التخطيط الاستراتيجي للسياحة المصرية(1)| بقلم د. سامي حبيب

فى ظل البيئة التنافسية التى يشهدها العالم الآن نتيجة التحولات والتطورات السريعة فى مختلف المجالات ونظرا لأهمية السياحة كإحدى قاطرات النمو الإقتصادى إزدادت الحاجة إلى تطبيق المبادئ والمفاهيم التسويقية فى المجال السياحى، وخاصة فى تسويق الخدمات السياحية والذى يعد من المحددات الأساسية لنمو قطاع السياحة، حيث يساعد التسويق فى تحديد رغبات واحتياجات السائحين وتحريك دوافعهم السياحية عن طريق تعريف السائحين بالقدرات والمقومات السياحية للدولة المصرية، مما يؤدى إلى زيادة أعداد السائحين وبالتالى زيادة الإيرادات السياحية.
إلا أننا فى مصر نعانى من مشكلة شديدة القسوة ألا وهى الضعف الشديد والقصور فى الخطط والإستراتيجيات التسويقية السياحية سواء على المستوى الحكومى الرسمى أو المستوى الخاص، ويرجع ذلك إلى ضعف المهارات التسويقية وعدم مواكبة الإتجاهات الحديثة فى مجال التسويق السياحى، وأيضا عدم وجود إستراتيجيات تسويقية سياحية طويلة الأمد الفعالة ذات الرؤية والأهداف الواضحة المتطورة.
** إستراتيجية التسويق السياحى ..
تعتبر إستراتيجية التسويق السياحى عملية تخطيط شمولى منظم يعتمد على استخدام مزيج من السياسات والعناصر التسويقية السياحية المختلفة فى القطاع السياحى لخلق وإضافة ميزة تنافسية جديدة تلبى رغبات السائحين وحاجاتهم، لرفع مستوى رضائهم وجذبهم والحفاظ عليهم وضمان ولائهم وعدم هروبهم لأسواق سياحية منافسة.
**وهذة الإستراتيجية التسويقية السياحية تنطوى على مجموعة من المكونات الضرورية حتى تصبح ناجحة وذات فعالية يمكن إنجازها فيما يلى:
1.. الرؤية .. وتتمثل فى تحسين الوضع التنافسى للسياحة المصرية ووضعها فى مصاف الدول السياحية العالمية.
2.. الرسالة .. وهى تعبر عن ما ينبغي أن يكون عليه السوق السياحى المصرى بصورة شاملة مستقبلا ومحققة للرؤية الإستراتيجية، بهدف المساهمة فى تحقيق أهداف الإستراتيجية التسويقية السياحية.
وقد تكون الرسالة ممثلة فى زيادة جهود التسويق وزيادة الوعى بأهمية السياحة وتنويع المنتجات السياحية وفتح أسواق سياحية جديدة واستخدام التكنولوجيا التسويقية .. إلخ ….
3.. الأهداف .. وهى تتمثل فى النتائج النهائية التى يجب تحقيقها من خلال النشاطات والإجراءات التى ستقوم بها المؤسسات السياحية .. وعلى سبيل المثال زيادة أعداد السائحين القادمين لمصر، زيادة عدد الليالى السياحية، تطوير المهارات التسويقية السياحية، زيادة الإيرادات السياحية مما يدعم الإقتصاد المصرى .. إلخ …
4.. تحليل البيئة الخارجية ( السوق السياحى العالمى ) سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وتكنولوجيا، وذلك لمعرفة الفرص التسويقية الممكن استغلالها، وكذلك التهديدات التى تؤثر على درجة نجاحنا فى غزو الأسواق السياحية وخسارة العملاء من السائحين.
5.. تحليل البيئة الداخلية ( السوق السياحى المصرى ) وذلك لمعرفة نقاط القوة لديه الإعتماد عليها، وكذلك نقاط الضعف لعلاجها وتقويتها.
6..دراسة الأسواق السياحية المستهدفة ومعرفة إحتياجاتها ومتطلبات الشرائح المختلفة السائحين والتنبؤ بها أيضا.
7.. معرفة وتحديد السياسات التسويقية التى يمكن استخدامها فى الأسواق السياحية المستهدفة… وهنا تلجأ المؤسسات السياحية لعديد من السياسات منها:
أ- السياسة الموحدة.
ب- سياسة تشريح السوق المستهدف.
ج- سياسة الإختيار ( التركيز على فئه معينة من السوق ).
8..وضع وتحديد المزيج التسويقي السياحى والذى يشمل العناصر التالية:
أ- المنتج السياحى.
ب- السعر.
ج- التوزيع ( المكان ).
د- الترويج.
ه- البيئة المادية.
و- العاملين.
ز- عملية تقديم الخدمة.
ح- المعلومات.
9.. تحديد واختيار الإستراتيجية التسويقية المناسبة والتى قد تكون واحدة أو بعض أو كل مما يلى:
أ- إستراتيجية قيادة التكلفة.
ب- إستراتيجية التمييز.
ج- إستراتيجية التركيز.
د- إستراتيجية إختراق السوق.
ه- إستراتيجية تنمية السوق.
و- إستراتيجية تنمية المنتج.
ز- إستراتيجية التنويع.
10.. تنفيذ الإستراتيجية التسويقية السياحية المناسبة.
11..متابعة تنفيذ الإستراتيجية التسويقية المطبقة وتقييمها واتخاذ إجراءات تصحيحية إن لزم الأمر.
وبعد استعراض ما سبق نجد أن الدولة المصرية ولكى تحدث طفرة ونمو فى النشاط السياحى يجب عليها الإعتماد على النموذج الإستيراتيجى للتسوق السياحى من خلال وضع رؤية ورسالة وأهداف تتسم بالوضوح والتحديد مع دراسة وافية ودقيقة للأسواق السياحية المستهدفة لتحديد إحتياجاتها ورغبتها قبل وضع الخطط التسويقية مع إعتماد سياسات التنويع والتركيز والتمييز، الإعتماد على التكنولوجيا فى التسويق، ودراسة نقاط القوة والضعف للسوق السياحى المصرى وللسياسات المستخدمة، والنقطة الأهم هى تطوير المنتجات السياحية المصرية، مع الإهتمام بالعنصر البشرى وتدريبه ورفع كفاءته، وتطوير وتحسين عملية تقديم الخدمة، انتهاج سياسات سعرية وترويجية مناسبة، وتدعيم البيئة المادية لعملية تقديم الخدمات السياحية، وانتهاج السياسات التسويقية الخضراء والتى تلقى قبولا كبيييرا من الكثير من القطاعات السياحية.