آراءشويّة دردشة

التسويق الأخضر .. الطريق للتنمية المستدامة(1)| بقلم د. سامي حبيب

لم يعد ينظر إلى التسويق على أنه عمليات بيع وممارسة لأعمال تجارية وترويجية وإشباع لحاجات المشترى فحسب، بل إن التسويق أصبح فى عالمنا المعاصر هو بمثابة فلسفة فكرية، وممارسات إبداعية وإبتكاريه فى التواصل مع الجمهور وبناء علاقات بعيدة الأمد حتى أصبح المستهلك اليوم هو بمثابة جزء أساسى من العملية التسويقية مشارك ومصمم لها، وهذا ما ذهب إليه كثير من مفكرى التسويق مثل PeterDracker حيث أشار إلى أن ( التسويق هو فلسفة لكونها النقطة المحورية لجميع الأنشطة التجارية للمنظمة بإتجاه جذب العملاء وتلبية حاجاتهم وهى أوسع من كونها عملية بيع كما يرى البعض).

وقد مر الفكر التسويقى وعبر مراحل زمنية مختلفة بعديد من التغيرات فى الرؤى والتوجهات والممارسات عبرت عن طبيعة الفلسفة التى تؤمن بها الإدارة فى فترة زمنية معينة وفى بيئة معينة حتى وصل إلى ما يسمى بالتسويق الأخضر الذى أصبح اليوم يمثل الإبداع الفكرى والتطبيقى لفلسفة التسويق ويمثل إمتداداً منطقياً لها، فقد صار منهجاً معاصراً لتعامل الأفراد والمنظمات مع كل ما يحيط بها من متغيرات باتجاه الحفاظ على البيئة وحمايتها من الأخطار المحتمله، وكذلك نجده يمثل إنتهاجاً لسلوك خلاق ومبدع فى التعامل مع الحاجات والرغبات التى يسعى لتحقيقها الأفراد أو المنظمات.

ويأتى هذا المنهج التسويقى ( التسويق الأخضر ) فى توقيت يتزايد فيه الإهتمام العالمى بحماية المستهلك، وحق الناس للعيش فى بيئة آمنه ونظيفة، فقد أزداد إنتشار الحماية البيئية الأستهلاكية فى العقدين الأخيرين مع ازدياد وعى المستهلكين بالمشكلات البيئية حول العالم بسبب الكوارث البيئية سيئة السمعه، تصاعد أنشطة الحماية البيئية وفى النهاية أصبح المستهلكون أكثر رغبة فى شراء منتجات لا تلحق سوى الحد الأدنى من الضرر بالبيئة، وبمقتضى فكرة التسويق الأخضر تستطيع المنظمات إستغلال فكرة التسويق الأخضر لخلق وتسهيل أى عملية تبادل يقصد بها إشباع الإحتياجات البيئية للمستهلكين من خلال أنشطة تسويقية تم تصميمها لإستثارة وإستدامة العلاقة بين الطرفين مما يحقق عظيم الإستفادة لكلاهما.

لذا فإن الإهتمام بمفهوم التسويق الأخضر أصبح ضرورة لما يحققه لمنظمات الأعمال من فوائد ومكاسب كبيرة حيث يمكن أن يضع المنظمة على قمة الهرم التنافسى وربما يمنحها القيادة فى السوق.

ثانياً: مفهوم التسويق الأخضر:

ويعرف الكاتب التسويق الأخضر بأنه: ” مدخل إدارى حديث قائم على تطبيق استراتيجية تنافسية شاملة متوافقة بيئياً للتأثير فى سلوك المستهلك من خلال تقديم منتجات وخدمات آمنه بمواصفات معينة بإستخدام مزيج تسويقى إبداعى متكامل بهدف تعظيم القيمة للعميل من جهة وتحقيق أهداف المنظمة من جهة أخرى لتحقيق وضع تنافسى أفضل بالسوق بين المنافسين “.

ثالثا:- مفهوم المزيج التسويقى الأخضر:

يمكن تعريفه بأنه ” مجموعة من الأدوات و العناصر التسويقية والتي تستخدمها المنظمة بأسلوب متكامل وشمولي وذلك لخدمة القطاعات السوقية المستهدفة وتحقيق أهداف المنظمة التنافسية بما يتوافق مع البيئة ولا يسبب لها أية أضرار “.

والمزيج التسويقي الأخضر يختلف عن المزيج التسويقي التقليدي في أن الأول يمثل مجموعة من العناصر التسويقية التي تعمل المنظمات على تحقيق التكامل فيما بينها وذلك من أجل حماية حقوق المستهلكين مع تحقيق أهداف المنظمة بغير إضرار للبيئة المحيطة، بما يعني أن المزيج الأخضر يحقق الأهداف التي يسعى لها المزيج التقليدي بالإضافة إلى عدم الإضرار بالبيئة المحيطة، الحفاظ على الموارد الطبيعية، توفير ديمومة الأنشطة للمنظمة الخضراء.

وأمكن للكاتب حصر عناصر المزيج التسويقي الأخضر الداخلى فى سبعة عناصر، ويمكن تناول هذه العناصر بالإيضاح و التحليل كما يلي:

1- عناصر المزيج التسويقي الداخلي : (7ps)

أ- المنتجات الخضراء.

ب- التسعير الأخضر.

ج- الترويج الأخضر.

د- التوزيع الأخضر.

ه- العاملين أو الأفراد.

و- العمليات والسياسات ( عملية تقديم المنتج أو الخدمة ).

ز- البيئة المادية.

وهذة العناصر سوف يتم تناولها بالتحليل عبر سلسلة المقالات التالية إن شاء الله

دكتور/ سامى محمد حبيب
دكتوراة إدارة الأعمال والتسويق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى