عاجلمنوعات

«التنمر» لفظ جديد يفرض نفسه وتعدد تعريفاته باختلاف الثقافات والأنظمة التعليمية

 

“التنمر” لفظ جديد وفد من الثقافة الغربية ليفرض نفسه مؤخرا ويجد له موضعا فى المجتمع المصرى، فبات واسع الاستخدام فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، وتعريفات التنمر تعددت بتعدد الثقافات والأنظمة التعليمية؛ حيث يمكن تعريفه بطرق مختلفة وكثيرة، وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة ليس لديها حاليا تعريفا قانونيا للتنمر، إلا أن بعض الولايات الأمريكية تملك قوانين ضده، وجاء فى تعريفه فى اللغة العربية في معجم المعاني الجامع أنه “التشبه بالنمر.. فإذا تنمر الشخص غضب وساء خلقه، وصار كالنمر الغاضب”٠

والتنمر المدرسي، البلطجة، التسلط، الترهيب، الاستئساد، الاستقواء، كلها أسماء مختلفة لظاهرة التنمر السلبية التى نشأت في الغرب وبدأت تغزو المجتمع بفعل تأثيرات العولمة والغزو الإعلامي الغربي.

وعادة ما يستخدم لفظ التنمر للإشارة إلى إجبار الآخرين عن طريق الخوف أو التهديد، وهو  يصف فعلى لأى شكل من أشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب جسديا)، وهو من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقيا أو متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة.

وفي كثير من الأحيان يوصف على أنه شكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية، وأحيانا أخرى يشار إلى ضحية التنمر على أنها هدف، ويمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش اللفظى أو النفسى والفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب.

ويقسم مركز الولايات المتحدة الوطني لإحصاءات التعليم التنمر تقسيما ثنائيا، إلى تنمر مباشر، وتنمر غير مباشر يعرف أيضا باسم العدوان الاجتماعي، ويتميز هذا الأخير بتهديد الضحية بالعزل الاجتماعي.

وتتحقق هذه العزلة من خلال مجموعة واسعة من الأساليب، بما في ذلك نشر الشائعات، ورفض الاختلاط مع الضحية، والتنمر على الأشخاص الآخرين الذين يختلطون مع الضحية، ونقد أسلوب الضحية في الملبس وغيرها من العلامات الاجتماعية الملحوظة (مثل التمييز على أساس عرق الضحية، أو دينه، أو الإعاقة).

ويمكن أن يحدث التنمر في أي مكان يتفاعل فيه البشر مع بعضه البعض، ويشمل ذلك المدارس وأماكن العمل والمنازل والأحياء. حتى انه عامل شائع في أسباب الهجرة، ويمكن أن يتواجد بين الفئات الاجتماعية والطبقات الاجتماعية وحتى بين الدول، وهناك أسباب كثيرة لهذه الظاهرة أحداها أن المتنمرين أنفسهم كانوا ضحية التنمر (مثل، الطفل المتنمر الذي يساء إليه في المنزل، أو المتنمرين البالغين الذين تعرضوا للإساءة من جانب زملائهم).

وتعزو الدراسات أسباب ظهور التنمر في المدارس إلى التغيرات التي حدثت في المجتمعات الإنسانية، والمرتبطة أساسا بظهور العنف والتمييز بكل أنواعه، واختلال العلاقات الأسرية في المجتمع، وتأثير الإعلام على المراهقين في المراحل المتوسطة والثانوية، وكثرة المهاجرين الفقراء الذين يسكنون الأحياء الفقيرة وعدم قدرة أهل هؤلاء الطلبة المتنمرين على ضبط سلوكاتهم.

ويمكن الحد من التنمر عن طريق تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية للتفاعل الناجح مع العالم، مما يساعدهم على التعامل مع بعض الأشخاص المزعجين، وكى يكون البرنامج العلاجي لهذه الظاهرة فعالا، فلابد أن يشمل توعية المعلمين والأهالي والطلبة بسلوك التنمر وخطورته، وإشراك المجتمع المدني في محاربة الظاهرة، وإدراج التربية على المواطنة والسلوك المدني في المناهج الدراسية، وتشديد المراقبة واليقظة التربوية للرصد المبكر لحالات التنمر، ووضع برامج علاجية للمتنمرين بالشراكة مع المختصين في علم النفس، وتنظيم أنشطة تهتم بتنمية الثقة بالنفس وتأكيد واحترام الذات، وتشجيع الضحايا على التواصل مع المختصين في حالة تعرضهم لسلوكيات التنمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى