أخبار عالميةعاجل

التفكيك الآمن لقدرات تنظيم داعش غير التقليدية هدف ترامب القادم

كشفت مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبنتاجون بالبحث عن آليات جديدة وفعالة لمواجهة إرهاب “داعش” عن عدم قناعته الشخصية بجدوى آليات المواجهة التي كانت إدارة سلفه باراك أوباما تخوضها ضد “داعش”.

كما كشفت مطالبته عن قناعته فى تضارب اولويات تلك المواجهة بل وارتباكها فى حقيقة الأمر، فعندما تكون كل الاشياء ذات أولوية .. تكون هناك ” لا أولوية ” وبحسب التقارير الامريكية يقول المراقبون ان ادارة اوباما قد تعاملت مع ملف داعش وفق اولويتين هما إرضاء تركيا من جانب وإلحاق الهزيمة بداعش من جانب اخر … وكلاهما أولويتين متناقضين.

وتوقع مراقبون أمريكيون أن الأولوية الجديدة لإلحاق الهزيمة بـ”داعش” قد تكون في دعم إدارة ترامب للقدرات القتالية للقوات الكردية وهي القوات التي تعتبرها تركيا – حليفة الاتحاد الاوروبى – قوات إرهابية برغم دورها الحاسم في معركة تحرير الرقة من أيدي “داعش”، وبسالتها في كل ميادين المواجهة المسلحة مع “داعش” في شرق وشمال سوريا، كما لا يستبعد المراقبون اللجوء الى خيار التفكيك الآمن لأية قدرات غير تقليدية قد تكون قد حصلت عليها داعش .

وفي هذا الصدد، يرى البروفيسور ماثيو بون كبير باحثي الأمن ومكافحة الارهاب في جامعة “هارفارد” الأمريكية أن الحديث عن ” داعش المتسلحة نوويا” لا يجب أن يؤخذ إلا على محمل الجد، موضحا أن العالم شهد خلال الأعوام الماضية حوادث اختفاء غامضة لمواد مشعة يحتمل وصولها إلى أيدي جماعات الإرهاب.

وقال البروفيسير ماثيو إن “داعش” تمتلك الأموال أكثر من أي تنظيم إرهابي في العالم، كما تمتلك جيلا من الإرهابيين الشبان ممن تعلموا في الخارج علوم الهندسة والفيزياء وتسخدم وسائط اتصال وأعلام مدروسة وعالية التقنية.

وفي ورشة عمل عقدها مركز بيلفر حول سياسات الأمان النووي في جامعة هارفارد، لفت البروفيسير الأمريكى إلى أن “داعش” لن تقوم ببناء مفاعل نووى على سبيل المثال، وقال إن هذا يعد تسفيها للفكرة ولكنها قد تحصل على مواد مشعة عالية الخطورة لاستخدامها فى انتاج ما يعرف بالقنابل القذرة وهو متاح ولا يحتاج لاستثمارات كبيرة.

واستعرض عددا من وقائع الاختفاء المريبة لمواد من هذا النوع من مراكز بحثية و منشئات صناعية حول العالم، ففي برلين اختفت فى اغسطس 2014 كمية من باودر مادة “دويل – 4” المشعة وتبين من التحقيقات أن المسئول عن حفظها قد اختفى ثم تبين انه ترك العمل و انضم الى داعش فى سوريا .

وخلال عامي 2013 و 2014 سجلت وكالة الطاقة الذرية الدولية 325 واقعة اختفاء لمواد مشعة من اخطرها كميات من مادة السيزيوم 137 المستخدمة فى العلاج الاشعاعى من السرطان،وخلال الفترة من 1993 وحتى 2014 تلقت وكالة الطاقة الذرية الدولية 13 بلاغا بضبط مواد مشعة بما فى ذلك كميات من اليورانيوم عالى التخصيب وكانت جميعها اما تنقل او تباع فى الاسواق السوداء أو تهرب أو فى حيازة غير مقننة، لكنها لم تكن بكميات كبيرة لا تصل فى حدها الاقصى الى كيلوجرام واحد وهو ما لا يكفى لإنتاج قنابل نووية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى