق باستمرار من رسائل البريد الإلكتروني، والدخول بلا توقف على شبكات التواصل الاجتماعي، يعني أنه لا يوجد وقت كاف على الإطلاق للحظات يكون العقل فيها في حالة استرخاء وعدم تركيز .. وبالتالي لا يتاح لحظات لوقت الحلم الثانوي وما يمكن أن يحدثه من الإبداع.